انتقلت منتديات لكِ النسائية إلى هذا الرابط:
منتديات لكِ النسائية
هذا المنتدى للقراءة فقط.


للبحث في شبكة لكِ النسائية:
عرض النتائج 1 الى 2 من 2

الموضوع: إنـهم يســـتقوون بضعفنــا

  1. #1
    الثمال's صورة
    الثمال غير متواجد رئيسة الأركان التعليمية-مشرفة ركني الروضة ودار لك للتحفيظ -محررة في موقع لكِ
    تاريخ التسجيل
    Mar 2002
    الموقع
    اللهم ارحم غربتي في الدنيا وارحم مصرعي عند الموت وارحم قيامي بين يديك
    الردود
    44,066
    الجنس
    امرأة
    التدوينات
    13
    التكريم
    • (القاب)
      • درة الحوار
      • محلقة في سماء الإبداع
      • الإصرار على النجاح
      • متميزة
      • محررة بمجلة انا ورحلة الامومة
      • درة صيفنا إبداع 1432هـ
      • واميره النظافة والتنظيم 2
      • تربوية مثقفة
      • لمسة عطاء
      • درة صيفنا إبداع 1431هـ
      • فن وإبتكار
      • بصمة إبداع
      • الماهرة
      • مُبدعة صيف 1430هـ
      • أنامل ذهبية
      • بصمة إنجاز
      • بصمة تعاون
      • مصممة رائعة
      • بصمة مبدعة
      • ريشة متميزة
      • ذاكرة سياحية مميزة
      • فراشة الحلم والأ
    (أوسمة)

    Post إنـهم يســـتقوون بضعفنــا

    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    قرأة هذه المقالة فما رأيكم فيها
    إنـهم يســـتقوون بضعفنــا

    جريدة الأهرام 02/04/2002

    بقلم: فهمـي هـويـــدي
    لا يمكن أن يكون هذا آخر ما يملكه العرب حقا‏:‏ أن يكتفوا بمجرد إطلاق مبادرات السلام‏,‏ وأن يلحوا علي صاحب البيت الأبيض كي يتدخل لكبح جماح إسرائيل‏.‏ ولا يمكن أن يغيب عن أهل القرار العرب أن الوقوف عند هذه الحدود لايردع إسرائيل عن مواصلة سياسة البطش والاستئصال بمنتهي الاطمئنان‏,‏ واثقة من أن طريقها مفتوح بفضل الصمت العربي الذي يرفع الرايات البيضاء‏,‏ وظهرها مؤمن ومضمون بفضل الغطاء الأمريكي المتفهم لكل ما تفعل‏!‏
    ‏(1)‏
    حين اعتلي خطيب مسجدنا المنبر يوم الجمعة الفائت‏,‏ الذي تم فيه اجتياح الإسرائيليين مدينة رام الله‏,‏ بدأ كلمته بدعاء لحوح استمطر فيه اللعنات علي الصهاينة‏,‏ وسأل الله أن يثبت المجاهدين في فلسطين‏,‏ وأن يكلأهم بنصر من عنده‏.‏ وبعدما أطال في ترديده للأدعية‏,‏ قال للمصلين‏:‏ إنه كان قد جهز نفسه لكي يتحدث في موضوع معين‏,‏ لكنه حين شاهد ما جري في رام الله علي شاشات التليفزيون قبل أن يغادر بيته إلي المسجد‏,‏ تبخر كل ما في رأسه‏,‏ ولم يعد يفكر إلا فيما يجري في فلسطين ولأهلها عشية يوم الأرض‏.‏ وظل ينعي علي الأمة العربية والإسلامية عجزها‏,‏ ثم نبه المصلين إلي أنه سيطيل من السجود حتي يتاح لكل واحد أن يبذل غاية جهده في الدعاء لله سبحانه وتعالي‏,‏ أن يشمل الفلسطينيين بالتسديد والنصر‏.‏
    وبرغم أن الجو المخيم علي المسجد كان مشحونا بالانفعال والتأثر‏,‏ فإن حبل الانفعال انقطع ـ عندي علي الأقل ـ حين سمعت الخطيب في النهاية‏,‏ وهو يدعو بالنصر أيضا لجيوش المسلمين‏.‏ فاجأني الدعاء من حيث أنه ذكرني بأن للمسلمين جيوشا تضم مئات الألوف من البشر‏.‏
    تصبح الصورة أكثر مدعاة للإحباط حين نذكر أننا نتحدث عن‏22‏ دولة عربية ذات جلال وقدرة‏,‏ لم تنجح حتي الآن في تقديم نفسها باعتبارها فريقا يعمل له حساب‏,‏ وتتوافر له إرادة التأثير‏,‏ خصوصا منذ أخرجت القوة العسكرية من معادلة الصراع‏,‏ بعدما تبرعنا في عام‏1973‏ بالإعلان عن أن الحرب التي جرت آنذاك ستكون آخر الحروب‏,‏ وهو الادعاء الذي لم تأخذه إسرائيل محمل الجد‏,‏ فمضت تضاعف من قدرتها العسكرية معتبرة أن حروبها بلا آخر‏.‏
    ومن عجائب القدر ومفارقاته أنه بينما انسحبت الأمة العربية عمليا من ساحة المواجهة العسكرية‏,‏ فإن الوحيدين من العرب الذين وقفوا في الساحة ونجحوا في أن يخاطبوا إسرائيل باللغة التي تفهمها حقا‏,‏ كانوا أولئك الشبان العزل في جنوب لبنان وفلسطين‏,‏ الذين جاءوا من حيث لا نحتسب‏,‏ رافعين لواء الشهادة والفداء‏.‏ وها نحن نري الآن كيف هزموا إسرائيل في جنوب لبنان‏,‏ وكيف أنهم في فلسطين نجحوا في أن يوجهوا بأجسامهم المفخخة ضربات موجعة إلي صلب المشروع الصهيوني‏.‏ نعم‏..‏ دفعوا من جراء ذلك ثمنا باهظا‏,‏ لكن أحدا لا يستطيع أن ينكر أنهم نجحوا في أن ينقلوا الخوف إلي إسرائيل‏,‏ وأن يقنعوا كل إسرائيلي بأنه لن يكون آمنا مادام الاحتلال مستمرا وبقي داخل حدودها‏,‏ خلافا للحلم الذي سوقه آباء الصهاينة ممن استجلبوهم من شتات الأرض بزعم إنهاء معاناتهم واستقرارهم في أرض المعاد‏.‏
    وإزاء اهتزاز الثقة في المشروع فإن كثيرين أصبحوا يتداولون السؤال الكبير عن إمكان استمرار وجود إسرائيل نفسه‏,‏ وهو السؤال الذي خصصت مجلة نيوزويك ملفا في عددها الأخير‏(4/2)‏ لمحاولة الإجابة عنه‏,‏ ناهيك عن أولئك الذين استبقوا الإجابة من الإسرائيليين‏,‏ وغادروا البلاد بالفعل إلي غير رجعة‏.‏
    ‏(2)‏
    في الوقت الراهن بوجه أخص غدا الاستشهاد سلاحا وحيدا لمواجهة القوة الإسرائيلية الطاغية‏,‏ والنفاق الدولي الذي يصل إلي حد التواطؤ‏,‏ والصمت العربي المفجع‏.‏ لم يعد الأمل معقودا علي قرارات دولية أو مبادرات من أي نوع‏,‏ أو وساطات من هذا الطرف أو ذاك‏.‏ أما كل ما وقع من اتفاقات وما جري تداوله من مشروعات وتفاهمات‏,‏ فهو إما نسف من قبل الحكومة الإسرائيلية‏,‏ أو تجاوزته المرحلة وأصبح بكثير دون التضحيات الهائلة التي قدمها الفلسطينيون‏.‏
    إذا أردنا تحرير الواقع والتعامل مع معطياته الراهنة‏,‏ فلا مفر من أن نعترف بأن كل أملنا صار معقودا علي بطولة أولئك الشبان والفتيات البواسل الذين وحدهم أصبحوا قادرين علي تحدي القوة النووية الإسرائيلية‏,‏ والرد علي التواطؤ الأمريكي الفج‏,‏ وتعويض العجز والخنوع العربيين‏.‏
    فقط بأمثال عبد الباسط عودة منفذ عملية ناتانيا‏,‏ ومحمد صلاحات الذي فجر نفسه في مقهي تل أبيب يوم السبت الماضي‏,‏ وبأمثال إيمان إدريس وآيات الأخرس ودارين أبو عيشة‏,‏ بأمثال هؤلاء الأبطال نستمد روح التفاؤل والثقة‏,‏ ونلمح شعاعات الفجر الآتي‏,‏ ونطمئن إلي أن الأمة لم تمت بعد‏,‏ حيث لا يزال فيها نبض حياة‏,‏ وبعض خلايا لم يصبها العطب‏,‏ وأثر من العزة لم يتلوث أو يتآكل بعد‏.‏
    في هذه اللحظات‏,‏ والأمة من الخليج إلي المحيط‏,‏ تتلهف لسماع أخبار عمليات أولئك الأبطال البواسل‏,‏ وتنتظر علي أحر من الجمر ظهورهم في الأفق لتوصيل الرسالة الصحيحة إلي القتلة علي العنوان الصحيح‏,‏ ينبغي أن نشعر بخجل ليس فقط لقصورنا وعجزنا ــ وذلك سبب كاف لاريب ـ ولكن أيضا لبؤس خطابنا وبعض حواراتنا خلال الفترة الماضية‏.‏
    إذ لا أعرف ما الذي ستقوله الأجيال القادمة عنا‏,‏ حين تقرأ في كتب التاريخ أنه بينما كان الاحتلال جاثما فوق الصدر الفلسطيني‏,‏ وبينما كانت جراراته تقيم المستعمرات ومجنزراته تتولي تجريف الأرض وهدم البيوت‏,‏ وبينما كانت فرق الاغتيالات الإسرائيلية تتصيد المناضلين الفلسطينيين‏,‏ بينما كان ذلك حاصلا فإن البعض منا لم يتردد في وصف المقاومة الفلسطينية بالإرهاب‏,‏ والمعتدلون الذين أرادوا أن يمسكوا بالعصا من الوسط ادعوا أن ما يمارسه الفلسطينيون هو عنف يتساوي في كفة الميزان مع العنف الإسرائيلي‏,‏ ثم دعا إلي وقفه لفتح الطريق لتكريس الاحتلال في ظل ما يسمي بمسيرة السلام‏.‏
    بالمثل فلست أعرف ماذا سيقول التاريخ عنا حين تسجل صفحاته أنه بينما شباب المقاومة الباسلة يتسابقون علي نيل الشهادة‏,‏ مضحين بأرواحهم من أجل أن تعيش أمتهم حياة تظللها الكرامة والعزة‏,‏ كان البعض منا يتأسي علي الدم الإسرائيلي‏,‏ متجاهلا شلال الدم الفلسطيني النازف منذ نصف قرن علي الأقل‏,‏ كما أن آخرين صاروا يتنطعون وهم يجادلون فيما إذا كان هؤلاء الأبطال انتحاريين أم شهداء‏!‏
    طويلة وحافلة قائمة تجليات البؤس في حواراتنا‏,‏ والأسباب الموجبة للشعور بالخجل والخزي‏,‏ حتي أحسب أنني لو توقفت عندها لامتدت حبال الحديث‏,‏ ولصرفني ذلك عما تمنيت أن أنبه إليه في صدد الحاضر والمستقبل‏.‏ لكني قبل أن أغادر النقطة لا أستطيع أن أعبرها إلي غيرها دون التذكير بالفخاخ التي وقعنا فيها حين شغلنا حينا من الدهر بالحديث عن ثقافة السلام بينما العدو الإسرائيلي يواصل في الوقت نفسه خنق الشعب الفلسطيني ودفن قضيته‏.‏
    وحين خدعنا أنفسنا طوال الوقت‏,‏ ولم نمل من مخاطبة الولايات المتحدة باعتبارها راعية للسلام‏,‏ بينما يعلم كل ذي حس سليم أنها حليف لإسرائيل‏,‏ وشريك لها في العدوان‏,‏ حارس ومتستر علي كل جرائمها‏.‏ وقد أصبح ذلك الموقف من مسلمات المشهد‏,‏ التي أكدتها تصريحات وزير الخارجية الأمريكية الأخيرة ـ فضلا عن رئيسه ـ حين عبرت عن تفهم الأسباب التي دفعت إسرائيل لاجتياح مدن الضفة والبطش بكل ما فيها‏,‏ وأنحي باللائمة في كل ما جري علي عرفات والمتشددين الفلسطينيين‏.‏ ومع ذلك فإننا لا نكف عن مناشدة الإدارة الأمريكية أن تتدخل لإيقاف إسرائيل عند حدها‏!‏
    ‏(3)‏
    ما يجري الآن ليس مجرد بطش أعمي‏,‏ وإن كان كذلك في شق منه‏,‏ ولكنه ترتيب لقلب الطاولة وإعادة صياغة الموقف الفلسطيني من جديد‏,‏ والترويع من مشاهد ذلك الترتيب‏,‏ واستئصال قيادات المقاومة الميدانية بعد تصفية عناصرها مشهد آخر‏,‏ ثم تصفية واعتقال القيادات السياسية التي مازالت متمسكة بثوابت القضية‏,‏ مشهد ثالث‏.‏ والحصار الراهن للرئيس عرفات الذي يراد له أن يستمر عدة أيام مشهد آخر له هدفان علي الأقل‏,‏ أولهما إذلال الرجل وإنهاكه‏,‏ وإضعاف موقفه‏,‏ ومن ثم إجباره علي القبول بما لم يقبل به من تفسيرات إسرائيلية وأمريكية لما سمي بتفاهمات تينيت‏.‏
    وثانيها‏:‏ توجيه رسالة تعلن التحدي للأمة العربية كلها‏,‏ في وقت لم يكن حبر المبادرة التي تبنتها القمة العربية قد جف بعد‏.‏ والتحدي في هذه الحالة مسكون بدرجة غير خافية من الاستعلاء والازدراء‏.‏ إذ برغم أن العرب قدموا في المبادرة أقصي ما يمكن أن يقدموه‏,‏ ووفروا لإسرائيل ما تريده من اعتراف وسلام ظلت تنشدهما طيلة نصف القرن المنصرم‏,‏ فإن القيادة الإسرائيلية اعتبرت أن ذلك كله لا يكفي‏,‏ وآثرت أن تتعامل مع القضية بطريقتها الخاصة‏,‏ ساعية إلي فرض الحل الذي تريده بالقوة‏.‏
    المشهد التالي هو‏:‏ إرغام عرفات علي التوقيع علي ما تريده إسرائيل والولايات المتحدة‏,‏ ثم التخلص منه بعد ذلك‏,‏ بالإبعاد في الأغلب‏,‏ لكي يتولي القيادة في فلسطين من ترضي عنهم تل أبيب وتعتبرهم أكثر مرونة وأفضل استعدادا للتعاون معها‏.‏ وفي هذه الحالة ستأتي القيادة الجديدة وكأنها نظيفة اليد لكي تتعامل مع واقع أقره عرفات‏,‏ وليست مسئولة عما فيه من نقائص أو ثغرات‏,‏ وليس مستبعدا أن يذهب الإسرائيليون في التجبر والتحدي إلي حد إبعاد عرفات من البداية‏,‏ ثم الإتيان بالقيادة الفلسطينية الجديدة المتجاوبة معها بدرجة أكبر‏,‏ لكي تقوم هذه الأخيرة بتمرير ما يريده الإسرائيليون لفرض هيمنتهم علي المقدرات الفلسطينية‏.‏

  2. #2
    الثمال's صورة
    الثمال غير متواجد رئيسة الأركان التعليمية-مشرفة ركني الروضة ودار لك للتحفيظ -محررة في موقع لكِ
    تاريخ التسجيل
    Mar 2002
    الموقع
    اللهم ارحم غربتي في الدنيا وارحم مصرعي عند الموت وارحم قيامي بين يديك
    الردود
    44,066
    الجنس
    امرأة
    التدوينات
    13
    التكريم
    • (القاب)
      • درة الحوار
      • محلقة في سماء الإبداع
      • الإصرار على النجاح
      • متميزة
      • محررة بمجلة انا ورحلة الامومة
      • درة صيفنا إبداع 1432هـ
      • واميره النظافة والتنظيم 2
      • تربوية مثقفة
      • لمسة عطاء
      • درة صيفنا إبداع 1431هـ
      • فن وإبتكار
      • بصمة إبداع
      • الماهرة
      • مُبدعة صيف 1430هـ
      • أنامل ذهبية
      • بصمة إنجاز
      • بصمة تعاون
      • مصممة رائعة
      • بصمة مبدعة
      • ريشة متميزة
      • ذاكرة سياحية مميزة
      • فراشة الحلم والأ
    (أوسمة)
    تابع
    هذا السيناريو‏,‏ إذا قدر له أن يتحقق فسيكون أقرب إلي تطبيق النموذج الأفغاني‏,‏ حيث عمدت الولايات المتحدة إلي إحداث أكبر قدر من التدمير بأفغانستان‏,‏ حتي أسقطت نظام كابول‏,‏ ثم جاءت بنظام آخر وقيادة جديدة حملتها إلي السلطة الدبابات الأمريكية‏,‏ وفرضتها علي الشعب الأفغاني متجاهلة أغلبيته البشتونية التي أخضعت الآن بالقوة المسلحة لحكم الطاجيك‏.‏
    ‏(4)‏
    في السياسة لا يفوت القطار أبدا‏,‏ وإنما بوسع من يريد ان يصلح بعض ما فسد‏,‏ أو ان يقلل من حجم الفساد ويقلص مساحته‏.‏
    علينا أن نتفق أولا علي أننا ينبغي ألا نترك الفلسطينيين وحدهم‏,‏ نهبا لافتراس الإسرائيليين‏,‏ وأنما يجب أن نفعل شيئا‏,‏ ليس فقط لأجل قضية الأمة وكرامتها‏,‏ ودفاعا عن أمنها القومي في مواجهة التغول الإسرائيلي‏,‏ وإنما أيضا لأجل أن نبيض صفحتنا أمام أجيالنا المقبلة وأمام التاريخ‏,‏ وقبل هذا وبعده‏,‏ أمام الله سبحانه وتعالي يوم الحساب‏.‏

    علينا أن ندرك ثانيا أن كل ما تخطط له إسرائيل وتستخدم القوة لأجل تحقيقه‏,‏ قابل للصد والإفشال إذا ما توافرت إرادة الصمود والمقاومة‏,‏ الأمر الذي يعني أن قسطا غير قليل من الانتصارات أو الإنجازات التي حققتها إسرائيل علي الصعيدين العسكري والسياسي تم إنجازها ليس بسبب القدرة الإسرائيلية الفائقة‏,‏ ولكن بالدرجة الأولي لسبب الضعف والتراجع العربيين أقرب شاهد علي ذلك أن الجيش الذي لا يقهر تقهقهر بالفعل وفر مذعورا‏,‏ حين ووجه بإرادة وعزيمة شباب حزب الله في جنوب لبنان‏.‏
    علينا ثالثا أن نكف عن توجيه المناشدات وإصدار البيانات والركون إلي المقاومة الإنشائية إذا جاز التعبير‏,‏ وأن ندرك تلك المعادلة البسيطة التي تقول إن غيرك لن يفعل شيئا أو يحرك ساكنا ما لم تتحرك أنت‏,‏ حيث إن العلاقات والمعادلات السياسية لا تعتمد فكرة الإحسان أو الصدقات‏,‏ من ثم فيتعين علي كل معني بالأمر ألا ينشغل أولا يعول كثيرا علي الآخرين‏,‏ بقدر ما يركز علي كيفية نهوضه بمسئولياته هو تجاه قضيته ومصيره ومستقبله‏.‏
    إذا اتفقنا علي ذلك فثمة أمور يمكن للعرب القيام بها وهي‏:‏
    ‏*‏ تجميد المبادرة التي أعلنها مؤتمر قمة بيروت‏,‏ وأقول تجميد‏,‏ دون سحب أو إلغاء‏,‏ خصوصا بعدما لقيت المبادرة تأييدا من العالم أجمع‏,‏ باستثناء الدولة الإسرائيلية المعنية بها‏,‏ حيث لا يعقل أن يظل العرب يلوحون بالمبادرة‏,‏ معتبرين أنها آخر ورقة لديهم‏,‏ بينما الإسرائيليون يرفضونها من حيث المبدأ‏,‏ بل ويتحركون في اتجاه معاكس لها تماما‏,‏ وهو ما يسوغ لنا أن نعلن علي لسان الأمين العام لجامعة الدول العربية مثلا أن العرب بعدما وجدوا هذا الرفض والصد من جانب إسرائيل‏,‏ فإنهم قرروا تجميد مبادرتهم حتي تعلن استعدادها لقبولها‏.‏
    ‏*‏ إعادة النظر في موضوع العلاقات مع إسرائيل دبلوماسية كانت أم اقتصادية‏,‏ حيث لا يعقل أن تطيح إسرائيل بكل شيء في فلسطين وتدمر السلطة الوطنية‏,‏ وتعتقل قادتها‏,‏ وتحتل مدن الضفة وقراها مرة أخري‏,‏ ثم تظل علاقاتها طبيعية بعد ذلك مع بعض الدول العربية‏,‏ ومن حقنا إزاء ذلك أن نتساءل‏:‏ إذا لم يعد النظر في تلك العلاقات الآن‏,‏ بحيث تقطعها كل دولة تتمكن من ذلك‏,‏ أو تقلصها أية دولة أخري إذا كانت التزاماتها تحول دون قطعها فمتي يحدث ذلك إذن؟ في كل الأحوال فينبغي ألا تستمر تلك العلاقات بالوتيرة التي كانت عليها في السابق‏.‏
    ‏*‏ وقف كل صور التطبيع الظاهر والخفي‏,‏ خصوصا في المجالات الإعلامية والثقافية والتجارية‏,‏ ولا أتردد في القول بأن التطبيع إذا كان آثما في الظروف العادية‏,‏ فإنه في الظرف الراهن يغدو من الكبائر والجرائم التي لا تغتفر‏,‏ في الدنيا والآخرة‏.‏
    ‏*‏ إدانة الموقف الأمريكي صراحة‏,‏ واستنكار تحيزه الصارخ والمتواطئ مع إسرائيل‏,‏ حيث يعلم القاصي والداني أنه ما كان لشارون أن يفعل ما فعله إلا بموافقة أمريكية‏,‏ جهر بها وزير الخارجية كولين باول أمام الملأ‏.‏
    لابد أن تكون هناك أفكار أخري في هذا الصدد لدي أهل الخبرة والنظر‏,‏ وهي مرحب بها بطبيعة الحال‏.‏ وأهم من الأفكار هو الالتزام بموقف الرفض لما يجري‏,‏ والإصرار علي مقاومته بكل درجات إنكار المنكر‏,‏ باليد‏,‏ واللسان‏,‏ والقلب‏

مواضيع مشابهه

  1. |::كـــل انوآع الـcoffee هنـإأ::||
    بواسطة بنوتة كيوتة في المقبلات والسلطات والشوربات والمشروبات
    الردود: 7
    اخر موضوع: 18-02-2010, 06:40 PM

أعضاء قرؤوا هذا الموضوع: 0

There are no members to list at the moment.

الروابط المفضلة

الروابط المفضلة
لكِ | مطبخ لكِ