وبالمؤمنين رؤوف رحيم وكان حريص جدا على ان يحذرهم من وسائل الذي يصلهم الى الشرك وسد جميع
الذرائع الموصلة اليه , وغلظ في ذلك وشدد فيه حتى وقت سكراته * عليه الف صلاة وسلام الله وعلى اله وأصحابه *
# وفيه بيان وسائل شرك الاكبر وسد الذرائع ومنع وسائل الموصلة أليه ورعاية وحماية التوحيد
# وفيه بيان اذا ياتي أحد الى قبر رجل صالح كأن يكون من الانبياء والمرسلين ويقوم بالعبادة كأن هذا
المكان فيه البركة بسبب هذا الرجل الصالح كأن هذا البقع فيه البركة لذلك غلظ النبي * صلى الله عليه
وسلم * ولعن من يقوم بذلك ويتخذ قبور أنبيائهم وصالحهم مساجد
# قال في الحديث ( عبد الله ) لان كان يعبد الله مخلصا ولم يشرك بالله ودعا الله واستغاثة واستعانة بالله وحده
لاكن قام بهذه العبادة عند قبر هذا الرجل الصالح
# ولوكان هؤلاء الرجال الصالحين كانوا سابقون في الخيرات وكانوا يقومون بواجباتهم وبيعيدين عن الشرك
# تعريف الرجل الصالح بقوله : الصالح من عباد الله ، هو : القائم بحقوق الله ؛ القائم بحقوق عباده ، وهذا تعبير صحيح ؛ولأن المقتصد قائم بحقوق الله ،قائم بحقوق عباده ، أتى بالواجبات ، مع هذا غلظ النبي * صلى الله عليه وسلم *
# منعنا النبي * صلى الله عليه وسلم * واغلظ في العبادة عند القبور وقال انه من الشرك الاكبر فما بال الذين
يقومون بعبادة اصحاب القبور ودعائه واستغاثة به ويذبح له اي يجعل شريكا لله تعالى وهذا الفعل يخرجه من الملة
# عبادة القبور يكون على ثلاث اوجه /
- تارة يكون لما حول القبر
# انهم يتبركون بستور وقضبان الحديد ويتمسحون به من اجل حصول البركة ويعكفون عنده ويتخذون
مشاهده اوثانا وهذا الرجل الصالح بريئ من فعلهم
# ذكر أم سلمة رضي الله عنها بانه رأى في الحبشة في كنائسهم صور لصالحيهم اوانبيائهم كما قال النبي * صلى الله عليه وسلم * اتخذوا قبور انبيائهم مساجد
# والمساجد يطلق على كل الاماكن الذي تتخذ للعبادة كالمساجد والكنائس وكل الاماكن الذ ي يتعبد فيه وهؤلاء جعلوا صور أنبيائهم وصالحيهم على جدران الكنائس لكي يدل الناس على عبادة الله
من قبل تعظيم هؤلاء لذلك قال النبي * صلى الله عليه وسلم * أولئك شرار الخلق عند الله جل وعلا ) وهذا الفعل فيه فتنة الصور وفتنة القبور وكلاهما من شرك الاكبر لانه يعتقد بصاحب القبر لان له شيئ من ألوهية
# وصف النبي * صلى الله عليه وسلم * باشرار الخلق لانهم يدلون الناس على هذا الفعل وتغليظ في العبادة في اماكن الذي فيها هذا الصور
# حتى وقت شدة ونزول السكرات حذر النبي * صلى الله عليه وسلم * الامة من وسيلة من وسائل الشرك وتوجيه العن والدعاء على اليهود والنصارى لانهم أتخذوا قبور أنبيائهم مساجد لانه * صلوات الله عليه وسلامه * خاف ان يتخذ من قبره مسجدا لذلك قام بلعن هؤلاء ولعن ابعد عن رحمة الله لان هذا الفعل كبيرة من الكبائر ومن ذنوب الكبيرة ايضا
# وكان هذا التحذير من النبي * صلى الله عليه وسلم * ايضا تحسب وصية للمؤمنين ومع ذلك خالف كثير من المؤمنين وصيته وقاموا باتخاذ هذه القبور مساجد على ثلاث صور :
أولا \ من أعظم وسائله والغلو فيه أن يتخذ هذه القبور مكان للسجود
ثانيا \ ان يتخذ القبر مكان للصلاة اي يجعل بينه وبين القبلة هذه القبور
ثالثا \ ان يتخذ على القبر بناء مسجد اي بعد موت رجل الصالح يبنون حوله بناء ويأخذونه مسجدا
# وفي حديث عائشة رضي الله عنها وقت سكرات النبي * صلى الله عليه وسلم * ولعن من يتخذ قبور
انبيائهم مساجد وهذا\\ احدى العلل الذي لم يقوموا بنقله وبناء عليه و\\ العلة الثانية قول ابي بكر
رضي الله عنه الانبياء لما يتوفون يدفنون في مكانهم
# قاموا الصحابة رضوان الله عليهم بوصية النبي * صلى الله عليه وسلم * ولم يبنوا على قبره انما دفن
في مكانه اي في غرفة عائشة رضي الله عنها وبني جدار بينها وبين القبر فلما توفي ابو بكر رضي الله عنه
دفن في جهة الشمالية وايضا لما توفي عمر رضي الله عنه ايضا دفن هناك وبنى جدار ثالث ولم يفتحون فيه أي باب الا نافذة وفي وقت أمير المؤمنين ( عمر بن عبدالعزيز-رضي الله عنه ) اخذوا من بعض حجرات
زوجات النبي * صلى الله عليه وسلم * وبقي غرفته واخذوا من الروضة ايضا واغلق جدار الذي على غرفة عائشة رضي الله عنها وبنوا جدار اخر فاصبح ثلاث جدران على شكل مثلث لكي لايكون في
المستقبل توجه الناس في الصلاة اليه وبنو جدار اخر عالي وكل الجدران ليس فيه اي باب لكي لايدخل
الناس ويقف على القبر , وفيما بعد بني القبة على هذا الجدار العالي , وبعد ذلك بني سور حديدي بينه
وبين الجدار الثلاثة نحو ثلاث امتار لقول النبي * صلى الله عليه وسلم * ( ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة ) اجازوا ان ياخذوا من المسجد للحفاظ عل قبره الشريف
# وحاصل بذلك قام المسلمين بوصية النبي * صلى الله عليه وسلم * وابعده عن المسجد
# في عهد الخرافيون في دولة العثمانية قاموا بتوسيع جهة الشرقي لكي من يريد ان يطوف بالقبراو يصلي
فيه لاكن منع في عهد الدولة السعودية وفيما بعد منعوا الصلاة فيه وحكموا فيه حكم المقبرة ولم يحكموا
فيه حكم المسجد ووقت الصلاة تغلق ولاكن وقت السلام والزيارة تفتح
# وبذلك يكون قبره الشريف بينه وبين المسجد جدارين وجهته الشرقية ايضا ليس من المسجد اي لم يقع المسجد في الوسط لاكن بعض من هذه الامة اتخذوا من قبور بعض الصالحين وال البيت وبنوا مسجد
# في حديث مسلم عن جندب قال النبي * صلى الله عليه وسلم * لو أتخذ أحدا خليلا لأتخذت أبا بكر
رضي الله عنه خليلا لاكن خليله الله تعالى لان الخليل من اعظم درجات المحبة لانه تخلل القلب والروح
ولايكون مكان لغير ذلك الخليل
# من يصلي في مسجد بني على قبور صلاته باطل لذلك يجب سد الذرائع ومنع بناء المساجد على القبور ومنع هذه المحرومات لذلك لما رأى عمر رضي الله عنه انس يصلي عند قبر قال ( القبر القبر) وهذا دليل على عدم جواز الصلاة عند القبور
# قال النبي * صلى الله عليه وسلم * : ( جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا ) وان كل موضع صلى فيه يكون مسجدا
# ومن حديث أحمد عن ابن مسعود رضي الله عنهم بان الساعة تقوم على شرار الناس الذين يتخذون
قبور انبيائهم وصالحيهم مساجد اي يعبودون عندها او يصلون فيها وهذا من وسائل الشرك الاكبر
اي يعبدون الله عند ذلك القبر اما اذا كانوا يعبدون ويطلبون من النبي * صلى الله عليه وسلم * ويقع حسب الاعتقادات والمنادات كما حصل من الجاهلين كانوا يعبدون الملائكة مع الله تعالى فبذلك من اتخذ قبور مساجد ملعون فكيف بالذي يعبد صاحب القبر
# وفي غربة الاسلام في هذه الازمنة وقبلها قاموا ببناء القباب والمشاهد وتعظيم هذا الفعل المنكر وتحسينه ودعوة الناس اليه وذكر حكايات بان هؤلاء يقومون بالاستجابة لدعواتهم وإغاثتهم وقالوا جائز
وانه توحيد وإذا منعهم احد يقولون فيهم انهم عديم الفهم والمعرفة
الروابط المفضلة