الجهل...!
هو اكبر المشاكل التي تواجههنا عند التعامل مع موضوع المخدرات ، فإن ما لدينا من حقائق تطغى عليها تصورات مطبوعة في الذهن عن مدمن المخدرات وهناك الاعتقاد الخاطئ حول جوانب عديدة عن المخدرات.
وللتغلب على هذا الجهل يتعين علينا السعي لفهم طبيعة المخدرات وظروف توافرها للحصول عليها واستخدامها وأيضا فهم الدوافع الشخصية لتعاطيها.
وللمخدرات العديد من الأشكال فهي قد تكون نباتا أو رقائق أو بودرة أو حبوب أو حقن أو غيرها . أما التسميات للمخدرات فهي عديدة حيث يقوم مصمميها بإدخال تركيبات جديدة كل فترة وجيزة لأجل التسويق والجذب . وبالعادة يتم تصنيف المخدرات من فئتين وهي " الخفيفة " و " الثقيلة " ويزعم ان ما يندرج تحت فئة " الخفيفة " هي الأنواع التي لا تؤدي الى الادمان وأنها اقل ضررا على الصحة من الاخرى " الثقيلة " ولكن هذا زعم خاطئ ومضلل لأن آثار المخدرات وبغض النظر على تصنيفها تظهر متعاطيها بأشكال مختلفة بل وتكون مميتة في حالات كثيرة كسبب مباشر او غير مباشر.
والجزء الأكبر من الخطر لاينسب للمخدرات ذاتها فحسب بل أيضا للمواد المخلوطة بها . وحيث يسعى مروجي المخدرات لبيع اكبر كمية ممكنة لزيادة الكسب المادي لذا يقومون بخلط المخدرات بالعديد من المواد الضارة مثل سموم الفئران وادوية قتل الديدان لدى الكلاب والصابون ...الخ ، ولذلك فإنه من غير المستغرب ان مروجي المخدرات لا يتعاطونها مطلقا .
والتصور الخاطئ لمن يتعاطى المخدرات أمر آخر يتطلب الانتباه . فالحقيقة هي ان جميع عرضة للوقوع في براثن المخدرات بغض النظر عن الطبقة الاجتماعية او غيرها من الخاصية . ولأن المخدرات باهظة الثمن تجد ان المراهقين لا يستطيعون شراؤها الا في حالة امكانية حصولهم على الكثير من المال . وهكذا فإن من يتعاطى المخدرات قد يكون اي شخص ممن حولك .
هناك شعور خاطئ بأن اللجوء للمخدرات يحدث عندما يكون الشخص بحالة اكتئاب ، ولكن هذا بالحقيقة نتيجة للتعاطي وليس سببا . وعادة ماتكون اول تجربة مع المخدرات نابعة عن حب الاستطلاع وليس الشعور بالاكتئاب ، ويحدث ذلك بالعادة اثناء التواجد في محيط يبعث على الرغبة في زيادة الشعور بالمرح او الاسترخاء . بل ان احدى الآثار الجانبية للمخدرات هي الاصابة بما يسمى " بالاكتئاب المزمن " وعندها يكون تعاطي المخدرات ليس للشعور "بالتحليق عالياً " او الاسترخاء بل ليشعر المرء بأنه طبيعي فحسب .
وختاما فإنه ليس هناك ما يسمى مخدرات " خفيفة " أو " آمنة " وليس هناك ما يسمى بالطريقة الآمنة لتناولها وما يحتاجه المرء هو ان يستخدم ذكاؤه عندما يتعرض لخطر المخدرات وأن يجد الإرادة والقوة ليقاوم ضغط اقرانه عليه وان يتخذ القرار السليم في شأن هو يدرك مدى خطورته .
الروابط المفضلة