السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله
أختى الكريمة إعلمي بأن لكل انسان فى تلك الحياة حقوق ، وعليه واجبات ، وأول الواجبات عليه - من وجهة نظري - بعد عبادته لله وحده ، هو معرفته لتلك الواجبات ، ثم الحرص على القيام بأدائها على أكمل وجه إن استطاع " لا يكلف الله نفسا إلا وسعها" .
فللأم حقوق ، وعليها واجبات ، وكذلك الزوجة لها حقوق ، وعليها واجبات ، وأيضا الزوج له حقوق وعليه واجبات .
والحق فى هذا الأمر أنه لا يمكن أن تتعارض تلك الحقوق مع بعضها إّذا ما آخذت وأداها من وجبت عليه كما أمر أن يؤديها بشرع الله .. بمعنى أنه نظرا لإختلاف مقامات أصحاب الحقوق فهذا من شأنه عدم التعارض بينها ، بل لكل منهم حقه الذي يجب على باقى الأطراق أدائه اليه فى حينه .
فالأم لها حق على ولدها وهو حق الطاعة فيما يرضى الله فحسب ، وحق الصلة ، وحق النفقة ، وحق الرعاية وخاصة عند الكبر .
والزوجة لها حق عند زوجها وهو حق الرعاية والنفقة والود والرحمة وتقوى الله فيها ، ومعاشرتها بما شرع الله له فيها .
وللإبن حق عند أمه وهو حق الاهتمام به والصلة - هذا إذا كان قد كبر وأصبح يعول نفسه- والدعاء له ، وحب الخير له ولبيته ، و اعانته على الاستقرار ، وتقديم النصيحة له دائما من خبرتها .
وعلى كل طرف منهم واجبات
واجبات الابن تجاه أمه كما ذكرت أنفا واجب النفقه والرعاية والاهتمام ، والصلة بشكل دائم
وواجبات الزوج تجاه زوجته هى كما ذكرت أنفا واجب النفقة والرعاية وتقوى الله فيها ، والحب والمودة والرحمة .
واجبات الأم تجاه أبنها هى واجب الحب والدعاء له ، وحب الخير له وحب الاستقرار لأسرته ومساعدته على ذلك .
واجبات الزوجه تجاه زوجها تقوى الله فيه وحسن التبعل له ، وحفظة فى حضوره وغيابه وما الى ذلك من الواجبات المعروفة تجاه الزوج .
واجبات الزوجة تجاه أم زوجها تتمثل فى حق الرعاية والاهتمام بها كوالدتها ، تحرص على تقديم المساعده لها ، و تحرص على حث زوجها على مداومة زيارة أمه وبرها ، والنفقة عليها إذا كانت فى حاجة للنفقة ، وصلتها بشكل دائم .. اعتبار ام زوجها أما لها ، وتقديرها واحترام كبر سنها .وعدم النظر لها على أنها مجرد إمرأه تشاركها ملكية زوجها فتشعر بالمنافسة معها عليه .
ولو كل طرف منهم قام بما عليه تجاه الأخر وعلم كيف يؤدى واجبه بشكل سليم ، وبصورة ترضى الله أولا وأخيرا ، فكان من الصعب التعارض بين تلك الحقوق وبعضها ، بل سيحدث انسجام داخل البيت المسلم وانسجام نفسي جميل ، مما يجلب السعاده بداخله .
نعم الأم لها حق عظيم جدا جدا فى حياتنا جميعا ، وحقها العظيم لا يتعارض مع حق الزوجة مطلقا ، فلو افترضنا أن الام والزوجة فى حاجة للنفقة ، الام أولى لأن ظروفها وحالها يستدعى ذلك إما لكبر السن ، وإما فقدان العائل كزوج أو عدم وجود أبناء اخرين ، أو باقى الابناء غير ميسورين الحال فلا يمكنهم النفقة على أمهم ، أو حالتها الصحية .. بينما الزوجة فهى معها العائل وهو الزوج ، وقد تكون بحالة صحية جيده تتحمل عن تلك المرأة المسنة بعض مشاق الحياة ، ولو نظرت الزوجة الى أم زوجها على أنه مثل أمها بحق ، لما تضجرت من نفقة زوجها علي امه ، ولما ضاق صدرها من ذلك ، بل قد تؤثرها على نفسها .
والرجل هو نقطة الوسط بين الام والزوجة ، فيجب عليه وزن الأمور بما يناسبها بشكل معقول ، بحيث لا يطغى حق أو واجب إحداهما على الأخرى .. فالأمر بيد الرجل هنا بشكل كبير ، ودور الأم والزوجة هو المساعده له والإعانة له على ذلك ، ولا يكونا كقضبين متماثلين دائما التنافر ، كل منهما تريد الرجل لها فحسب .
فالأم يجب أن تعلم أن لابنها حياته الخاصة مع زوجته ، وله بيته الخاص الذي يشغل باله وتفكيره فى تأسيسه واستقراره ، وعليها إعانته على ذلك بقدر المستطاع ، وأن زوجه ابنها لها حقوق مثلها فى ابنها ، ويجب ان تنظر اليها كإبنة لها وليست كإمرأه قد انتزعت منها ملكيتها لإبنها ، بل يجب أن تعى الامهات ان زوجة الابن هى كإبنة قبل اى شىء ، ولها حقوق يجب أن تأخذها .. فما تتمناه الام لابنتها تتمناه وترضاه لزوجة ابنها .
والزوجة يجب أن تعى جيدا حق الام بشكل عام ، و عدم ضجرها مطلقا من أداء زوجها لحق أمه
فالأيام دول ، أنتى اليوم زوجة ، غذا ستكونين أما ثم جده .. فماذا تتمنين من ابنك وزوجته أن يعاملاكى ؟؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم " لايؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحبه لنفسه " .
فالقضية قضية اعداد نفسي ووعى تام بالحقوق والواجبات .
نسأل الله أن ينزل سكينته على جميع بيوت المسلمين
الروابط المفضلة