بسم الله الرحمن الرحيم
.
حينما تنطق الحياة بالبُؤس و تعتلي الأنظار لظلمة السماء
فلا ترى البياض في النور و القمر و أطراف السحاب
ينتهي في نظر قاطنها كل شيء *
الأمل .. الفأل .. الأمان .. السكون
حتى لُقمة الهناء تلك التي يلتقمُها كل يوم
تبدوا له و كأنها سمّاً يتجرّعه
فالسواد القاتم و الحيرة الساخنة و الخوف المُفجع
تُحيط اللحظات لتكسر الاحساس بطعم كل شيء كل شيء كل شيء
حتى تلك اللقيمات الصغيرة
,,
دُنيا .. نعم دُنيا
أحوالها عناء
و أكنافها عِللٌ و بلاء
تُسرجُ ضياء لسعاتِها المُستمرة
لنذكر الباقي فننساها
لنتأمّل السماء بعُمق فينكسر فينا هواها
زوايا تتغيّر
منها ما ينكسر .. و آخر صفصفات الزجاج فيه تتعكّر
اعوجاجٌ هنا .. و قطعةٌ راخيةٌ سدولها هناك
ندبٌ هنا و التواءٌ في الخفاء
هذه سنة الحياة
فلا وفاق .. و لا راحة و لا سكون
لا أمان و لا صفاء بل شجون
نصبٌ و تعب .. ظلمٌ و قهر
ابتلاءٌ و امتحان
يسري على أفئدةٍ غضة
أفئدةٌ تبحثُ عن الأمان في كل خطوة
و تنصهر شوقاً للراحة مع كل نظرة
أفئدة تستنشق الهواء لتعود للقلب سكينته
لينبض بالأمل نبضه
أفئدة دائماً ما كنتت تقتحم أسوار الانصهار تلك
لتتجمّد على ساحات الأمل و الفأل التي تنشدُه **
,,
حتى ترسّخت في الذهن تلك السنة الإلهية
التي طالما دُندن حولها
فتبكي القلوب قبل العيون
و تترامى بعدها اللحظات في أحضان صمتٍ مُدقع
ليس لنا بعده سوى الإيمان
بأن كل ما قُدّر كائن
لا شيء سيُغيّر الكون
لا شيء
لا دمعاتنا .. لا آهاتنا .. لا كبتنا المسكون بصمت
لا خلجات القلوب .. لا تمتمات السكون
لنعلم و ليعلم كل من كان على وجه البسيطة
أن حالات الابتلاء ليس له فيها إلا الصبر
مهما كانت غُصصها
مهما تجرّعنا قسوتها
مهما أسكنتنا حتى قتلتنا حزناً
ببساطة .. لأنها من تدبير خبير
يعلم ما يُصلحنا .. يُقدّر لنا ما ينقلنا إلى خير
ألطافه الخفية علينا كثير
لو تأمّلناها فقط
تأمّلنا ترابط الأحوال و تتابع المصائب
لو تأمّلنا حكايا الألم منها و ما يستجد بعدها
لعلمنا أن الحكيم هو الطف بنا مما تصوّرنا
نعم الطف بنا ****
يكفينا أن نسكُن عتباته .. لنهدأ .. لنرتاح .. لنطمئن *
هو خيرُ عِوض عن كل مفقود
خيرُ من سُئل و أعظم من أعطى
لا نكل أنفسنا إلا إليه
وحده لا شريك له من يُسكن الغُصص و يكمُد الجراح
لا نحتاج معه إلى رسالة .. أو اتصال .. أو واسطة
تصل إليه رسائل قلوبنا فنشعر و كأنّما بلسماً للجراح أدمن ساحاتنا
فلا نعبأ .. أقُتلنا همّاً .. أم رُمينا ظُلماً .. أم توحّدت أزياء أرواحنا بلون الحزن
هو الباقي فقط .. و غيره فاني *
و يكفينا أن نقرأ
"كل من عليها فان و يبقى وجه ربك ذو الجلال و الاكرام"
,,
رباااااااه **
لا أشكو إلا إليك فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين و لا إلى أحدٍ من خلقك
,,
دمُ و دمْع / معاااااني .....
الروابط المفضلة