فيقول:
( ابشري امورتي, وربي ما اصلح الا اللى ترضيه)
كان كلامه لها ورقته معها
كالدواء الذي يعينها على حماها
والترياق
الذي يقوي جسدها الغض
وحين لم يعد ترياق زوجها
ينفعها
حين إرتفعت حرارة جسدها
ولم يعد المنديل يجدي نفعا لخفضها
رفعها بكلتا يديه
نزع بعض الملابس التي ترتديها
ثم حملها
ليضعها في
(البانيو)
ويغطسها في الماء البارد
حتى إنخفضت درجة حرارة جسدها
تذكرت كل الايام الحالية معه
وتذكرت اسلوبه الطريف
في التعامل مع قساوة الحياة
تذكرت حياة سعيدة قضتها بين
احضانه
كاميرة
كما كان يناديها
ويدلعها:
(اميرتي, امورتي)
سحبت (المنشفة)
نشفت جسدها
وأرتدت ملابسها
وخرجت
وجدت السجانة تنتظرها
مدت للسجانة يديها حتى تقيدها
فنظرت لها السجانة , وقالت:
(لا, وربي, بلا أنظمة بلا تعليمات, بتروحي
كذا للصفاة, أتهني بما بقا لك من حرية)
نظرت لها (وداد) وقالت:
(حريتي, ماتت معه)
سقطت دمعه من عينا السجانة وقالت:
( عارفة يا وداد, كلنا حبينا, لكن مثل حبك
وتضحيتك ما نحصل,.. خسارةأني ما عرفتك الا بالسجن)
ابتسمت لها ,
أبتسامة حزن وقالت:
(قبل السجن موب يم حد اناكلها قضيتها بحضينه مشغولة فيه)
ابتسمت السجانة ومسحت بكم ملابسها دموعها
وقالت:
(ما الومك)
تقدمت السجانة وخلفها (وداد)
وأتجهن للسيارة التي ستقلهن للصفاة
حيث سيتم (قصاصها
@ في منزل (وداد)@
دخلت الغرفة (سحر) ورأت والدها
يجلس على طرف السرير
وراس والدتها على صدره
وصوت انينها يشبه
(صوت كمان)
وكأنه سيموفنية حزينة لبتهوفن
وأختها (رغد) تجلس بجوار
السرير تضع يديها على وجهها
وفي حضنها (سجادة) بيضاء
وعليها مصحفان,
ركضت باتجاه (رغد) سحبت السجادة
وشمتها , وقالت:
( ريحة وداد فيها)
رفعت والدتها راسها ونظرت لها
مدت يدها (لسحر)
فاعطت (سحر) السجادة
لامها (سعاد)
شمت سعاد السجادة , وقالت:
(وداد, يا ريحة أمي وابوي)
فتحت (رغد) احد المصحفين وقامت تتلو:
(قل لن يصيبنا الا ما كتب لنا..)
أحست سعاد براحة نفسية وقالت:
( أنا لازم ارزح للصفاة بكرة ابي اشوفها)
بهتت (سحر) و(رغد) من طلب
والدتهما,
فجث (سحر) بين قدمي
والدتها, وقامت تقبل قدميها, وتقول:
( تكفين يمه.. الا انك تروحي)
نهضت (رغد )وضمت والدتها والمصحف بيدها
وقالت:
(يمه ارحمي حالك. صحتك ما تسمح لك)
سحب والدهم (مشاري) المصحف
وراح يتلو بصوتا حزين
انصتن له وهو يتلو
وفجأة دخل
ابناء (رغد) وابناء (سحر)
واخوتهم للغرفة
يتسابقون للسلام على (سعاد)
جميعهم يقبل راسها
وهم يبكون.
ابتسمت
(سعاد) وقالت:
(قل لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا..)
نهضت من سريرها
وقالت:
(وداد ما سوت شي غلط, واللى صار صار)
نظرت لزوجها
وابتسامته الحزينة
وقبلت راس زوجها
وقالت:
( لو انا مكانها سويت مثل اللى سوته)
ضحكت (رغد) ضحكة هستيرية
ودموعها تنهمر وقالت:
(تحبين ابوي.. يمه)
فاجابتها والدتها:
(الا أموت فيه)
نظر لها زوجها وقال:
(وأنا اموت في دباديبك يالدوبا)
ضحك الاطفال من كلام
(مشاري)
وبدوا ينظرون (لسعاد)
ويقولون:
(دادا سعاد.. دوبا سمينا.. دوبا سمينا)
نهرتهم (سحر)
فاشارت (سعاد)
لها بان دعيهم, وكانت دموعها تنساب
على خديها,
وضعت راسها على صدر زوجها (مشاري)
وقالت:
(تبون تروحو للملاهي بكرة)
فاجابت, (سحايب) ابنة (سحر):
(ايوه يا دوبا سعاد),
وضعت الطفلة يدها على فمها وهي تبتسم بخجل, وقالت:
( يؤ يؤ يؤ .. ايوه نبي نروح يا دادا سعاد)
ضحك الجميع من الغلطة التي
نطقت بها الطفلة,
وبعد برهة من الصمت,
قالت سعاد:
(بكرة أنا ابي اروح وحبيبي لشغل وانتم
تروحوا مع رغد وسحر للملاهي والا وش رايكم تروحو للثمامة)
فصاحوا الاطفال:
(لا نبي نروح للثمامة مكان ما كان تروح وداد
وفهودي زمان)
اطرقت (سعاد) بنظرها تتذكر تلك الايام الحلوة التي قضوها بالثمامة مع (وداد) وزوجها
@صعدت السجانة للسيارة وسبقتها (وداد)@
استوت على المقعد
وأنطلقت السيارة بإتجاه قصر الحكم حيث
توجد (الصفاة).
أخذت (وداد) تمتم بلحن أغنية,
نظرت لها السجانة وقالت:
(وداد, أنتِ تغنين)
نظرت لها (وداد) بعينين دامعتين
الا أنهما تشعان بريقاً ساحراً,
وتذكرت حبيبها وزوجها (فهد)
حين كان يطلب منها أن تغني
فيتمتم هو بلحن الاغنية وتردد هي كلمات الاغنية,
نظرت بأتجاه المعاكس للسجانة نظرت
للمباني
لانوار الشارع
للسكون المطبق على ليل الرياض,
رجعت تتمتم بالاغنية,
وبعد برهه,
بدأت بموالاً حزين:
(هــــــذة الحياة أذاقتنا مرارتهــــــا)
أطفا سائق السيارة صوت الراديو
وانصت لموالها الحزين:
(هـــذة الدنيا أذقتنا مرارتــــــها
وأبدت جروحن للـــــــناس نبديها@@1@@)
وبلحنً حزين وصوتٌ عذب
بدأت تغني:
((ذكرتني حبك وأنا اقول ناسيه
جرحت جرحك يوم قرب يطيبي…
تذكر حبيبا راح تذكر لياليه
دار الزمان وكل شمسا تغيبي
ياللي تلوم القلب بفراق غاليه
ليتك بدنيا الحب تأخذ نصيبي@@2@@))
وبدون مقدمات وبوسط الاغنية
بدأت بسترجاع الموال لكن بصوتٌ
أكثر حزن:
((هذة الدنيا اذاقتنا مرارتها))
كان (وداد) تجلس بجوار السجانة
وبجوار السجانة
تجلس سجينة أخرى
بعد أن توقفت (وداد) عن الغناء,
سألت السجينة السجانه عن قصة وداد
صمتت السجانه ثم بدأت تروي قصة (وداد)
((وكانت وداد تنظر للمباني وتضع وجهها على النافذة)
قالت السجانة:
((كانت تركب مع زوجها بالسيارة متجهين
للمستشفى لان لها مراجعة بقسم الحوامل,
وفجاءة اصطدموا بسيارة, حادث بسيط,
وتوقف زوجها, ونزل لمعاينه السيارة,
وكذلك فعل الرجل الذي اصطدموا به
الا أنه بدا المشاجرة, حاول زوجها
حل الموضوع الا أن ذلك الرجل بدا بالضرب
والمشاجرة فبدا زوجها بالدفاع عن نفسه.
ونزلت هي لتطلب من زوجها أن يكفى عن الشجار.
وحين رأت ذلك الرجل يوسع زوجها ضرباً, صرخت
مرعوبة
الروابط المفضلة