اقترب العار من بيتهم
وسار الخراب نحوهم
رجال وما هم برجال
يلاحقون اطفال وما هم باطفال
بين فر وكر
اقبال وادبار
شحط مدجج بالسلاح والتقنيات الكثيرة يحاول ان يصطاد برعما لم يزهر بعد
او زهرة لم تتفتح بعد
لسان حالهم يقول:
ويل لكم ايها الصغار كيف تجرؤون ؟
كناننعم بخيرات الامة نلهو ونمرح نعتدي وندمر
نسلب وننهب
وكنتم نياما لا تتحركون
فكيف تجرؤون؟؟
كيف افقتم من سباتكم وتجرأتم على اسيادكم؟
وجاءهم الرد فورا :
لستم لنا باسياد انما نحن اسياد انفسنا
نحن الشعب؟
وهل انتم شعب سوريا؟
انماانتم كائنات خلقت لنتمتع في تعذيبها ونستمتع في نهب خيراتها
مابالكم تصمتون
مازال الصمت يخيم على المكان فلم يعد للكلام مكان
بل جاء وقت العمل
كانت سعاد نائمة بعين مغمضة واخرى مفتوحة تترقب دخول اي غازٍ
عليهم
ففي البيت اطفال صغار والدهم خرج مع بقية الشباب ليحرس الحي من الشبيحة
وكانت حراسة البيوت تقع على النساء
سمعت صوت اقدام من بعيد وهمهمات كثيرة
فانتصبت واقفة حملت بيدها السكين وحرصت على ان تغطي ما انكشف من شعرها
وذهبت الى غرفة داخلية حيث ينام اطفالها
القت نظرة اخيرة عليهم وقرات بعض الايات فاذا بمحمد يبادلها نفس النظرات
قال لها: لا تخافي يا امي فالله معنا
واستفاق بقية اخوته وقد ادركوا ان العدو قادم فامهم تحمل سكينا
اقتربوا منها وحضنوها فقالت لهم لا تخافوا ياصغاري فان الله معنا
رددوامن خلفي : " وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا فأغشيناهم فهم لا يبصرون"
ورددالصغار بصوتهم الحنون الهامس وسط ظلام دامس
وقرامحمد سورة الفيل واخوته يسمعون ثم قرا اخيه عليا سورة الفلق
وقرات علا سورة الماعون كلٌ يقرا ما يحفظ ولسان والدتهم لا يكف عن ترديد :استودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه
مرشريط الذكريات سريعا بمحمد واخوته
تذكروا ما فعله الشبيحة بدرعا والصنمين
وكأنهم يسمعون صوت والدهم يقول لهم : كرمال ترابك يا شام ترخص الارواح
كرمال الحرية مرحبا بالمنية
ثم سمعوا صوت طلق ناري اخترق زجاج الغرفة
وكأن رائحة المسك تعبق في انوفهم وصوت خافت يقول: وصيتك اخواتك يا محمد
ديربالك عليهم
وصيتكم الشام يا ولادي طهروها من الاوغاد
لاتبكوا يا صغاري فوالله اني ارى الجنةونعيمها
رفع محمد يده فاذا الدماء تغمرها رفع راسه فراى والدته تنزف
شعر بقوة غريبة تتخلل جسمه وشيء يسلب منه
شعر بالرجولة تسري بين جنباته
وضم والدته الجريحة واخوته الصغار وقد انهكهم البكاء
كفكفوا الدمع فليس اليوم يوم الدموع انه يوم الشام
عرس الشام
امسك بيد والدته واقترب منها اكثر هامسا: الى اللقاء قريبا يا امي
فسمعهاتهمس : لا اله الا الله محمد رسول الله وتراخت يدها من يده
ولم يعد يشعر بانفاسها الدافئة ولم يسمع صوتهاالحنون اراد الصراخ اراد البكاء
اراد ان يخرج حاملا سكين والدته ليغرسه في قلب المعتدين
تذكر وصية والدته واخوته الصغار فلو دخل الشبيحة لقتلوهم جميعا
فارتمى على صدر والدته ينتظر شروق الشمس
نام محمد ليلته وعمره لا يتجاوز ال 13ربيعا واستفاق صباحا وعمره اربعين
انها ثمار حكمك يا بشار
ولا بد ان يأتي يوم الحصاد يوم تتبدل فيه الادوار فيمسك ذاك الطفل
منجله ليحصد رأسك ومن يتبعك
بقلب ثابت راضٍ مطمئن واثق بنصر الله
اللهم انصر اهلنا في سوريا
رد مع الاستدلال
كتبت بواسطة سمو الحياة
الروابط المفضلة