لا شك ّ بأن ّ توجيه َ الطفل ِ وتهذيب َ سُلوكه ِ دينيا ً وأخلاقيا ً مِن ْ أهم ّ أسُس ِ التربية ِ السليمة ،،
والتي ترمي في مَضمونها إلى بناء ِ الشخصية ِ المُتكاملة ِ لدَى الطفل ِ المسلم ،،
ابتداء ً بتدعيم ِ القِيَم ِ الإسلاميّة ِ وتعزيزها في كَيانِه ،،
مُرورا ً بتنمية ِ فِكره ِ والرقي ّ بأهدافه ،، وانتهاء ً بتقويم ِ سُلوكه ِ وتهذيب ِ أخلاقه ،،
ولَربّـما كانت ْ تنشئة ُ الطفل ِ من َ الصعـوبة ِ بمكان ،،
إذ ْ أن ّ الطفل َ بطبعه ِ يكره ُ أسلوب َ التوجيه ِ المباشر ،، ويَـنأى عن ِ الطريقة ِ التقليدية ِ في التربية ،،
فكيف َ ينجح ُ المُربّي في تنشئة طفله ِ بطريقة ٍ يُحبّها الطفل ُ ويتأثر ُ بها ويتفاعل ُ معها ؟؟
من َ المُفيد ِ أن ْ يَستعين َ المُربّي بوسائل َ تُلائم ُ ميول َ الطفل ِ وتدعم ُ السلوك َ الأخلاقي ّ لديه ِ بطريقة ٍ مُحبّبة ٍ وفاعلة ،،
وإن ْ تعـدّدت ِ الوسائل ُ وتبايَـنت ْ أهدافُها ....
غير َ أننا سَنقصُر ُ الحديث َ اليوم َ عن ْ دور ِ " الأشعار المُلحّنة " أو ما يُسمّى بـ " أناشيد الأطفال " ..
ولا يَخفى مَدى الدور ِ الفاعل ِ الذي تلعبه ُ أناشيد ُ الطفولة ِ في تنشئة ِ الطفل .. فالطفل ُ يتأثر ُ بما تحمله ُ بصورة ٍ كبيرة ويتفاعل ُ مع َ مُحتواها بشكل ٍ كامل ،،
مّما يجعلها تُسهم ُ بشكل ٍ مباشر ٍ في تشكيل ِ شخصيّة ِ الطفل ِ الغَضّة وفي تكوين ِ سُلوكه ِ وأخلاقه ،،
وهنا تأتي الخطورة ُ في حال ِ كانت ْ هذه ِ الأداة ُ المُؤثرة ُ تلعب ُ دَورها بشكل ٍ سلبي ّ !!
وعلى المُربّي تقع ُ المسؤولية ُ الأولى في انتقاء ِ المادة ِ السليمة ِ وتقديم ِ الأنشودة ِ الهادفة ِ للطفل ِ الناشئ ،،
وإذا ما تحدثنا عن ِ الأنشودة ِ الهادفة ِ والكلمة ِ الراقية ...
يتبادر ُ إلى الذهن ِ اسم ٌ لشاعر ٍ لامع ٍ .. نسَج َ بِفِكـره ِ الراقي أروع َ الكلِم ِ وأعذبَه ،،
فأهدى نِتاجا ً قيّما ً لمكتبة ِ الطفل ِ المُسلم ،،
فهيّا نُسلط ِ الضوء َ على قصائد ِ شاعر ِ الطفولة .. ورائد ِ الأدب ِ الإسلامي ّ في فن ّ الشعر ِ المُلحّـن ْ ،،
الأستاذ الشاعر سليم عبد القادر
تجمع ُ كلمات ُ شاعرنا بين َ جمال ِ الكلمة ِ و بساطة الأسلوب و سلاسَة اللغة و رقي ّ الهدف و سُمو ّ الفكرة ،،
لتُهدِي لِمَسامِع ِ الطفل ِ مَقطوعة ً عّذبة .. ترقى بفِكر ِ الطفل ِ و تسمو بأخلاقه ،،
وتَنفرد ُ أشعاره ُ بمعانيها العَميقة ،،
والتي يَنسجُها بلغة ٍ جَذّابة ٍ ومُعبّرة .. وبأسلوب ٍ سَلس ٍ وقريب ٍ إلى ذهن ِ الطفل ِ الناشئ ،،
ورُبما كان َ أكثر ُ ما يُميّـز ُ كِتاباته ِ هو اقتصارُها على اللغة ِ الفصيحة ِ ،،
في الوقت ِ الذي ينشغِل ُ فيه ِ كُتّاب ُ أناشيد ِ الأطفال ِ باعتماد ِ اللغة ِ العاميّة ِ كأساس ٍ لكتابة ِ الكلمات !!
بحُجّة ِ أن ّ اللغة َ الفصيحة َ لا تَرقى لمستوى عقل ِ الطفل !! وبِدَعوى أن ّ أن ّ اللغة َ العاميّة َ أقرب ُ إلى فهمه ِ ووعيه !!
ولهم ْ نُوجّه ُ رسالتنا أن ّ الطفل َ أذكى من ْ أن ْ تُعيق َ اللغة ُ فهمَه ،،
فما دام َالمعنى قريبا ً لمستوى عقل ِ الطفل ِ وعمره ,, فهو قادر ٌ على فهمه ِ بأي ّ لغة ٍ سِيقت ْ إليه ،،
أفليس َ من َ الأولى إذن ْ أن ْ تكون َ لغة ُ القرآن ِ هي َ اللبنة َ الأولى لأناشيد ِ أطفالنا ؟؟
وإذا ما عُدنا لقصائد ِ الأستاذ سليم عبد القادر .. فمن َ الجدير ِ بالذكر ِ أن ْ نُشير َ لبَراعته ِ في الأسلوب ِ القَصصي ،،
ليجمع َ بذلك َ بين َ عُنصريْن ِ جذابيْن ِ يُحبّهما الطفل .. وهما القصة و الأنشودة ،،
وكثيرا ً ما يختُم ُ أشعا رَه ُ بمَغـزى هادف ٍ أو بعِبْرة ٍ جميلة ،،
إلى جانب ِ التوجيه ِ التربوي ّ الذي يرمي إليه ِ دوما ً من ْ خلال ِ كلماته ،،
فهيّا نقتبس ْ شيئا ً من ْ مَعين ِ قصائده ،، والتي تستحق ّ أن ْ ننظر َ إليها بعَيْن ِ التقدير ،،
هنا سأسوق ُ لكم ْ باقة ً مُتميّـزة ً من ْ بُحور ِ أشعاره ،،
وقبل َ ذلك َ سأترككم ْ مع َ نُبذة ٍ من ْ حياة ِ الشاعر ِ وسيرته ،،
فلا تذهبوا بعيدا ً
الروابط المفضلة