السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
باب ما جاء في التطير \الصفحة\291
وقول الله تعالى { ... أَلا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِنْدَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ(الأعراف-131 ) }
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله * صلى الله عليه وسلم *قال: ( لا عدوى ، ولا طيرة ، ولا هامة ، ولا صفر ) أخرجاه وزاد مسلم : (ولا نوء ، ولا غول ) ولهما عن أنس قال : قال رسول الله * صلى الله عليه وسلم * ( لا عدوى ، ولا طيرة ويعجبني الفأل " قالوا : وما الفأل ؟ قال : " الكلمة الطيبة )
ولأبي داود بسند صحيح عن عقبة بن عامر قال ( ذكرت الطيرة عند رسول الله * صلى الله عليه وسلم * فقال : " أحسنها الفأل ، ولا ترد مسلما ، فإذا رأى أحدكم ما يكره فليقل : اللهم لا يأت بالحسنات إلا أنت ، ولا يدفع السيئات إلا أنت ، ولا حول ولا قوة إلا بك )
وله من حديث ابن مسعود مرفوعا ( الطيرة شرك ، الطيرة شرك ، الطيرة شرك ، وما منا إلا ، ولكن الله يذهبه بالتوكل ) رواه أبو داود ، والترمذي ، وصححه وجعل آخره من قول ابن مسعود . ولأحمد من حديث ابن عمرو :
( من ردته الطيرة عن حاجته فقد أشرك " قالوا : وما كفارة ذلك ؟ قال : " أن تقولوا : اللهم لا خير إلا خيرك ، ولا طير إلا طيرك ، ولا إله غيرك ) وله من حديث الفضل بن العباس ( إنما الطيرة ما أمضاك أو ردك )
تلخيص الدرس الثاني من أسبوع الثاني عشر
((((الله الموفق والمستعان))))
# ان التطيرة من أنواع السحر لهذا ذكره الشيخ في هذا الباب
# ومناسبة ذكر التطير لانه منافي لأصل التوحيد وانه نوع من الشرك بالله جل وعلا بشرطه لانه من الشرك الاصغر
# حقيقة الطيرة انه في تشاؤم او التفاؤل بحركة الطير من السوارح والبوارح او النطيح او العقيد او بغير الطير مما يحدث , كانوا في الجاهلية اذا ارادوا سفرا او يذهب الى مكان او اي امر اخر كان يستدل بانواع بحركة طيره
فيتفائل فيعمل هذا الامر او يتشائم فيرجع منه وعلى هذا فضابط الطيرة الشركية التي من قامت قي قلبه وحصل له فانه مشرك شركا اصغر كماقال * صلى الله عليه وسلم *: إنما الطيرة ما امضاك او ردك
# يتبن من ذلك ان الطيرة من الشرك وهو الذي يقع في القلب مثلا إذا اراد أحد خروج من بيته لشيئ سفرا أو تجارةَ فرأى حادثا او اعتداء احد على احد فاذا هذا الشيئ جعله يتشائم ويرجع عن امره فهذا من الشرك الاصغر أما أذا حصل ذلك في قلبه وحصل له نوع من التشاؤم لاكن لم يرجعه عن امره وتوكل على الله فهذا يحصل لكثير منا وليس من الشرك
# التطير عام وليس خاصة بالطيروحركاتها أنما يكون بشيئ او حركة يحصل أمامه فيتفائل او يتشائم منه اما
العيافة متعلقة بالطير وحركتها كما فسرها عوف الاعرابي بقوله : العيافة زجر الطير فينظر الى حركة الطير
# كما ذكر الله تعالى في سورة الاعراف اذا اصاب بني اسرائيل زيادة او خصب او سعة في الرزق قالوا لنا هذه اي نحن مستحقون أما اذا اصابهم جدب او نقص في الارزاق قالوا هذا بسبب شؤم موسى ومن معه اي تطيروا بهم واجابهم الله تعالى في نفس الصورة بان طائرهم معهم وكل شيئ من عمل صالح وطالح وكل ما ياتيهم من الحسنات والسيئات ان ذلك من جهة القضاء والقدرفهو عند الله تعالى
# ومناسبة هذه الاية في هذا الباب لان هذا التطير كان من صفات أعداء الرسل * صلوات الله عليهم وسلامه * ومن خصال المشركين وهو صفات مذمومة وليس من صفات أتباع الرسل لانهم كانوا يعلقون لذلك بما عند الله من القضاء والقدر او ماجعله الله له من ثواب اعمالهم او العقاب
# وفي حديث ابي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله * صلى الله عليه وسلم * المنفي في الحديث ليس هو وجود الطيرة لان الطيرة موجود في اعتقاد الناس وجهة استعمالها وكذلك العدوى وكان العرب في الجاهلية يعتقدون بان المرض تنتقل بنفسها فتبين هنا ان كل هؤلاء تنتقل باذن الله تعالى ولا يؤثر بالنفس الا باذنه تعالى
# والطيرة ايضا سيئ وهمي في القلب لا اثر له في قضاء الله وقدره فحركة السانح ، أو البارح ، أو النطيح ، أو القعيد ، لا أثر لها في حكم الله وفي ملكوته ، وفي قضائه وقدره ، فخبر( لا )النافية للجنس تقديره مؤثرة أي :لا طيرة مؤثر ، بل الطيرة شيء وهمي
# وقوله * صلى الله عليه وسلم * يعجبني الفأل أي الكلمة الطيبة اذا سمعها تفائل بها وله تاثير بالنفس وفي ذلك الفأل يعني حسن الظن بالله تعالى والتشاؤم سوء الظن بالله جل وعلا لذلك كان الفأل ممدوحا ومحمودا والشؤم مذموما
# والمعلوم ان العبد مامور ان يحسن الظن بالرب لذلك كان النبي * صلى الله عليه وسلم * يتفائل وذلك من تعظيم الله تعالى وحسن الظن به وتعلق القلب به ومايفعله الله تعالى للعبد هو أصلح له
# كما ذكرنا ان الطيرة شاملة من الاقوال والاعمال التي تحصل امام العبد فاذا كان ثمة طيرة فأحسنه الفأل اذا وقع في قلب انه يحصل له كذا وكذا من جراء كلمة او حدث فليحسن الظن بالله ويتفائل لان الفأل كان ممدوحا ومأذونا ومحمود لان التفائل يشرح الصدر ويؤنس العبد ويذهب ضيق الذي يسببه الشيطان لانه يوهم العبد بالضيق ويجعله يتوهم الضرر والحزن فاذا تفأل العبد سد الباب على الشيطان لكي لايتأثر في قلبه ونفسه
# وقوله : "لا ترد مسلما " خبره منفي اي اذا رد مسلما عن حاجته فقد حصل له الشرك بالتطير
# فاذا همنا التشائم يجب ان نقرا الدعاء عن النبي * صلى الله عليه وسلم * ويدفع عنه ما ياتي للقلب من التشاؤم وانواع الطيرة
# الطيرة من الشرك الاصغر بالله جل وعلا
# كل منا يقع في قلبه الطيرة لانه من الشيطان وعمل الشيطان اتيان القلوب
# التوكل على الله تعالى يذهب كيد الشيطان ويسد باب الطيرة عن العبد وواجبنا اذا حدث شيء ان نتوكل على الله لان هذه الاشياء ليس من الامور الغيبية لانها هكذا طرأت وحدثت هذه الامور امام العبد وليس لها تاثير فيما يحصل في المستقبل
# وحديث ابن عمر اذا رده شيئ عن حاجته هذا من الشرك لاكن اذا تشائم من شيئ في قلبه ولم يرده فهذا من محرمات القلوب ويذهب ذلك بالتوكل على الله تعالى وتعظيم الرغب فيما عند الله وحسن الظن به
# وكفارة الطيرة في القلوب ان تقول (اللهم لا خير الاخيرك ولا طيرة الا طيرك)
الروابط المفضلة