احذر الانفجار
داء الانفجار داء عضال يصاب به كثير من الذين يتعاملون مع الجمهور ، إذ تجدهم في تأفف دائم ، وضيق مستمر ، وتبرم لا ينتهي ، مما يجعل الآخرين يكرهون التعامل معهم.
من هنا ينبغي للعقلاء أن ينتبهوا إلى هذا الأمر الخطير ، وأن يراقبوا سلوكهم مع الآخرين ، وأن يدركوا أن الناس لا ينجذبوا إلي المتأففين ولا يودون التعامل معهم.
ولذا يحسن بالمسلم أن يزيل آثار الضيق عن ملامح وجهه أو من فلتات لسانه . وهناك بعض الأمور المعينة على إزالة هذا الداء:
1- أن يستعيذ الإنسان من الشيطان الرجيم لأنه هو المؤجج لهذا الداء.
2- أن يعي العاقل أن هذا التأفف وذلك التبرم لن يحل مشكلة ولن يأتي بخير ، ومن كان هذا شأنه فتركه أولى من فعله.
3- الوضوء خير وسيلة لإطفاء هذه النار.
4- ذكر الله وقراءة القرآن والصلاة من أفضل الوسائل لتهدئه النفس واطمئنان القلب ، كما قال تعالى(( الذين ءامنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب )) سورة الرعد الآية 28
5- الاستغفار ، فالذنوب سبب لكل هم وغم ،ولا يمحو الذنوب آثارها إلا الاستغفار.
6- أن يدرك المسلم أن في الصبر إلى أذى الناس أجرا عظيما ، حيث روى البخاري ومسلم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( ومن يستعفف يعفه الله ، ومن يستغن يغنه الله ، ومن يتصبر يصبره الله ، وما أعطي أحد عطاء خيرا وأوسع من الصبر )). ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (( المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من المؤمن الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم )).
7- الاسترخاء والاستراحة لفترة وجيزة ،وتناول بعض المشروبات الساخنة والباردة ، بالإضافة إلى التحدث مع بعض الأحباب والأصحاب.
8- عدم تأجيل عمل اليوم إلى الغد لأن تراكم الأعمال وكثرتها من أهم أسباب الضيق والتأفف.
9- التجمل بالخلق الكريم ، وتصنع الرضا والارتياح والبشاشة حتى يتعود الإنسان على ذلك وتصبح هذه الأمور من ذلك سجيته ، فالعلم بالتعلم والحلم بالتحلم ومن يتصبر يصبره الله.
10- تغيير طبيعة الجلسة ،فإذا كان الإنسان واقفا جلس ،وإن كان جالسا اتكأ.
11- التنظيم والترتيب ، فالفوضى وعدم الترتيب يؤديان إلى عرقلة العمل وتأخيره وعدم انسيابه ، بل وإلى مضاعفة الجهد لإنجاز عمل محدود ، وكل ذلك يؤدي إلى الضيق و التأفف.
12- الدعاء ، وذلك بأن يدعو الإنسان الله عز وجل أن يزيل عنه كل هم وغم ، وقد وردت أدعية كثيرة لهذا الأمر منها ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم(( ما أصاب عبدا هم ولا حزن فقال: اللهم إني عبدك ، وابن عبدك ، وابن أمتك ، ناصيتي بيدك ، ماض في حكمك ، عدل في قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك ، أو أنزلته في كتبك ، أو علمته أحد من خلقك ، أو استأثرت به في علم الغيب عندك ، أن تجعل القرآن ربيع قلبي ، ونور صدري ، وجلاء حزني ، وذهاب همي ، إلا أذهب الله همه وحزنه وأبدله مكانه فرجا )).
______________________________________________
أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم فطالما إستعبد الناس إحسان
الروابط المفضلة