إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .

17- باب بيان شيء من أنواع السحر .

http://www.lakii.com/tep/25.mp3

طريقة الدراسة :
تستمع الطالبة لشرح الدرس المطلوب من شريط المعروض في الاعلى ( شرح كتاب التوحيد ) للشيخ صالح آل الشيخ متابعة الدرس من خلال الكتاب (التمهيد في شرح كتاب التوحيد)في حالة وجود اسئلة متعلقة بالمادة الصوتية بإمكانكم طرحها وان شاء الله يتم الرد عليكم

ملاحظة مهمة
اذا لم تستطيعوا ان تستمعوا الى الاشرطة بإمكانكم ان تقرأو الكتاب فهو مشابه بشكل كبير لـ الشريط
الاختلاف شيئ بسيط
فالرجاء من تجد صعوبة في الاستماع او تحميل الشريط

تقرأ الكتاب وتترك القواعد والنحو

وتركز على المعلومات العقيدة

بارك الله فيكم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

باب بيان شيء من أنواع السحر \ الصفحة\268

قال أحمد : حدثنا محمد بن جعفر قال : حدثنا عوف بن مالك قال : حدثنا قطن بن قبيصة ، عن أبيه أنه سمع النبي * صلى الله عليه وسلم * قال : ( إن العيافة والطرق والطيرة من الجبت )

قال عوف : العيافة زجر الطير . والطرق : الخط يخط بالأرض ، والجبت :قال الحسن : رنة الشيطان . إسناده جيد

ولأبي داود والنسائي وابن حبان في صحيحه المسند منه وعن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال : قال رسول الله

* صلى الله عليه وسلم * ( من اقتبس شعبة من النجوم فقد اقتبس شعبة من السحر زاد ما زاد ) رواه أبو داود ، وإسناده صحيح

وللنسائي من حديث أبي هريرة: " من عقد عقدة ثم نفث فيها فقد سحر ومن سحر فقد أشرك ،ومن تعلق شيئا وكل إليه"وعن ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله * صلى الله عليه وسلم * قال : (ألا هل أنبئكم ما العضْه ؟ هي النميمة القالةبين الناس ) رواه مسلم

ولهما عن ابن عمر - رضي الله عنهما - أن رسول الله * صلى الله عليه وسلم * قال : ( إن من البيان لسحرا )

تلخيص الدرس الأول من أسبوع الحادي عشر

(((( الله الموفق والمستعان ))))

# ذكر الشيخ في هذا الباب بأن السحر قد ياتي في نصوص ولا يراد منه الشرك بالله تعالى لان أسم السحر عام في اللغة

# أما الأسم الخاص للسحر ذلك الذي فيه الاستعانة بالشياطين والتقرب منه وعبادته لكي يخدم الساحر ويدخل فيه امور اخرى لذلك سمي سحر

# ان بيان السحر وبيان ليس سحرا كلتا الحالتين فيه استعانة بالشياطين كلتا الحالتين داخل في حقيقة السحر اللغوية لانه له تاثير خفي على القلوب لان الساحر رجل بليغ البيان وذا ايضاح و ذا السان فصيح يؤثر في قلب المسحور ويسبيها ويمكن ان يقلب الباطل حقا والحق باطلا ببيانه وسمي سحرا لانه يدخل على القلوب بالخفاء ويقلب عليه الرأي وفهم المخاطب من شيئ الى أخر

# الطيرة نوع من الاعتقاد وانه من السحروكذلك العيافة يشبه الطيرة او بعض انواعها وكذلك الخط في الرمال اطلق عليها انها من السحر وهي ليس كالنوع الاول في الحد والحقيقة والحكم

# بين الشيخ رحمه الله في هذا الباب شيئ من انواع السحر لان في السحر ماهو شرك اكبر بالله جل علا وهي الحقيقة العرفية , ومنها ليس شركا اكبر

# هناك ثلاث أطلاقات على السحر \ منها يطلق علية اللغة انه السحر \ ومنها عرفا يطلق عليه انه السحر \ ومنها مايطلق عليه شرعا انه السحر

# ويجب تفريق بين هذه الانواع من السحر لان جميع انواع السحر لا ينطبق عليه الحد السحرالذي فيه ( حد الساحر ضربه بالسيف )

# العيافة \ اي ترك الشيئ اي يعافه وزجر الطير أحد تفسيرات العيافة ,انهم كانوا يحركون الطير فينظرون الى وجهته ثم يفهم من ذلك الزجر ان امر الذي يقدم اليه محمود او مذموم فهذا نوع من الجبت وهومن السحر لانه يؤثر في نفسه لكي يقدم على عمل شيئ او تركه وهو شيئ مرذول لانه يؤدي الى اقبال الشيئ او الامتناع

# الطيرة \ الطيرة اعمى من العيافة , وهي اسم عام لتفاؤل او تشاؤم بشيئ من الاشياء وحقيقته انه يرى طيرا يتحرك يمينا او شمالا فاذا تحرك يمينا فيعتقد في ذلك العمل او السفر خيرا اما اذا تحرك شمالا فمعناه انه سيصبه ضرر في ذلك السفر أو مكروه فيتركه قال رسول الله * صلى الله عليه وسلم * (" من ردته الطيرة عن حاجته فقد أشرك ")

# وقد يكون الطيرة في تشاؤم في شيئ يراه اوفي حركة شيئ اوكلمة يسمعها او سواد يراها في الجو او في يوم من بداية زواجه او بتصادم سيارة حصل امامه او التشاؤم بالايام او بالاشهر

# ولا يكون طيرة الا اذا رده عن حاجته او اقبل على حاجته وذلك من التشاؤم الذي يؤدي الى اقبال او احجام فذلك من الطيرة

# وكذلك من التفاؤل اذا تفائل بشيئ وجعل تفاؤله على اقدام على شيئ كذلك من الطيرة لانه فيه تأثيرات خفية على نفسه وذلك نوع من انواع السحر

# الطرق \ ماخوذ من وضع الطرق في الارض اي يخط خطوط في الارض ويقوم بمسح خط او خطين خطين بسرعة ثم ينظر الى مابقى ثم يقول هذا الذي بقى يدل على كذا وكذا أو انك ستصبح غنيا او سيصبك كذا وكذا وهذا نوع من الكهنة , والكهنة نوع من انواع السحر

# ويتبين من ذلك بأن الطرق \ خط يخط في الارض

# والجبت \ رنة من الشيطان وانه من السحر لان الشيطان يدعو الى ذلك بصوته وعويله

# وفي حديث ابن عباس رضي الله عنه عن النبي * صلى الله عليه وسلم * ان تعلم النجوم تعلم السحر ومن تعلم شعبة منه اي جزءا منه من علم النجوم هو علم التاثير وهو نوع من انواع السحر ويعني كلما زاد في تعلم النجوم زاد في تعلم السحر حتى يصل الى اخر حقيقة التاثير يسمونه ، فيصبح سحرا وكهانة على الحقيقة ويجعل من حركة الكواكب والنجوم وطلوعها وغروبها والتقائها وافتراقها تاثيرات في حوادث الارضية او ما يدل على الذي يحصل في الأرض فيجعلونها من الدالة على الغيبيات وهو من السحر لانه في حقيقته تاثير بامر الخفي

# وفي حديث أبي هريرة رضي الله عنه وقول النبي * صلى الله عليه وسلم * قوله : "من عقد عقدة ثم نفث فيها فقد سحر " ويقصد من هذا النفث الذي فيه استعانة والاستعاذة من الشيطان ويكون مع النفث ادعية معينة ورقية شركية وتعويذات وكلام يكون سببا في حضور الجن الذي يخدمهم ويخدم العقدة السحرية وهذا النفث في العقد كان موجودا في زمان النبي * صلى الله عليه وسلم * والذي قال فيه الله تعالى { وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ } ويقصد به السحرة

# ان العقد الشركية تارة يكون مرئية وواضحة وتارة يكون صغيرا جدا وهذه العقد فيه شيئين وهو العقد والنفث ويكون في الحبل او خيط ويكون معقودا وياتي الساحر بادعية شركية وينفث في العقد ويستعين ويستعيذ بالشيطان

# ومن سحَرَ فقد اشَرَك هذا عام , وجعل الشرك جزءا من السحر باسلوب الشرط والجزاء ويقصد بانه من سَحَرَ فقد اشرك لان السحر كما ذكرنا اعلاه يكون أما بالنقث في العقد او استحضار الجني وعبادته الذي يخدم الساحر وهذا شرك بالله تعالى

# وقوله من تعلق شيئا وكل اليه لان تصرف بقلبه الى هذا الشي وتعلق قلبه به وهذا من الشرك ويجعله سببا في جلب النفع او دفع الضر ويكون بذلك خاب وخسر وضر اعظم الضرر لان سعادة الانسان وصلاح قلبه وعضم روحه وصلاحه بان يكون متعلقا بالله تعالى

# ومن تعلق قلبه بالله ووكل امره الى الله يكون الله في عونه لانه يكون رغبته ورهبته الى الله تعالى لان العبد فقير والله الغني ومن تعلق قلبه بالله فقد أفلح اما من تعلق قلبه بالخرافيات والامور الشركية والذهاب الى الاولياء والسحرة فقد وكل امره اليهم فقد خسر وضر اعظم ضرر

# وقول ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي * صلى الله عليه وسلم * العضة \ وفي كتب غريب الحديث واللغة تنطق (العِضَه ) لاشباهها بوزنها وفسرها نبي * صلى الله عليه وسلم * في اللغة يطلق على اشياء منها السحر , والنميمة والقالة \ بين الناس نوع من انواع السحر وهي كبيرة من الكبائر ومحرم من المحرمات ووجه الشبه بين النميمة والسحر في كلا الحالتين يكون لتحبيب بين المتفرقين والتفريق بين المتحابين وكلاهما من الكبائر وعظيم الذنوب

# والبيان \ من السحر لانه له تاثير خفي في القلب لان التبيان اي يتبين بما في نفسه بالفاظ فصيحة وواضحة على مسامع والقلب فتسحر القلوب فربما يقلب الباطل حقا والحق باطلا حتى يغد قول ذلك الفصيح والبيان هو الحق والذي لم يذكره يكون باطلا ويكون تاثيره خفي مثل السحر

# وقول أهل العلم ان البيان من السحر ليس لمدحه انما لذمه لان تاثير مثل السحر يؤثر في النفس والتأثير البالغ إذا كان من جهة البيان فإنه جائز ،وهذا من جهة المدح له ، وبيان عظم تأثيره وهذا فيه نظر ، لأنه لما جعل البيان سحرا علمنا أنه أراد ذمه

# والذين اتاهم الله من فصاحة اللسان والبيان يجب ان يقصد به نصرة الحق وليس ان يجعله في قلب الحق باطلا وبالعكس لاشك انه مذموم ومن اهل الوعيد

ـــــــــــــــــ

ربي زدني علما

باب شيء من أنواع السحر

أن السحر قد يأتي في النصوص ولايراد منه السحر الذي يكون إشراك بالله فإن اسم السحر عام في اللغة يدخل فيه ذلك الإسم الخاص الذي فيه استعانة بالشياطين والتقرب إليها وعبادتها لتخدم الساحر ..

المقصود بالبيان
البيان هنا سمي سحرا لكن ليس فيه استعانة بالشياطين ولكنه داخل في حقيقة السحر اللغوية لأن له تأثيرا خفيا على القلوب ..

* أن الطيرة كذلك من السحر فالطيرة نوع اعتقاد وكذلك العيافة وهي شبيهة بها أو بعض أنواعها
كذلك الخط في الأرض لكن ليس سحرا في الحقيقة الذي فيه استعانة بالشياطين
قول النبي عليه الصلاة والسلام :
( إن العيافة والطرق والطيرة من الجبت )
العيافة: مأخوذة من عياف الشيء وهو تركه
وهي عما فسرها عوف: زجر الطير

زجر الطير: أن يحرك طيرا حتى ينظر إلى أين تتحرك ثم ثم يفهم من ذلك الزجر أن هذا الأمر الذي سيقدم عليه أمر محمود أو أمر مذموم أو يطلع بحقيقة زجر الطير على مستقبل الحال
فهذا نوع من الجبت وهو السحر.

والطيرة أعم من العيافة

وهي اسم عام لما فيه تشاؤم أو تفاؤل بشيء من الأشياء
حقيقة الطيرة : أنه يرى شيئا من الطير تحرك يمينا أو شمالا فإن رآه تحرك يمينا تفاءل به وإن رآه تحرك شمالا تشاؤم به وأنه سيتضرر
قال عليه الصلاة والسلام :
(من ردته الطيرة عن حاجته فقد أشرك )والطيرة نوع من التأثيرات الخفية

وأما الطرق : فهو مأخوذ من وضع طرق في الأرض وهي الخطوط فيأتي بخطوط متنوعة يخطها في الأرض ليس لها عدد معين ثم يبدأ الكاهن الذي يستخدم الخطوط فيمسح خطأ خطا
أو سمسح خطين خطين بسرعة ثم ينظر مابقي فيقول: هذا الذي بقي يدل على كذا كذا أو يدل على أن سيصيبك كذا وهو نوع من أنواع الكهانة والكهانة نوع من السحر



* قوله : عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه :
( من اقتبس شعبة من النجوم فقد اقتبس شعبة من السحر زاد مازاد )

بيان أن تعلم النجوم تعلم للسحر
الشعبة: الطائفة من الشيء أو جزء من أجزائه فكل جزء من أجزاء علم النجوم الذي هو علم التأثير نوع من أنواع السحر وكلما زاد في تعلم النجوم زاد في تعلم السحر


قوله : وللنسائي من حديث أبو هريرة رضي الله عنه :
( من عقد عقدة ثم نفث فيها فقد سحره ومن سحر فقد أشرك ومن تعلق شيئا
فقد وكل إليه )
يعني أن عقد العقدة والنفث فيها من أنواع السحر والنفث المقصود : النفث الذي فيه استعاذة واستغاثة بالشياطين فليس كل نفث في عقدة يعقد السحر لابد أن يكون النفث بأدعية معينة ورقى شركية وتويذات وكلام تحضر الجن عند تلاوته وتخدم هذه العقدة ..



* أن العقدة تارة تكون مرئية وتارة تكون صغيرة جدا

*كل سحر يعد من أنواع الإشراك
لأنه لايمكن أن يحدث السحر إلا بالنفث في العقد أو بالإحتضار الجني وبعبادة الجن وهذا شرك بالله

* قوله ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ألا هل أنبئكم ماالعضه ؟ هي النميمة القالة بين الناس
وأصل العضة في اللغة يطلق على أشياء منها السحر والنميمة وهي نوع من أنواع السحر وكبيرة من الكبائر ومن المحرمات ..


* وجه الشبه بين العضة والسحر أن تأثير السحر في التفريق بين المتحابين أو أو في جمع المتفرقين تأثيره على القلوب خفي وهكذا عمل النمام فإنه يفرق بين الأحباب بألفاظه فيفرق بين القلوب ويجعل العداوة والبغضاء بينهم ..


* عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
( إن من البيان لسحرا ))
المقصود بالبيان هنا التبيين عما في النفس بالألقاظ الفصيحة البينة التي تأخذ المسامع والقلوب فتسحر القلوب فربما يقلب الحق باطلا والعكس وأن مالم يقله أو رده هو باطل في الظاهر وفي ظن سامعيه وهذا ضرب من السحر فتأثيره خفي كتأثير السحر في الخفاء

والصحيح من أقوال أهلم العلم :أن هذا ذم للبيان وليس مدحا له وبعض أهلم العلم يقول: على جهة المدح لأنه يصل في التأثير إلى أن يؤثر تأثيرا بالغا كتأثير السحر في النفوس والتأثير البالغ إذا كان من جهة البيان فإنه جائز ..
وهذا فيه نظر

فالذي يستغل ماآتاه الله من اللسان والبيان والفصاحة في قلب الباطل حقا وقلب الحق باطل أنه من أهل الوعيد ومذموم على فعله لأن البيان يقصد به نصرة الحق ..

eباب بيان شيء من أنواع السحر

*ذكر الإمام رحمه الله إن اسم السحرعام في اللغة، يدخل فيه ذلك الاسم الخاص الذي فيه استعانة بالشياطين

والتقرب إليها وعبادﺗﻬا لتخدم الساحر، ويدخل فيها أمور أخرى يطلق عليها الشارع أﻧﻬا سحر، وليست
كالسحر الأول في الحقيقة ولا في الحكم وهو درجات .
* وهناك أمثلة كثيرة فمثلا البيان يسمى سحرا ولكنه ليس فيه إستعانة بالشياطين ويسمى سحرا لأن صاحبه

يكون له تأثير خفى بلسانه الفصيح فيؤثر فى القلوب وربما يقلب الحق باطلا والعكس ليقنع من أمامه ولهذا سمى

سحرا لخفاء وصوله إلى القلوب


*
كذلك الطيرة والعيافة والخط فى الرمل ونحو ذلك كل هذا يطلق عليه سحرا ولكنه ليس فيه إستعانة بالشياطين

وحدها ليس كحد من يستعين بالشياطين ولا حكمها كذلك

*ذكر الإمام هذا الباب لبيان أنواع السحر وحتى نفرق بينها فهناك ما يطلق عليه لغة أنه سحر وهناك ما يطلق

عليه عرفا أنه سحر وهناك ما يطلق عليه شرعا أنه سحر ولا ينطبق عليهم جميعا حد القتل بالسيف لهذا وجب

التفريق بينهم

*قال النبى صلى الله عليه وسلم :" إن العيافة والطرق والطيرة من الجبت"
والعيافة : مأخوذة من عياف الشئ وهو تركه وعاف الشئ أى لم تبغه نفسه ومن تفسيرات العيافة زجر الطير

وهو تحريك الطير حتى ينظر إلى أين تتجه ويفهم منه إذا كان هذا الأمر محمود فيؤخذ به أم مذموم فيتركه ولهذا

فهو يعتبر من السحر حيث أنه يؤثر فى النفوس حيث يتأثر الإنسان بالطير وحركتها فيقدم على شئ أو يمتنع عنه

أما الطيرة فهى أعم من العيافة حيث أن العيافة مرتبطة بالطير أما الطيرة فهى التفاؤل والتشاؤم

* أصل الطيرة هى التفاؤل والتشاؤم بحركة الطير فمثلا إذا تحركت يمينا تفاءل ويعتقد أنه سينجح فى عمل أو

سفر وإذا تحركت يسارا معناه أنه سيصاب بمكروه فى عمله أو سفره فيمتنع عنه وقد قال رسول اله صلى الله

عليه وسلم " ممن ردته الطيرة عن حاجته فقد أشرك" وقد يتشاءم الإنسان من شئ أو حركة أو كلمة أو حادث

يحصل أمامه أو الأشهر أو الأيام أو الأعداد وهذا كله من الطيرة ولا يكون هذا من الطيرة إلا إذا تفاءل فأقدم

إلى حاجته أو تشاءم فأحجم عنها

*والطرق فهو وضع خطوط فى الأرض متنوعة ليست لها عدد ويأتى بالكاهن فيمسح خطا خطا أو خطين

خطين بسرعة ويرى ما تبقى ويقول الذى بقى يدل على كذا وكذا مثلا سيصيبك كذا أو أنك ستغتنى ونحو ذلك

وهذا من الكهانة والكهانة ضرب من السحر

*وعن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" من إقتبس شعبة من النجوم فقد إقتبس شعبة من

السحر زاد ما زاد" ومعنى من إقتبس شعبة أى من تعلم جزء أو شئ من علم النجوم الذى هو علم التأثير- أى

جعل النجوم والكواكب فى حركتها وإلتقائها وإفتراقها وطلوعها وغروبها مؤثرة فى الحوادث فتصبح دالة على

علم الغيب- فهو نوع من أنواع السحر ومعنى زاد ما زاد أى كلما زاد فى تعلم علم النجوم زاد فى السحر حتى

يعلم كل شئ فيه فيصبح ساحرا أو كاهنا

* وقوله من حديث أبى هريرة "من عقد عقدة ثم نفث فيها فقد سحر، ومن سحر فقد أشرك، ومن تعلق شيئا

وكل إليه" والمقصود بالنفث هنا أى عقد العقدة ونفث فيها مستعين بالشياطين ويكون النفث بأدعية وتعاويذ تحضر

الجن وتجعله يخدم هذا السحر وهذه العقد السحرية وقوله فقد أشرك معناه أن كل من سحر بهذه الطريقة

مستخدما الجان ونحو ذلك من الأدعية الشركية فقد أشرك وفى هذا دليل على أن كل سحر يعد من أنواع الشرك

وذلك لأنه لا يمكن حدوث السحر إلا يإستحضار الجان والشياطين وبعبادتها والإستعانة بها وكل هذا شرك بالله

تعالى.

* قوله ومن تعلق شيئا وكل إليه أى أن القلب إذا تعلق بشئ فإنه يوكل إليه ومن المعلوم أن كل الأسباب

الشركية تعود على فاعلها بالضرر لا بالنفع والعبد إذا تخلى عن الله عز وجل فقد خاب وخسر وضر أعظم

الضرر وفى هذا دليل على أن من تعلق قلبه بالله فإن الله كافيه فمن يتوكل على الله فهو حسبه

* وعن إبن مسعود رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :"ألا أنبئكم ما العضه؟ هى

النميمة القالة بين الناس" وأصل العضه فى اللغة يطلق على أشياء منها السحر والنميمة والقالة بين الناس نوع

من أنواع السحر . والشبه بين النميمة والسحر أنها تؤثر فى التفريق بين الأحباب لأنه يسوق الكلام لهذا ولهذا

فيفرق بين الناس وينقل العداوة والبغضاء بينهم وهى كبيرة من الكبائر ومن أعظم الذنوب

* وقال عن ابن عمر رضى الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال" إن من البيان لسحرا"

والمقصود بالبيان هى فصاحة اللسان والتعبير الذى يأخذ المسامع والقلوب وربما قلب الحق باطلا والباطل حقا

وهذا ضرب من السحر لأنه تأثير فى النفوس بالكلام والألفاظ وتأثيره خفى كتأثير السحر وأغلب أهل العلم

يقولون أن هذا ذم فى البيان وبعضهم يقولولن أن هذا على جهة المدح فى البيان لتأثيره البالغ فى النفوس.

والخلاصة أن من يستغل ما آتاه الله عز وجل من البيان والفصاحة فى الخلط بين الحق والباطل وقلبهما فهو بلا شك من أهل الوعيد ومذموم وذلك لأن البيان يقصد به نصرة الحق على الباطل