السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
هذا هو الجزء الثاني من سلسلة ونفضتُ الغبار عنها
:.:.:.:.:.:
ثانياً: كان المطلوب هذه المرة..الكتابة عن (فضيلة الصبر)
وهذا ماكتبت..وعمري حينها15 سنة
في قديم الزمان عُرف رجل باسم عدنان..كان يجوب البلاد..ويقابل الكثير من العباد، وكان شاطرًا في التجارة..لايعرف طعمًا للخسارة..وكانت له أراضٍ وقصور ويعيش في سعادةٍ وحبور، يعيش والداه معه في رغد عيشٍ ودَعَة.
كان كريمًا صبورًا..يخرجُ من عنده الفقير مسرورًا، ولكن دارت الأيام وحدث مالا يتوقعه أحدٌ من الأنام وتُوُفّي والديه وكان لذلك أكبر الأثر عليه، فباءت تجارته بالفشل وأصبح في خوف ووجل..مما قد يأتِ به المجهول من مصائب وفصول.
فأصبح المسكين فقيراً..وغدا يبحث عن عمل ولو كان أجيرًا، وهاجر من بلدته..حاملاً معه زاده في سلته، قاطعًا مسافات على قدميه حتى كادت على السير لاتقوى رجليه.
وجد قريةً صغيرة..في كل بيت بها حظيرة، اتجه إلى أكبر بيت وأمله يقول ياليت، قرع الباب فخرج له رجلٌ يحمل كتاب، سلّم عليه فرد السلام وقال: تقدم إلى الأمام، فأدخله داره وأحسن ضيافته ووقاره، وبعد أن أكل الضيف طعامه..عرض على صاحب الدار طلبه ومرامه، فقبل أن يعمل عنده بستانياً ويأتي إلى الحديقة يومياً.
أقبل عدنان على عمله الجديد بهمةٍ ونشاط فريد، فأطعم الحيوانات وجلب الحليب من البقرات، وشذب الأشجار والزهرات، فمرت به جماعةٌ من الصبيان والبنات..متجهين إلى مدرّسيهم والمدرّسات، سلّم عليهم وقدّم الأزهار إليهم، وتمنى لهم أسعد الأوقات فردوا له التحيات.
قضى في خدمة سيده سنوات بعد سنوات..وفي أحد أشهُر الشتاء دخل عدنان دار سيده التي يسكنها وحده، فرتب مايجب ترتيبه ووجد أن مخدومه يعيش حياةً مملةً رتيبة، طلب سيده أن يُشعل المدفأة لأنه شعر بالبرد قد أرجفه، أشعل الأجير النار وصعد إلى سطح الدار وأخذ يجرف الثلوج المتراكمة عليه والتي سرّبت المياه إلى غُرَفِه وساحتيه، ولكن اختل توازنه..فتعلق بالمدخنة، ولسوء حظه تساقطت الثلوج إلى مدفأة سيده، فأطفأت النار وغَضَبُ صاحب الدار قد ثار..فنزل المسكين يعتذر ولا مجال للإعتذار، ارتعش البائس من برده فطرده شرّ طردَه، فحمل عدنان متاعه..يسأل حاله عن سبب ضياعه.
مرّت ساعات وساعات..وهو يسير في الطرقات، وبعد مسافة طويلة وجد في طريقه خميلة، اجتازها ليرى ما وراءها، فوجد شيخاً يجلس عند مغارة..ألقى السلام فرد عليه وطلب منه الجلوس إليه، وقال له: يابنيّ إنني أتوسم فيك الخير فهل تطلب شيء؟ فرد: كلا أيها الشيخ لم آتِ طالباً بل جئت شاكياً راغباً.
-أجبتك يابن العزّ والجاه، أراهن على أنك كنتَ تعيشُ في رفاه، لكنّ مظهرك كبيراً وأنت في الواقع شاباً صغيراً.
-نعم إنك صائب..ولكني تعرضت لعدد من المصائب، لم أعد أقدر على الإحتمال فقد فقدتُ الأهل والعمل وقد تبدل الحال.
-اصمت..ألا تخجل من نفسك أتبكي لهذا الحال وتتخلى عن حرصك؟! أنت لم تتعرّض لما تعرّض له سيدنا أيوب من مصائب وخطوب حتى أضحى مضرب الأمثال في الصبر وشدة الإحتمال، أعطاه الله سبعة أولادٍ وسبعَ بنات، ولكن الله قدّر لهم الممات، وابتلاه الله بمرض وله في ذلك شأن وغرض، ولما طال الزمان وصَبَر النبيّ وكسب الإمتحان شفاه الله من سقمه ورزقه نعماً بدلاً من نقمه..فهل تقارن حالك بحاله وهل ترى مآلك ومآله؟
-معاذ الله يا أخ الإسلام..يالصبر أيوب عليه السلام، أتعرف أنك أعطيتني درساً أزال همّي وزادني أُنساً..علمتني أن الصبر تضميدٌ لجراح النفس..الصبر صراخٌ بهمس..أنت علمتني أن أضع قوله تعالى:"وبشّر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبةٌ قالوا إنّا للهِ وإنّا إليهِ راجعون" أضعه نصبَ عينيّ كلما شعرتُ أن هناك مشكلةً ما قد واجهتني لن أشكو مشاكلي لأحد بعد الآن، والآن قد آن الأوان لأجد بلداً أخرى من البلدان لأحطّ فيها الرحال بأمان
new moon
1419
1999
:.:.:.:.:.:.:
>>>نقدٌ ذاتيّ<<<
كانت محاولة سجعية..فقدتُ فيها السيطرة على زمام الأمر في بعض المواطن..خصوصاً عند مقابلة عدنان للشيخ العجوز..لا تخلو من الركاكة على أيةِ حال
حين أقرأها الآن..أُدركُ كم كنتُ حينها.....
عنيدة
™`~*.*~`¤-_ونفضتُ الغبـــار..عنها (1)_-¤`~*.*~`™
الروابط المفضلة