الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين
أما بعد :
لاحظت على كثير من الناس عندمايأتيهم الناصح وينقد خطأ ما أو شخص ما من باب النصيحة بالضوابط الشرعية بادرك بقول (يا أخي لا تكن كالذباب لايقع إلا على الخبث والقاذورات )
وللأسف لو كانت هذه الكلمة صدرت في الدفاع عن عالم سنة لكان الأمر أهون ولربما كان له حظ من النظر
ولكن المصيبة أصبحت تستخدم في الدفاع عن دعاة الضلالة والبدعة
فلربما تجده يبادرك بهذه الكلمة للدفاع عن قبوري مبتدع قد اتضح لكل عاقل صاحب علم انحرافه وضلاله
و لما رأيت هذه المقولة منتشرة في المنتديات وتوضع كالصك في وجه كل ناصح أراد نصرة دين الله تعالى بنصيحته وبكتابته
فأحببت الرد عليه وبيان خطأ الإستدلال به
وقد رددت عليه من وجيهن فمن كانت عنده أوجه أخرى للرد عليها فليتحفنا بها
والموضوع مفتوح لذلك
الوجه الأول للرد :
أن يقال أن هذا الكلام في حقيقته منابذ لقضية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
فزبدة هذا الكلام الفاسد أن لا نهي عن المنكر لأن لو أتيت وبينت بعض الأخطاء ـ القاذورات ــ بادرك بقوله : لا تكن كالذباب
فلا نهي عن المنكر إذا
الوجه الثاني :
أن يقال أن الذي يبين هذه الأخطاء ويحذر منها هو في حقيقة الأمر من أبعد الناس عن هذه القاذورات وعن هذه الأخطاء فلذلك من شدة بعده عنه حذر من الوقوع فيها
فهو كالنحلة في بعده عن هذه القاذورات
وأما من وقع في هذه الأخطاء ـ القاذورات ــ وأصر عليها هو الذباب فمحله هذه القذورات
فهم كالذباب عندما وقعوا في الأخطاء وأصروا عليها ونحن النحلة يوم أن ابتعدنا عن هذه الأخطاء وحذرنا منها
الروابط المفضلة