السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
باب من الإيمان بالله الصبر على أقدار الله \الصفحة\339
وقول الله تعالى : {...وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ }سورة التغابن - 11
قال علقمة : هو الرجل تصيبه المصيبة فيعلم أﻧﻬا من عند الله فيرضى ويسلم ( أخرجه ابن جرير )
وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله * صلى الله عليه وسلم * قال : ( اثنتان في الناس هما ﺑﻬم كفر : الطعن في النسب ، والنياحة على الميت ) أخرجه مسلم
ولهما عن ابن مسعود مرفوعا : ( ليس منا من ضرب الخدود ، وشق الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية ) أخرجه لخاري
وعن أنس رضي الله عنه أن رسول الله * صلى الله عليه وسلم * قال : ( إذا أراد الله بعبده الخير عجل لهالعقوبة في الدنيا ، وإذا أراد بعبده الشر أمسك عنه بذنبه حتى يوافي به يوم القيامة ) الترمزي
وقال * صلى الله عليه وسلم * : ( إن عظم الجزاء مع عظم البلاء ، وإن الله تعالى إذا أحب قوما ابتلاهم ، فمن رضي فله الرضا ، ومن سخطفله السخط ) حسنه ترمزي وقال : حديث حسن غريب من هذا الوجه
تلخيص درس الأول من أسبوع السادس
(((( الله الموفق والمستعان ))))
# لايثبت عبودية الانسان إلا بالصبر لان الصبر من اعظم المقامات ويكون في القلب وفي لسان والجوارح لان العبادة
أمر او نهي أو أبتلاء شرعي بان يصيب الله العبد بمصيبة قدرية فيصبر عليها وهذا حقيقة العبادة
# يتبين في الحديث القدسي الذي رواه مسلم عن عياض بن حمار قال رسول الله * صلى الله عليه وسلم * ( قال اللهتعالى : إنما بعثتك لأبتليك ، وأبتلي بك ) فحقيقة بعثة النبي * صلى الله عليه وسلم * الأبتلاء وهذا حاصل بالأوامر والنواهي لأن الواجبات والنواهي والأقدار الكونية يحتاج الى الصبر
# الصبر حسب قول طائفة أهل العلم ثلاث أنواع :
- صبر على أقدار الله المؤلمة
# أفرد الشيخ رحمه الله هذا الباب لان الصبر على المصائب قليلا , لان الصبر من كمال التوحيد والصبر على اقدار
الله المؤلمة من الواجبات كذلك الصبر على الطاعة وعن المعصية
# الصبر في اللغة الحبس فيقول قتل فلان صبرا أي بدون مبارزة ولا قتال أي إذا حبس أو ربط , فالصبر في الشرع حبس اللسان عن التشكي ، وحبس القلب عن التسخط ، وحبس الجوارح عن إظهار السخط بشقأو نحو ذلك
# ذكر الصبر في القرأن أكثر من تسعين موضعا , والصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد لان من ليس له صبر على الطاعة كذلك لا يصبر على المعصية ولا يصبر على أقدار الله المؤلمة فبذلك يفوته أكثر الإيمان
# من خصال الإيمان الصبر على الاقدار الله , أن الإيمان له شعب كما الكفر له شعب , فالصبر من شعب الإيمان
فكل شعب من شعب الإيمان يقابلها شعب الكفر , فالنياحة على الميت من شعب الكفر يقابلها الصبر على أقدار الله المؤلمة فهذا من شعب الأيمان
# في تفسير سورة التغابن -11 على المؤمن أمتثال لامر الله وتجنب نواهييه وعدم االسخط , فالرجل يصيبه مصيبة
فيعلم هذا من عند الله فيصبر ويسلم فهذا هو الإيمان بالله , لأن المصائب من قدر , والقدر من حكمة الله جل وعلا هو وضع الأمور في مواضيعها المحمودة ومن فعل ذلك فهو من العدل ولو كان غير حكيما والله جل وعلا نفى عنه الظلم وثبت له كمال التوحيد فمن وضع الأمر في غير موضعه فقد أظلم , يتبين من ذلك من أصاب بمصيبة فأذا صبر فله أجر أما إذا سخط فيؤزر على ذلك على العبد أن يعلم أن ما جاء من عند الله هو قدر الله – جل وعلا – وقضاؤه الموافق لحكمته فيجب الصبر على ذلك .
# أن كل شيئ يحصل بقدر الله وهو الذي أذن به قدرا وكونا
# الرضا بما يصب العبد مستحب وليس بواجب أما الصبر على المصائب واجب من الواجبات لأن فيه ترك السخط والرضا وجهان :
- الرضا بقدر الله وفعله ويرضى بحكمته وبما قسم له الله تعالى وهذا واجب من الواجبات وتركه محرم ومنافي لكمال التوحيد
- الرضا بالمقضي أي بالمصيبة في نفسها فهذا مستحب وليس بواجب على العبد ان يرضوا بالمرض أو أن يرضوا بفقد الولد أو المال لكن مستحب وهذا مرتبة خاصة بعباد الله ولهذا قال علقمة هنا : " هو الرجل تصيبه المصيبة فيعلم أنها من عند الله فيرضى " يعني : على قضاء الله " ويسلم " لعلمهأﻧﻬا من عند الله جل جلاله وهذا من خصال الإيمان .
# وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه يبقى خصلتان في الناس وهي من شعب الكفر ( النياحة على الميت والطعن في النسب ) والنياحة مخالفة للصبر وفاعله قد كفر لاكن لا يخرج من الملة بل قامت بخصلة من خصال الكفر
# إّذا جاء كلمة الكفر في الكتاب والسنة معرفا فذلك يدل على كفر الأكبر أما إذا جا من غير ألف والام فهذا يدل على شعبة من الكفر وهذا كفر أصغر
# في حديث أبن مسعود من فعل هذه الأفعال فهو ليس من أهل الإيمان وترك الصبر وأظهار السخط كبيرة من الكبائر لأن الإيمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية ونقصالإيمانقدينقصكمالالتوحيد ،بل إن ترك الصبر مناف لكمال التوحيد الواجب .
# وفي حديث أنس رضي الله عنه عن النبي * صلى الله عليه وسلم * فيه بيان حكمة الله جل وعلا إذا استحضرها المصاب فانه يعظم عنده الصبر والرضا بفعل الله تعالى لان العبد إذا أراد الله به خيرا تعجل في عقوبته في الدنيا , لان رفع العقوبة العبد يكون بعشر أشياء منها تعجل العقوبة في الدنيا وذلك بمرض أو فقدان مال أو مصيبة لأن مخالفة في ملكوت الله تعالى لابد أن تقع لها عقوبة أن لم يغفر ويتجازو عنه الله وذلك يكون أهون من أن تكون في البرزخ أو يوم القيامة وكان السلف يتهم نفسه إذا لم يمرض أو لم يصيب ببلاء
# قال النبي * صلى الله عليه وسلم * ( إن عظم الجزاء مع عظم البلاء ، وإن الله تعالى إذا أحب" قوما ابتلاهم ، فمن رضي فله الرضا ، ومن سخط فله السخط ) دليل على أن الرضا من العبادات وأن السخط محرم أي فمن سخط فله السخط
# وحقيقة السخط أي يقع في قلبه عدم حب بما يحصل له أي عدم الرضا وأتهام الحكمة فيه ويظهر أثره على لسانه و قلبه وجوارحه وهذا كبيرة من الكبائر ولو كان في قلبه وأمتثل لان عدم الرضا يكون فيه أنتفاء كمال التوحيد في قلبه وقد يصل بالبعض إلى انتفاء التوحيد من أصله إذا لم يرض بأصل الشرع وسخطه بقلبه واﺗﻬم الشرع أو اﺗﻬم الله - جلوعلا - في حكمه الشرعي
الروابط المفضلة