لا..ميتة انعى… ولا ..حية ارجى
دكتور خالد.. جزاك الله عنا خيرا ورفعك الله بكل كلمة تساعدنا بها درجة..
مشكلتي مايلي.. وعذرا على الإطالة ولكن وجودك هنا فرصة عمري التي قد تغير حياتي..
اصبت” فجأة” وبدون سابق إنذار بحالة فضيعه … سبحان الله .. انتقلت بغضون ثواني من حال الى حال وأي حال؟؟ .. كيف ..لماذا..لاأدري!!
ولكن الذي أعلمه هو الأحداث فقط التي مررت بها..
كنت اتصفح الإنترنت ومنهمكه بقراءة إحدى المواضيع.. فأتت إلي ابنتي تريد مني إحضار شيء من الغرفه .. فتركت الكمبيوتر واتجهت للغرفه.. اخذت ماتريد واعطيتها وفجأه وأنا واقفه .. أحسست بالإختناق وأن روحي خارجه ورأيت الموت وبوادره .. ارتجفت .. دخت ..ناديت.. بكيت بهستيريا.. وكيف لا أبكي وأنا أرى الموت يخطف روحي وأنا الأمة المقصرة كل التقصير في جنب الله.. لم أعد احس بجسمي .. اصبحت خفيفة كالريشه بل كالهواء .. اصبحت روحا هائمه ..أرى جسدا يمشي ولا أعرف انه جسدي بل لا احس بأنني ابذل اي مجهود ابدا ابدا فأنا كالروح المتجوله.. تخيل.. أخاف أن انظر الى يدي أو الى شكلي بالمرأة..
ركضت الى زوجي وايقظته من نومه وانا ابكي بتلك الهستيريا .. سأموت سأموت.. امسكني احضني.. أنا خائفه.. كيف اقابل ربي .. بأي الأعمال سأنجوا فلست صوامه ولا قوامه.. لا استطيع الوقوف .. اخاف من التنقل بدون ان يمسك بيدي حتى اشعر أنني لا زلت حيه ومرتبطة بالحياة وكأن أحدا يستطيع رد القدر.. إنا لله وإنا اليه راجعون.. لا ادري ماذا افعل فأنا أرتجف أرتعش أرتعد لم استطع الصلاة أو فهم ماأقول من شدة الإرتعاش والنبض المتسارع الذي يكاد يتصل فيكون نبضة واحده.
اتصلت على والدتي و اهلي اودعهم .. واوصيت زوجي وصيتي فلا أدري أفهم شيئا من شدة البكاء أم لا.. قبلت ابنتي قبلة الوداع وجلست بحضن زوجي انتظر ملك الموت لا أرانياه ربي الا بعد مئة عام.
كان زوجي لا يستطيع الخروج للمنزل بدوني.. كنت اذهب معه حتى الى عمله فأنتظره بالسيارة..
كرهت المنزل وكل شي بالحياة.. فلم أعد اريد الخروج للتمشيه ولا للتسوق ولا للعشاء ولا لأي شي … كنت اقول وبعدين؟؟ وبعدين؟؟ طلعت تمشيت رحت جيت وبعدين؟؟
أصبت بالأرق فلا استطيع النوم الا بصعوبة بالغة وبعد تناول الحبوب المنومه.
اصبحت أخاف من سماع القرآن وخاصة الآيات التي فيها وعيد .. وأخاف من المحاضرات والدروس الدينية.. وأي شيء قد يذكر فيه الموت.
حتى انني اخاف من إطالة الصلاة لأنني أحس انني قريبة للآخره وخاصه اذا كنت اصلي بغرفتي وحدي.. ولكنن اطيل الدعاء بطووووووول العمر الى مئة عام أسأل الله أن يستجيب.
ايضا اخاف من سماع مشاكل الناس ومصائبهم ووفياتهم.
حتى ان عيناي اصبحتا ترفان بشكل يومي والى الان
احسست انني مصابة بشيء لا يعلمه الا الله لأنه من شؤون الروح والروح لا يعلم أمرها الا الله.
الشيء المخيف بالموضوع .. والذي كان .يخيفني أكثر من كل شي .. أن ابنتي قبل نومها يوميا تنظر الى فوق وتصدر اصوات غريبه…. فكنت أشتت انتباهها حتى لا اسمع ذلك.. كنت اخاف انها تنظر الى الملائكه التي ارسلت لي…… اعوذ بالله من موت الفجأه وبدون عده.
الأيام التي تلت كانت تأتيني مثل النوبات .. يعني بعد العشاء بالغالب وخاصة الفجر يبدأ قلبي بالخفقان الشديد وجسمي بالارتعاش الأشد واصبح كالثلجه في برودتي .. واحس بالإختناق فلا استطيع التنفس ولا أخذ النفس العميق ابدا ابدا.. وأبدأبالبكاء خوفا ورعدة.. فلا أدري مالذي يحدث لي ولا استطيع التخفيف من تلك الأعراض اليومية فإذا أصابتني لا بد ان نخرج من المنزل ونظل ندور بالسياره الى ان أهدأ..
استمرت النوبات عندي يوميا لمدة 20 يوم تقريبا
ولكن المعاناة ليست وقت النوبة فقط ولكن طوااااااال الوقت.. لماذا؟
لأنني لا زلت أحس بالخفه وعدم الإحساس بجسمي .. فأحس ان حياتي الآن مجرد حلم .. أو انني بغيبوبة في مستشفى وهذا كله نسج خيال حتى كتابتي لكم
اخاف من النظر في وجهي وعيني خاصة وحتى النظر الى يدي وكأنها ليست لي
ولكن الحمدلله ان النوبات لم تأتيني الآن لمدة اسبوعين.. ولكن معاناتي تكمن في عدم احساسي الكلي بجسمي .. وخوفي الشديد من الموت .. وخوفي من الكفر بعد الإيمان لأنني اصبحت اوسوس كثيرا .. ماذا يحدث بعد الموت .. وماذا سيحصل لي .. وهل فعلا الإسلام هو دين الحق أم ان كل اناس يعتقدون ان دينهم هو الحق ونحن منهم…… استغفر الله .. آمنت بالله وبرسوله
الآن وبعد اربعة اشهر منذ بداية أول نوبة.. خفت شدة النوبات ومدتها..اصبحت عبارة عن خفقان وخوف شديد من الموت واحساس بخروج الروح واحيانا انظر للناس والحياة نظرة غريبة من منظار غريب ليس بشري وكأنني استغرب الأشكال والحركات اللتي حولي واحس بالمللللللللل الشديييييييييد في كل وقت فلا استطيع النوم الا ليلا لأن نوم النهار يسبب لي كآبه زائدة على الملل الموجود.. يؤنبني ضميري كثيرا على أي معصيه او ذنب وقد تأتيني النوبه من أي توتر يحدث لي..
قد يكون تأثري بوفاة والدي سبب من اسباب حالتي؟؟
أسئلتي دكتور خالــد..
1-برأيك ماهي هذه الحاله بالضبط؟
2-وما مدى صعوبتها وخاصة اني في تحسن ملحوظ؟
3-وصفت لي احدى الدكتورات دواء سبرام واكساناكس( الذي خفت من طريقة صرفه) ولكنني عندما بحث بالنت عنها وجدت الأخير يسبب الإدمان فلم استخدم أي منها .. هل يجب استخدام ادويه في حالتي وخاصه انني اتحسن ولله الحمد؟
4-اذا جاءتني النوبه اتمنى لو انني استخدم دواء يساعدني على تخطيها فهل هناك شيء خفيف او غير مسبب للإدمان او هل هناك علاج بالكلام او الإيحاء يساعد؟؟ وخاصة اعتقد ان قراءتي لقصص الموت المتتالية تلك سببت لعقلي صدمة او عدم فهم لتلك الغيبيات.. فهل هناك هذا النوع من العلاج بالكلام او الإيحاء ؟؟
5-هل تعالجت حالات مشابهة بنسبة 100% لأنني سمعت من بعض الأخوات انهن لااااااازلن يعانين من آثار ونوبات قليله على مر السنين؟؟
6-هل تحسن الحالة قد يعني اختفاءها مع مرور الوقت وبدون استخدام دواء؟ هل هذا وارد؟ ام انها مجازفه تؤدي لعواقب وخيمه؟
7-كانت هناك مشاكل كثيره مع زوجي وضغوطات يوميه بتلك الفتره وعجز تام عن ايجاد حلول لإستمرار حياتنا الزوجيه .. (هل حالتي رفض للواقع بشكل غير مباشر)؟
لست حيه فجل تفكيري كالأموات ولست ميته ولازال في شيء ينبض.. ومن حولي لا يحسون.. فلهم الظاهر ومعاناتي تكمن في داخلي ..حتى زوجي لم يعد يصدقني ..الى الله المشتكى..ولاحول ولا قوة الا بالله
انا ابحث عن سبب الحاله حتى افهم نفسي واساعدها على الشفاء فلا معين بعد الله غيرك يا دكتور خالد فهلا ساعدتني على مصيبتي ولك مني خالص الدعااااء.
مســــك..
الجواب:
يبدو أن الأخت السائلة على اطلاع بحالتها وهي ما تعرف باضطراب الفزع (panic disorder)
والتي تظهر فجأة شكل بخوف شديد مصحوب بأعراض عضوية كضيق في التنفس وخفقان القلب وبرودة الأطراف
وتعرق اليدين وبالغثيان والشعور بالدوخة إلى غير ذلك وقد تتكرر الحالة فيشعر معها المصاب بالخوف من الموت أو فقد العقل
مما يضطره إلى تكرر مراجعة الطواريء وإعادة الفحوصات كتخطيط القلب والتي دائما تكون سليمة .
يعزو بعض العلماء سبب هذه الحالة إلى الشحن النفسي المزمن كاالخلافات الزوجية أو ضغوط العمل .
وأهم خطوة في علاج اضطراب الفزع هو معرفته من خلال القراءة عن ماهية المرض وأعراضه حتى تطمئن النفس
وتقوى على مقاومة نوبات الفزع المستقبلية من خلال رياضة التنفس والاسترخاء
ولا بأس من استعمال بعض العقاقير المهدئة – عند اللزوم – كاشتداد أزمة الفزع كما ينصح بتناول مضادات القلق
كـ SSRI والتي لا تسبب الإدمان ولا يتعود عليها الإنسان ومثاله ما ذكرت السائة Cipram .