[CENTER]
بوح قاسي لما يعج بداخلي ..
لا أدري أن كان بوح بخاطري أو شكوى ..
وجدتُ متنفس لي لأبث ما بداخلي في زوايا منتدى لكِ ..
أحاول التهرب من واقعي .. وفراغي ..
بالتجول بين زواياه في أيام العشر ..
وبالتحديد باليوم الثاني والعشرين الاثنين من رمضان ..
أتنقل من بستان إلى بستان..
قرأت خبر فرحت بحجم السماء لقرأته انه نصر ليبيا ..
تصفحت صفحات تلو الصفحات ..
حتى رن جهاز الهاتف .. ليخبرني .. بهدية القدر لي ..
وكم كانت قاسيـــــــــــة علي ..
ظننت أنها صديقتي ستبشرني .. بنصر ليبيا ..
ردت أختي على الهاتف ..
فأتى الجواب .. ..
وكأني أصبحت أسيرة الجـــواب ..!
فكم كان مؤلم بالنسبة لي ..
هانوف جدتك رحلت اليوم الساعة 11 ..
صعقت بالأمس جهزت إفطارها ..
كنت أبادلها الحديث .. بالماضي ..
ألعب وأتسلى معها ..
عزتني بوالدي ووالداتي ..
شجعتني .. دافعت عني ..
أعطتني الأمل بالحياة ..
وقفت بالجزع والسخط ..كاذبون .. أم أنا أحلم ..
هي الوحيدة التي شغلت عالمي ..
خلع قلبي من جسدي ..
لم أصدق .. بكيت ارتعش جسدي ..
أحقاً رحلت أحقاً ماتت ..
وأنا كنت أتساءل بنسيان القبر..
صبرت نفسي قلت لا بأس بالجنة موعدنا ..
والدنيا لا معنى لها بقاموسي ..
سوى أنها تضحكني لحظة لتبكيني سنوات .. وما علي سوى الصبر والثبات ..
بعدما هدأتني الخادمة وبعض الأخوات ..
أصبت بالذهول وموجة من البكاء ..
بدأ وقت أعداد الإفطار..
دخلت المطبخ يااااه بالأمس أطهو لها .. والآن أطهو لعزائها ..
أرى الطعام ولا أستطيع أن أطهو ..
غادرت منزلي لأودعها .. وكأني أحلم ..
وصلت دارها أفطر الجميع وأنا على حالي ..
أرى زوايا المنزل فكل زاوية لها ذكرى ..
هنا تمزحنا .. هنا تنافسنا ..
هنا طهوت لها ..
هنا أبعدت الأحذية عن طريقها كي لا تتعثر ..
هنا ودعتها البارحة ..
وهنا مرقدها .. وهنا جهاز المضياع ..
تنتظر الأذان وبرنامج بك أصبحنا ..
كم أحبت هذا الجهاز لأنه حمل ذكرى والدي ..
انتقلت لساحة المنزل ..
اجتمعت معها ومع والدي أسكنها الجنة ..
لنتأمل في السماء ..
وهنا جلسنا نأكل الطعام ..
وهنا افطار رمضان ..
وهنا وهنا ..
ذكريـــــاتي تحملها كل الزوايا ..
لكن هناك ذكرى حملتها بنفس الظروف ..
وفاة والدي ووالدتي بأيام العشر أيضاً ....
لكن لم أكن وحدي كانت أم النور معي ..
تواسيني وتنصحني ..
قالت لي حينها :- أياكِ أن تبكي أن ودعتي أحبابكِ لأنك ستعذبينهم .. !!
فعلاً بثبات لم أبكي ..
لكن الآن الوضع مختلف وقعت بصراع مع نفسي ..
كيف سأحبس ألمــــــي ..!
ولأن رغبتي الوداع فهي لحظتي الأخيرة مع من أحببت ..
وبالجنة أن شاء الله لنا مجمع ..
أتتني قوة وتماسك عجيب أدركت أنها رحمة الله بحالي ..
أقبلت بثقل الخطوات وباعتصار الآهات ..
قبلت جبينها وابتسمت لنور وجهها .. وحسن خاتمتها ..
نعم الحقيقة
جدتي الحبيبة أم النور ماتت .. رحلت ..
أسكنها المولى فسيح جناته ..
وكيف وهي صائمة .. ساجده ..شكراً لله ..
رغم أنها كفيفه ..من سنوات ..
مات زوجها وبعض أبنائها .. أمام عينيها ..
لم تشكو لم تتألم ,, دائما شاكره لله ..
وأنا أتألم في بداية الطريق ..!
أمي أحبك .. جدتي أحبك .. أبي أحبك ..
لكن قصتي مع العشر الأواخر ترهقني ..
رحلتم لأصبح وحيدة بالليال الفضيلة وأرثي لكم بعيد الفطر .. ..
نهاية الدنيا .. موت وسندع كل شيء ويبقى العمل .. بلبس الكفن ..
بالأمس اقتنيت لها أفضل لباس للعيد ..
ولا أخفيكم حين رأيت الكفن تراود في خاطري ..
بالأمس كنت سأهديك لباس العيد ..
لكن أتى الموت ليهديك الكفن ..
قبل أن أهديك ..
لن ألوم نفسي ..
فمشيئة الله فوق كل شيء ..
لكن أن تبقي وحيدة ..
ألم وحسرة .. بنفسي ..
فالعالم بلا أسرة وأهل ..
يحزنني ..
لأني أحببتهم والموت خطفهم مني ..
وربي أحس بألم حين يقال العشر الأواخر من رمضان ..!
الكل يستعد للأقبال على الله .. وأنا أرثي أحبابي ..
شقيقي ..شقيقتي .. أمي .. شقيقي .. أبي .. .. وانتهت بجدتي ..!
فسبحان من أختار لهم العشر الأواخر من رمضان ..
ربي يحسن خاتمتنا .. ويرضى عنا ..
لا أدري أن كان يحق لي أن أخرج ما بقلبي ..
لكن بحاجة لصرخة .. لأنفس عما بداخلي ..
أم النور كانت نور لعيني .. ودربي ..
تنصحني .. تزجرني وتنبهني على فظاعة أخطائي ..
والأهم دعواتها الطيبـــــــــــة لي ..
وأمر ما في قلبي أغلق علي باب في جنة ..
بأيام الغفران والعتق من النيران ..
فحينما أحاط بمعاني الألم .. أتوقف .. لأسطر ..
عزائي الوحيد أنها بأيام العشر ..
ربي أجمعني بهم بالفردوس الأعلى .. من الجنة .. مع الأنبياء والصديقين..
أستودعكم الله ..[/CENTER]
الروابط المفضلة