باب قول الله تعالى:
( وعلى الله فليتوكل المؤمنون )
* بيان أن التوكل على الله فريضة من الفرائض وواجب من الواجبات
وأن إفراد الله به توحيد وأن التوكل على غير الله شرك مخرج من الملة والتوكل على على الله شرط في صحة الإسلام وشرط في صحة الإيمان
* حقيقة التوكل أن يعلم العبد أن هذا الملكوت إنما هو بيد الله يصرفه كيف شاء فيفوض الأمر إليه ويلجئ بقلبه في تحقيق مطلوبه وفي الهرب مما يسوؤه
فينزل حاجته بالله ويفوض أمره إلى الله ثم يعمل السبب الذي أمره الله به ..
فالتوكل حقيقته في الشرع تجمع عبادة قلبية وهي تجمع الأمر إليه والإلتجاء إليه والعلم بأنه لاأمر إلا أمره ولاشيء إلا بما قدره وأذن به كونا ثم يعمل السبب الذي أوجب الله فعله وترك فعل الأسباب ينافي حقيقة التوكل الشرعية والإعتماد على السبب وترك تفويض الأمر إلى الله ينافي حقيقة التوكل الشرعية
* التوكل كما قال الإمام أحمد :
عمل القلب والإفراد بهذه العبادة واجبة وصرفها لغير الله شركا
* التوكل على غير الله له حالان:
!) أن يكون شركا أكبر وهو أن يتوكل على أحد من الخلق فيما لايقدر عليه إلا الله كأن يتوكل على المخلوق في مغفرة الذنب أو في تحصيل الخيرات الآخروية وهذا شرك أكبر ومناف لأصل التوحيد وهذا يكثر عند عباد القبور والأولياء
2) أن يتوكل على المخلوق فيما يقدر عليه وهذا نوع شرك خفي وشرك أصغر وقال طائفة من أهل العلم :
إذا قال توكلت على الله وعليك فهذا شرك أصغر ,
لايجوز أن يقول توكلت على الله ثم عليك لأن المخلوق ليس له نصيب من التوكل
* المخلوق لايقدر على شيء استقلالا وإنما هو سبب بأن يجعله شفيعا أو واسطة وهذا لايعني أنه متوكل عليه فيجعل المخلوق سببا فيما أقدره الله عليه ولكن يفوض أمر النفع بهذا السبب إلى الله فيتوكل على الله ويأتي بالسبب الذي هو الإنتفاع من المخلوق بما جعل الله له من الإنتفاع أو القدرة ..
* قول الله تعالى: ( وعلى الله فليتوكل المؤمنون )
هذه الآية فيها الأمر بالتوكل على الله وأنه من العبادة ودل على وجوب إفراد الله بالتوكل وأن التوكل عبادة يجب أن تحصر وتقصر في الله ,
وأن الإيمان لايصح إلا بالتوكل وأن التوكل شرط الإيمان ..
* قوله تعالى: ( إن كنتم ءآمنتم بالله فيعليه توكلوا إن كنتم مسلمين )
أمر بإفراده بالتوكل وأن التوكل شرط في صحة الإسلام فدلت الآية أن التوكل عبادة والإفراد بها واجب وأنه شرط في صحة الإسلام وشرط في صحة الإيمان وأن انتفاؤه مذهب لأصل التوحيد ومناف لأصله إذا توكل على غير الله فيما لايقدر عليه إلا الله ..
* وقوله: ( إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم ءآياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون )
وجه الدلالة:أنه وصف المؤمنين بهذه الصفات الخمس وآخرها
( وعلى ربهم يتوكلون ) أي أن المؤمنين أفردوا الله بالتوكل
ودل هذا هذه العبادات الخمس هي أعظم مقامات أهل الإيمان ..
* قوله تعالى: ( يآأيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين )
وجه الدلالة: أن الله حسْب من توكل عليه والحسْب هو الكفاية فدل أن الله أمر عباده بالتوكل عليه حتى يكون كافيهم من أعدائهم وكافي المؤمنين من المشركين ..
* وقوله: ( ومن يتوكل على الله فهو حسبه )
هنا فضل التوكل على الله والمتوكلين على الله وأن الله كافيهم
* عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:
( حسبنا الله ونعم الوكيل )
قالها إبراهيم عليه السلام حين ألقي في النار وقالها محمد صلى الله عليه وسلم حين قالوا له :
( إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل )
وهذا يبين عظيمة هذه الكلمة وهي قول المؤمن : حسبنا الله ونعم الوكيل
فإذا أعظم العبد رجاءه في الله وأكمل توكله على الله فإنه وإن كادته السموات والأرض ومن فيهن فإن الله سيجعل له من أمره يسرا وسيجعل له من بينها مخرجا
الروابط المفضلة