مقارنة بين الحجاب والسفور
كتبتها : هاله بنت عبدالله
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد الذي بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح للأمة ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين.
((يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون )) آل عمران: 102،. (( والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله إن الله عزيز حكيم )) التوبة: 71.
أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ومن هذا المنطلق إليك أختي المسلمة مقارنة بين الحجاب والسفور بين (الفضيلة والرذيلة) أو بالأحرى بين (الحق والباطل) فالحق أحق أن يتبع لقوله صلى الله عليه وسلم "تركت فيكم شيئين لن تضلوا بعدهما كتاب الله وسنتي " إذا فكل منكر خالف لقول الله ورسوله وما حدد الشرع يجب أن يترك ويسمى باطلا لقوله تعالى: (( ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا )) النساء: 115
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي خلقنا من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء. أحمده حمدا يليق بجلاله وعظيم سلطانه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا لشريك له وأن محمدا عبده ورسوله.
أما بعد.. فموضوع المرأة اهتم به الإسلام وأنزل الله من أجل المرأة آيات. بل سميت سورة في القرآن باسم النساء. وبين الله في كتابه وعلى لسان رسوله الأحكام المتعلقة بالمرأة والتعاليم التي أنقذتها من براثين الجاهلية ومن مجاري أهل الهوى والشهوات والجنس. فهي في الإسلام أم وزوجة وأخت وبنت لها حقوق وعليها واجبات وصى بها الرسول صلى الله عليه وسلم خيرا وذلك في حجة الوداع. أمرها الله بالحجاب والإقرار في البيت. فهي السكن المريح للزوج، والأم الرؤوم للولد، فمكانها الطبيعي المناسب لحنانها وعطفها هو البيت (( وقرن في بيوتكن )). نهاها الإسلام عن التبرج والسفور، وأمرها بأن تلقي جلبابها عليها حتى لا تعرف (( يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن )). فلما رأى أعداء الدين هذه المكرمة للمرأة المسلمة حسدوها على ذلك. فكادوا لها المكائد، وتربصوا بها الدوائر، ونصبوا لها الشباك، فأتو بحركات مسمومة ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب. حركة التحرر- حركة المساواة- حركة الأغراء. وهذه الحركات تعمل جاهدة لتحطيم القيم والأخلاق وعرض العلاقات الجنسية في ضوء الشمس وذلك عن طريق الأزياء والموديلات وغيرها.
فأصبح أكبر هم المرأة المسلمة لباسا عاريا تلبسه، ونزلت إلى الميدان بأقذر أسلحتها، أسلحة الأغراء، وتعلمت المرأة المسلمة فنون الأغراء وذلك عبر الأفلام العارية، والقصة العارية، والصورة العارية. ووجدت المرأة المسلمة محررين ومحررات ممن يتكلم بلسانها ومن بني جلدتها يشرحون لها كيف تكون جذابة "مغرية" إغراء في البيت وفي الشارع، إغراء في اللفظ والحركة، إغراء في الملبس والزينة، إغراء في المشية والجلسة والنظرة.
فنخرت هذه الأفكار حياء المرأة المسلمة، فخرجت عارية في الطريق تعرض فتنتها لكل راغب تثير في الرجل شهوة الحيوان. ولو التزمت المرأة بالحجاب الشرعي لعتبروها رجعية متخلفة وهناك تتلاشى المقاومة ويحل محلها ا لاستسلام.
قال المفكر محمد قطب- حفظه الله- حدث منظر على الشاطئ قبل سنوات، فتاة كان بها بقية ضئيلة من الحياء، حياء الأنثى الطبيعي الفطري- هذه المرأة لبست "المايوه" وجلست على الرمال حول الشاطئ ليلتقط المصور لها صورة، ما الذي حدث؟
جلست بهذه البقية الضئيلة من الحياء مضمومة الرجلين، فقام المصور يفسح ما بين رجليها ليلتقط لها صورة تقدمية ولكنها راحت في حياء ضئيل - تتأبى عليه- عندئذ قال لها بلهجة ذات معنى "الله هوه أنت فلاحة ولا إيه؟ ".
وفي الحال دبت هذه الكلمة في صدرها فنخرت ما بقي من الحياء وجلست منفرجة الرجلين في طلاقة همجية، هذه القصة تصور لك مخططات أعداء الإسلام لفتاة الإسلام، ولكن ((يأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره المشركون )) هذه الأفكار الهدامة لم تمش على فتياتنا بل رأينها بعين السخرية، رأينها بعين العزة لهذا الدين وما يأمر به فحفظ الله لهن حجابهن وسترهن ولله الحمد والمنة.
وقام بعض الصالحات بتوجيه من مال عن الطريق "وهن قلة" وفي طريقهن إلى الرجوع على المنهج المستقيم بمشيئة الله.
وعلى راس هؤلاء الصالحات الناصحات لفتيات الأمة. الأخت هاله بنت عبدالله التي كتبت هذه الرسالة الصغيرة في حجمها الكبير في معناها، هذه الرسالة التي هي كمين مسلح بالأدلة الشرعية والأمثلة الحية والنصائح الغالية. يعثر دعاة الضلالة ومزقهم كل ممزق.
شكر الله لأختنا على ما بذلته وجزاها الله عن أخواتها خير الجزاء.
وصلى الله على نبينا محمد
الروابط المفضلة