..
..
أختي الحبيبة...
إنه سجين ليس كغيره من المساجين ...
تأمليه في هذه الصورة ... وابحثي جيدا ..وفتشي بكل قوة ..
"
"
"
"
"
"
قلب .. أسير ... أسرته ..كبائر القلوب ..
نعم لابد أن نسارع فالأمر جلل .. والخطب خطير ..
فلعله يوجد في صدرك ...
سجين ونحن لاندري ...
اغتنمي الفرصة .. فنحن اليوم من الأحياء... وما زالت أمامنا .. لحظات من الحياة ...
كم قرأنا وسمعنا وتحدثنا عن العصاة والمعاصي ..
المعاصي ... خطر يهدد العالم ...
يهدد المستقبل والحاضر ...
نتهاون بها ومع ذلك نتساءل ..
لم قل الخير في الحياة ؟؟
لم قلت النعم ؟ وانقطع المطر ؟؟ وذهبت بركة الأعمار ؟؟
قال الله تعالى: { وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ } [الشورى:30].
وقال تعالى : {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ } [الروم:41]
وللذنوب آثار كثيرة ..أخرى ..لكننا اليوم بصدد الحديث عن معاصي القلب ...
أختي ..اعلمي ..رحمك الله ..
أن القلب لما يعصي فمعصيته ليست كغيره من الأعضاء الأخرى بالجسد ...
لأنه ملك والأعضاء جنوده ...
لأنه لو صلح صلح الجسد كله ..
ولو فسد فسد الجسد كله ..
........
كبائرالقلوب ..خفية يرتكبها دون أن نشعر بها .. أو نتنبه لها ..
فقد تمر بالقلب لحظة يحب فيها مدح الخلق على عبادة قام بها ..فيقع بالرياء ..
...
كبائرالقلوب ... سريعة الوقوع ... لاتحتاج إلى تخطيط ووقت طويل لحدوثها ..
....
كبائرالقلوب ...تتميز بقلة الواعظ فيها ... لا يتكلم بها إلا من رحم ربي ..
..
كبائرالقلوب ... كلنا يستبعدها ...عن نفسه ونطمئن عليها بعدم الوقوع ..
وقد نسقطها على الآخرين حتى لو مررنا بها في كتاب الله ...
مثال : لو قال لك أحد انت تحسد ...بماذا ترد ؟؟ سيجن جنوننا.. بينما .. تمر بنا لحظات نتضايق لحصول نعمة لغيرنا ولا نتوب منها ..
وهذه هي شعلة الحسد الأولى التي إذا لم تقاوم وتطفأ بالتوبة والاستغفار..
تتحول إلى نار محرقة وأول من تحرقه هو صاحبها ...
......
كبائرالقلوب ... لا نستطيع ضبطها .. قبل الوقوع فيها ..لانشعر إلا وقد وقعنا فيها دون أن نشعر ...
بينما معاصي الجوارح قد نهرب من مكان المعصية ..قد نهجر أصحابها لكن القلوب العاصية كيف تغادر ؟؟
...
كبائرالقلوب... متكررة ...فالربا قد يقع مرة في السنة أو في الشهر ... أما سوء الظن فقد يتكرر ..عشرات المرات بشخص بجانبك ...
...
كبائرالقلوب ... قد تجتمع في ثواني أكثر من معصية في جلسة واحدة ... فتهلك صاحبها ..
...
كبائرالقلوب ... لها أثر فعال على الجوارح ....
قلب مريض .. يشتهي صاحبه أن يصوم النهار ... ويقوم الليل ... لا يستطيع ..
لأنه يفقد القوة والطاقة للدعاء والتوسل ..
بل يقوم بالأعمال الواجبة عليه دون أن يجد لها طعما...
مثل المريض الذي لايجد طاقة تدفعه ولارغبة تشجعه على تناول الطعام النافع ...
....
كبائرالقلوب توجد الوحشة بين العبد وربه .... فلا يشعر بالأنس بالله ..دائم الضيق والهم ....
...
كبائرالقلوب...سبب ليكون العبد مخادع لنفسه ....عنده أعمال صالحة كثيرة ...
ولكن قلبه مليء بالكبائر فينظر إلي هذه الأعمال على أنها كافية ..للقاء الله ورضاه عنه ..
ويتصور أن الأعمال الظاهرة كافية .... مع مرض قلبه ...
وينسى قول الله تعالى ...
{يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ ،إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ }الشعراء89
.....
كبائرالقلوب والأمراض القلبية معدية ...
فالذي يجلس مع قوم يتحدثون من علو.. ويحتقرون غيرهم ...يتعلقون بالدنيا ...
لابد وينتقل إليه ...مع طول الزمن وإلف مثل هذا ...
....
كبائرالقلوب ....لحظة وذرة منها قد تؤثر على المستقبل الحقيقي للعبد ...
وفي الحديث في الصحيح : [لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من خردل من كبر] رواه مسلم
....
أختي الحبيبة ....
عذرا لم أقصد أن أتهمك ...لا ..والله على ما أقول شهيد ...
لكنها .. لحظات مؤلمة لابد أن نواجه بها أنفسنا لنفتش فيها وننقيها ...
وهذه كلمات سمعتها ..وأحببت أن أبلغك ما فيها لعل الله ينفعني وإياك بها ..
قبل أن تاتي لحظة لا نستطيع أن نتدارك فيها ..ما فاتنا ...
أختاه إن أخفتك فاعذريني ...
وتذكري أن العبد المؤمن مطلوب منه الخوف في الدنيا ...حتى يأمن في الآخرة بإذن الله ..
.....
ومن صور الخوف :
أن يخاف على نفسه من المعاصي والكبائر ..ومغباتها وآثارها ...
والكبائر القلبية أعظم خطرا ... لذلك كانت وقفتنا معها ...
وفي نهاية المطاف .. أذكرك بوسائل هي الأساس للنجاة من هذا البلاء نسأل الله أن يعافينا منه ..
وسائل النجاة ..
أولا : إلجأي إلى الله ... أكثري من الدعاء بأن يطهر قلبك ...
لا تنتظري لحين الاكتشاف بل توسلي إلى الله تعالى ...وإذا توسلت .. تفتح لك ثلاث مسائل بإذن الله :
* تبين لك أمراضك القلبية ..تعرفينها وتكتشفينها بفضل الله تعالى ...
* ترزقي الإعانة عليها ..
* ترزقي دفعها قبل الوقوع بإذن الله ....
ثانيا : فتح باب التوبة : فكلما زاد العبد علما بأمراضه كلما تحرك للتوبة ..
ثالثا : ضخ العلم إلى القلوب : من أجل أن تدفع أمراض القلوب .. لابد من مضخة ..
كلما ضُخ العلم إلى قلبك ..كلما خرجت من الأمراض القلبية ..
وأخص العلوم وأشرفها ... العلم عن الله ...
اعكفي على فهم كلام الله عز وجل ...وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم ....
فإنه يضخ في القلب دماء جديدة ...وحياة جديدة..
....
واعلمي أن لهذه الثلاثة ( اللجوء ، التوبة العلم) معاديا :
أبغض ماعليه قوم يلجؤون إلى الله.. وإليه يتوبون ..وعنه يتعلمون ...
كلما تعلمنا عن الله كلما ظهر لنا عداءه وما بقي له سلطان علينا ...
إنه الشيطان الرجيم عدونا اللدود ...
أختكم : الفقيرة لربي ..
الروابط المفضلة