مأمونية شاي الأعشاب خلال الرضاعة
د. محمد حسن
شاي الأعشاب herbal tea هو مغلي مخلوط من عدة نباتات أو أعشاب يباع تحت ادعاءات عديدة.. منها شاي تخفيف الوزن، أو مقوي المناعة، أو مقوي للنساء، أو مخفض للكوليسترول أو... وغير ذلك كثير.
لا توجد مصادر علمية معروفة حتى الآن تشير إلى سلامة ومأمونية الأعشاب عامة، سواء كانت على شكل شاي مغلي أو منقوع، خلال فترة الرضاعة. كما لا يعرف تأثيرها على الرضيع أو على كمية حليب الثدي أو نوعيته. ولهذا يجب على الأمهات أن يتناولن هذه الأعشاب بحذر شديد، أو بزيادة كمية ماء الغلي وتقليل كمية الأعشاب، أو كلما كانت هناك تقارير علمية تشير إلى مأمونيتها. الأعشاب مواد طبيعية ولكن هذا لا يعطيها صك المأمونية فالنباتات السامة طبيعية، وسموم الأفاعي طبيعية!
يختلف تأثير الأعشاب على الأمّهات المرضعات، فهناك الأعشاب الضارة وهناك الأعشاب المأمونة. وعندما عرف بعض النساء أن القهوة أو الشاي يحتويان على الكافئين أقلعن عن تناولها وأقبلن على تناول أنواع من شاي الأعشاب مجهولة التأثير على كمية أو نوعية حليب الرضاعة أو تأثيرها على الرضيع. ولا تعرف أي المواد التي تمر مع الحليب إلى الطفل ولا عن كمياتها أو ضررها. ففي الوقت الذي تعرف فيه بعض النباتات المأمونة مثل الزنجبيل والنعناع والحلبة ـ بكميات معتدلة - التي تستخدم من قبل المرضعات لإدرار الحليب، هناك بعض النباتات قد يكون لها تأثير غير صحي مثل البايلوبا والجنسغ، خصوصا عند الإسراف في تناولهما. كما أن هناك بعض النباتات تحتوي على مركبات ضارة تسمى بيروليزيد pyrrolizide alkaloids تسبب انسدادا وريديا، خصوصا في الكبد مسببة فشلا كبديا.
وعندما أسرفت مرضعتان في تناول كمية كبيرة من شاي الأعشاب الذي يحتوي على عرق السوس، والشمر، واليانسون.. (فمن المعروف أن اليانسون وا لشمر تحتوي على زيوت عطرية متطايرة تمر من الحليب للطفل مسببة بعض المشاكل العصبية) أدى إلى التسبب في تقيؤ رضيعين يبلغان 15 و 20 يوما من العمر، وكان بكاؤهما حزينا ضعيفا، ومصهما للحلمة ضعيفا. ولم تنج إحدى المرضعتين من المعاناة والشعور بالضعف والخمول. إلا أن كل ما أصاب الرضيعين والمرضع اختفى بعد التوقف عن تناول مشروب الأعشاب والتوقف عن الرضاعة مدة يومين ثم عادا يرضعان ويلعبان من جديد.
نستطيع القول بأن تناول شاي الأعشاب ـ أي مغلي الأعشاب عامة ـ قد لا يسبب ضررا عندما يتم تناوله بكميات قليلة يوميا مرتين إلى ثلاث مرات يوميا. كما أن هناك من الأعشاب والنباتات عامة ما لها صفات علاجية مثل مفعول الأدوية كالمستحضرات التي تباع تحت عنوان الطب البديل أو في محلات الأغذية الصحية أو أي مستحضر يحتوي على خليط من النباتات والفيتامينات والمعادن بدعوى أنه مفيد لصحة المرضع أو لإدرار الحليب.
انتبهي إلى المستحضرات المجهولة التي لا تذكر مركباتها ولا تعرف مكوناتها فقد تكون خطرة على صحتك أو صحة الرضيع. لا تتناولي أي مشروب لا تعرفينه إلا أن يعرفه من تثقين به.
إن كنت ترغبين في الإكثار من السوائل الساخنة فيمكنك تسخين عصير التفاح أو شراب الليمون أو البرتقال، أو تناول الحليب الساخن مخلوطا بأحد العصائر الطبيعية. ولا يكن تناولك للمشروبات العشبية أو الصناعية على حساب العصائر الطبيعية، والحليب خاصة.
بعض الأعشاب مأمونة ولكنها تصبح خطرة إذا تم تخزينها بأماكن سيئة مليئة بالفطريات. فيجب أن تكون الأعشاب نظيفة وغير رطبة ورائحتها الأصلية واضحة.
الروابط المفضلة