..
..
.
..
...
دق جرس المنبه في الساعة الثالثة ظهراً
فهبت من فراشها مذعورة ..
سمر: ياإلهي لقد تأخرت في النوم ...
ثم صرخت في وجه أختها :
فرح لماذا لم توقظيني في الساعة الواحدة
ألم أنبه عليكِ صباح اليوم ..
فرح: ماذا ...؟؟!! وماذا في ذلك ؟؟
سمر: لا أبداً لاشيئ ... أتهزأين بي يا فرح!!
أنسيتِ أنه لم يبقى إلا ثلاثة أيام على العيد ..
فاليوم هو السابع والعشرين وأنا لم أنته بعد..
فرح:أرى الملابس تملأ دولابك !! ولم يبقى لك شيئ..
سمر: نعم أعرف هذا ..ولكني لم أرتب حواجبي ...
لقد فاتني موعد المشغل في الثانية ظهراً ..
فرح:ألم تخبريني في بداية الشهر أنك لن تعودي لمثل هذا ؟؟!!..
سمر:نعم لكني ضقت بهما فأنا لم أمسهما طيلة شهر رمضان..
من أجل حرمة هذا الشهر ..
ولكن لابأس بقي ثلاثة أيام فقط ...
دخلت سمر إلى غرفتها وأخذت تقلب في جوالها
علها تجد مكالمة لإحدى صديقاتها
كي تحجز لها عند مشغل آخر ..
هنا .. وصلتها هذه الرسالة ...
:
:
انتفضت سمر واقفة ..
وإذا بصوت في داخلها يناديها...
سـمـــــــــــــر ...
سمر : منننن من يناديني ...
النفس اللوامة : لكأني بك وقد نسيتني..
ألم تعاهديني قبل بداية هذا الشهر على ترك المحرمااات
سمر : نعم صدقت .. فلقد أثرت فيّ تلك المحاضرة
التي سمعتها في بداية الشهر..
لكني اليوم مضطرة إلى ذلك...
ماذا لو ظهرت أمام صديقاتي وبنات العائلة بهذه الحواجب..
بالتأكيد سينظرن إلي على أنني لاأفهم ولا أعرف في أمور الزينة شيئا ..
والأمر الآخر أنها لا تعجبني ..
فأنا أجدها كالأوساخ على وجهي ..
النفس اللوامة :ماذا !!!..؟؟ أوا قلت أوساخ ؟؟
بل الوسخ الأعظم يوم أن تنمصيها ...
ألا تعلمين أن من تفعل ذلك تطرد من رحمة الله ؟؟
قال صلى الله عليه وسلم :
(لعن الله النامصة والمتنمصة ....)-رواه البخاري-
واللعن هو الطرد و الإبعاد عن رحمة الله ..
سمر : لاااا والله لن أطرد من رحمة الله ...
فنحن الآن في شهر المغفرة والرحمة ولن يطردني ربي ....
كيف تجرأين يا نفسُ على أن تقولي مثل هذا الكلام ...
النفس اللوامة :نعم نحن في شهر المغفرة والرحمة والعتق من النار
فقد قال عليه السلام :
(رغم انفه ثم رغم انفه ثم رغم انفه من أدرك رمضان ولم يغفر له ).
وإنك بهذا تستهينين بعظمة الله وبرحمته ..
فرحمة الله ياغالية قريب من المحسنين..
قال تعالى :
( إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ) (لأعراف:56)
ومن يرجوا رحمة الله لابد أن يسعى إليها ولا يستخف بها
والنبي صلى الله عليه وسلم قال :
( من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه)-متفق عليه-
وهذا القيام يثبت قوة الرجاء في الله والإقبال عليه...
ولكن من يبقى مصراً على الذنوب أنى له ذلك...
قال الله عزَّ وجلَّ:
{وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَـاوَاتُ وَالاَْرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ *
الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِى السَّرَّآءِ وَالضَّرَّآءِ وَالْكَـاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَـافِينَ عَنِ النَّاسِ
وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ * وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَـحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ
ذَكَرُواْ اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللَّهُ
وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ }
سمر : لكن الله يغفر للمسرفين انظري إلى قول الله تعالى :
(قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ
إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) (الزمر:53)
النفس اللوامة : سمر ..سأطلب منكِ أمراً هل توافقين ؟؟
سمر : إممم نعم .. ماهو ؟
أكملي الآيات التي بعد هذه الآية من سورة الزمر ...
ماذا يقول الله بعد تلك الآيات ؟؟؟
يقول :
(وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ
مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ) (الزمر:54)
(وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ
مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ) (الزمر:55)
إذن المغفرة والرحمة هل يصل إليها المصر على معصيته ؟؟!!
حينها بكت سمر وبكت بحرقة ...
ثم قالت : نعم كم كنت مخطئة ...
لقد تبت في أول هذا الشهر ...
والآن أو شكت على أن أعود ...
ايه يانفسُ كم أيقضتيني من غفلتي ...
فلولا رحمة الله بي ثم لومكِ لهلكتُ وما نفعني عملي...
النفس اللوامة : لاعليك يا سمر.. احمدي الله أنكِ لم تفعليها ...
إحمدي الله أن قد فاتك موعد المشغل...
سمر : وهل يقبلني ربي؟؟
النفس اللوامة : نعم هو رب رحيم يرحم عباده ويغفر لهم إذا عادوا ..
قال سبحانه :
(قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي
فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) (القصص:16)
وقال جلا في علاه :
(نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) (الحجر:49)
وقال عز من قائل :
(إِلَّا مَنْ ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسْناً بَعْدَ سُوءٍ فَإِنِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ) (النمل:11)
والآن أخيتي ..
هاهي أيام من أعظم أيام الله تمر عليك
فماذا أنت فاعلة بها وماذاعساك أن تودعيها ؟؟؟
...
..
.
مع تحيات
فريق "صيفنا إبداع"
.. بقلم : فقيرة لربي }
تنسيق : ضوء النهار}
الروابط المفضلة