السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
باب الشفاعة \ الصفحة \ 186
(وأخبر النبي * صلى الله عليه وسلم * أنه يأتي فيسجد لربه ويحمده لا يبدأ بالشفاعة أولا ثم يقال له : ارفع رأسك وقل يسمع ، وسل تعط ، واشفع تشفع ) (و قال له أبو هريرة ,رضي الله عنه :منأسعد الناس بشفاعتك قال * صلى الله عليه وسلم * من قال لا إله إلا الله خالصا من قلبه )
تلخيص الدرس الاول من الاسبوع السابع
(((( الله الموفق والمستعان ))))
# نفى الله أن يكون الملك او الجزء منه لغيره, او يكون احدا عونا لله تعالى
ولم يبقى إلا الشفاعة ولايكون لأحد إلا من أذن له الرحمن
# والشفاعة يكون لأهل الأخلاص ولا تكون لمن أشرك بالله , والله تعالى يغفر لمن يشاء من أهل الاخلاص بواسطة لمن أذن له أن يشفع ليكرمه
# والشفاعة التي نفاها القران ماكان فيها الشرك , والشفاعة لايكون إلا لأهل
# الشافع يعني الطالب فصار مع الذي يطلب منه شفعا بعد ما كان فردا , فاذا
اراد احدا شيئا من احد أخر فجائه ليشفع له وبذلك أصبح شفعا له لذلك سميت
# الشفاعة هي دعاء وطلب الشفاعة أي طلب الدعاء فأذا قال أحدا أستشفع
برسول الله كأنه قال أطلب من رسول الله * صلى الله عليه وسلم *أن يدعو
لي عند الله تعالى , والخلاصة ان الشفاعة دعاء وهي طلب الدعاء أيضا
# لايجب طلب الشفاعة من الميت أو عند القبور الانبياء والصالحين , لانهم
غابوا عن دار التكليف ويكون شركا أكبر لانه توجه بهذا الدعاء لغير الله تعالى , بذلك يجوز طلب الدعاء بالشفاعة من الاحياء , قد يجيب دعائهم أو
لايجيب , وكان الصحابة ياتون النبي* صلى الله عليه وسلم * ويطلبون الدعاء والشفاعة لهم
# مسائل الشفاعة تخفي حتى على بعض العلماء وكانوا لايفهمون حقيقة هذا
الامر, ومسالة الشفاعة فيها خفاء لذلك يقول بعض من اهل العلم من أئمة الدعوة , رحمة الله عليهم جميعا, : اقامة الحجة في مسائل التوحيد تختلف
بحسب قوة الشبهة فأقل الشبهات ورودا ، وأيسر الحجج قدوما على المخالف هو فيما يتعلق بأصل دعوة غير الله معه ،وبالاستغاثة بغير الله ،والذبح لغيره ،ونحو ذلك
# لا تصح الشفاعة الا بشروط , والشفاعة منها يقبل ومنها لايقبل , اي هناك شفاعة منفية
فليس كل الشفاعة مقبولة لان له شروط وضوابط
# الشفاعة في القران والسنة قسمان , المنفية والمثبة والشفاعة المنفية هي التي نفاها الله عن اهل
# الشفاعة منفية حتى عن اهل التوحيد الا بشروط وهو ان ياذن الله للشافع ان يشفع
للمشفوع له , لان الشفيع في الحقيقة هو الله جلا وعلا وملك له واهل الايمان ليس لهم من
دون الله شفيع ولابد ان يكون الشفاعة باذن ورضا الله تعالى
# هل تنفع الشفاع مطلق ام لابد لها من قيود ؟ نعم تنفع لاكن لابد لها من شروط
والشرط أن ياذن الله تعالى , فليس الملائكة والانبياء ولا المقربون يملكون الشفاعة الا ان ياذن لهم الله تعالى
# يجب ان نعلم بان لا احد يبدا بالشفاعة دون اذن الله بذلك ولا احد يستطيع ان يبدا بها
# المشركون يعتقدون بان الهتهم اذا طلبوا وتقربوا وتذللوا له بالعبادات ثم طلبوا منهم
الشفاعة عند الله فانهم يشفعون جزما وان الله تعالى لايرد شفاعتهم والايات المذكورة
فيها ابطال لدعوى اولئك المشركين لانهم يعتقدون بان احد يملك الشفاعة بدون اذن الله
# فاذا كان من المتقرر شرعا شفاعة النبي * صلى الله عليه وسلم * حاصلة يوم القيامة
فهل يصح طلبها منه؟ الجواب يجب طلبها من الله تعالى وتقول اللهم شفع فينا نبيك لان
الله تعالى هو الذي يلهم النبي * صلى الله عليه وسلم * بان يشفع لفلان وفي فلان للذين
سالوا الله بان يشفع لهم النبي * صلى الله عليه وسلم *
# الاية 22 من سورة سبأ فيه أربع حالات :
أولا \ ان يدعوة الذين يزعمون من دون الله الذين لايملكون ذرة في السماوات والارض
فانتفى عنهم ملك الاستقلالي
ثانيا والثالثة \ نفى عنهم ان يكون لهم شركة اي شريك لله تعالى في الملك او في تدبير السماوات
والارض لانه ليس له ظهير ولا معاون ولا مؤزر ولا وزير لانه قد يتبادر في ذهن بعض الناس بان هناك من يعين ويساعد الله في تدبير الامور وتصريف الشؤن كالملائكة والانبياء
فاذا طولب منهم شيئ لايرده الله لهم لان الله محتاجهم بجهلهم يحسبون الله مثل رؤساء والحكماء في الدنيا الذين لهم اعوان يساعدونهم في تدبير امورهم ولايستطيعون رد طلب
اعوانهم لانهم محتاجون اليهم في امورهم
رابعا \ ان تلك الالهة يملكون الشفاعة بحسب اعتقادهم كما ذكره الله في نفس السورة
الاية 23 فنفها الله تعالى
# يتبين من الاية الاولى والثانية بان الشفاعة ملك لله وليس لاحد شيئ منه الا ان يعطي وياذن ويكرم بها
# نفى الله تعالى الشفاعة استقلالا الا باذن الله يرضاه , والشفاعة التي يعتقدها المشركون
يوم القيامة منتفية لانهم يعتقدون ان الهتهم لايحتاج اذن من الله تعالى والحقيقة انها لاتحصل
الا بشرط المذكور من الكتاب والسنة
# وفي حديث ابو هريرة , رضي الله عنه , ان النبي * صلى الله عليه وسلم * وهو سيد ولد ادم لما ياتي يوم القيامة لكي يشفع يسجد اولا لربه ويحمده ولاياتي بالشفاعة الا بعد ما
يؤذن له من قبل الله تعالى
# من الذي يستحق الشفاعة ؟ هم اصحاب الاخلاص من اهل التوحيد ولا يستحقها الذين
يدعون من دون الله اي المشركون
# حقيقة الشفاعة بان الله تعالى هو يؤذن لمن يريد ان يشفع لاهل الاخلاص ويغفر لهم بواسطة من اذن له فيكرمه وينال مقام المحمود , وكما ذكر يجب الشفاعة باذن الله ورضاه
ولايرضيه الله تعالى للمشركين لانهم تعلق قلبهم بغير الله
# جعل الله تعالى الشفاعة لكي يكرم بعض الناس به من الانبياء والملائكة والرسل لكي
يبين فضلهم ويرحم المشفوع له , ويبين من ذلك بان هؤلاء الذين اعطاهم الله الشفاعة
لانهم لهم قلب على عظم الله تعالى وتفرده وتدبره الامر وانه يجير ولا يجار عليه وهو الله
تعالى له الاذن باشفاعة وهو الذي له الملك والامركله ليس لاحد من شيئ وهوصاحب
الفضل والكرم والاحسان ويجب تعلق القلب به وحده تعالى لان الشفاعة فضل من الله لاهل الاخلاص
# الشفاعة المثبة وهي التي اثبتت بشرط الاذن والرضا من الله تعالى والاذن اما يكون
اذن كوني اما اذن شرعي لان اذا منعه الله كونا ان يشفع لايستطيع ان يحرك لسانه به
ومعنى الاذن ان يكون خالية من الشرك وايضا المشفوع له ليس من اهل الشرك واما
شفاعة النبي * صلى الله عليه وسلم * لابوطالب ليس لخروجه من النار انما لتخفيف عذابه لانه من المشركين وهذا النوع خاصة بالنبي * صلى الله عليه وسلم *
# تبين من هذا الباب بان شفاعة المشركين الذين تعلقت قلوبهم بغير الله باطلة وان الشفاعة
المثبة بالرضا هي التي تطلب من الله تعالى
# ان المشركين بشفاعتهم الشركية ودعوة غير الله سبب في حرمانهم للشفاعة لانهم
تعلقوا قلوبهم بغير الله تعالى وتوجه الى غير الله لذلك عاد عليهم بالعكس
الروابط المفضلة