يُقال والله أعلم أن اللَّه تعالى لما خلق الرحم قال:
أنا الرحمن وأنت الرحم أقطع من قطعك وأوصل من وصلك.
وذُكر أن الرحم معلق بالعرش ينادي الليل والنهار:
يا رب صل من وصلني فيك واقطع من قطعني فيك.
قال أنس بن مالك رضي اللَّه تعالى عنه: "ثلاثة نفر في ظل عرش الرحمن يوم القيامة:
واصل الرحم يمد له في عمره ويوسع له في قبره ورزقه ،
وامرأة مات زوجها وترك يتامى فتقوم هي على الأيتام حتى يغنيهم اللَّه أو يموتوا ،
والرجل اتخذ طعاماً فدعا إليه اليتامى والمساكين. "
وروى الحسن عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال
"ما خطا عبد خطوتين أحب إلى اللَّه تعالى من الخطوة إلى صلاة الفريضة، وخطوة إلى ذي الرحم المحرم"
وكيف لنا أن نتجاهل قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه ، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه "
أختي الفاضلة... قبل أن تتسرعي وتسألي..
لم توجهين الكلام لنا نحن معشر النساء ...
الرجال من يقطعون ويقاطعون رحمهم ولسنا نحن
وهنا مربط الفرس لسنا نحن....
دعونا نتوقف لحظة هنا....
لو منعك زوجكِ زيارة أهلك أو أخواتك في أيام شهر رمضان المبارك أو غيره
لغضبت واتهمته بأنه قاطع رحم
ما شعورك يا أختي
لو أن أخاك تأخر عن زيارتك
ما شعورك حين ترين من حولك يفرحن بزيارة الأخ
وأنت وحدك تتجرعين الحسرة وتنتظرين لعل وعسى
ومع كل خطوة ترهفين السمع
ومع كل طرقة باب ينمو بداخلك الأمل...
ما رأيك بمن تكذب في شهر رمضان
لتداري لوعتها بعدم زيارة أهلها وبالذات إخوتها لها
تدعي أنهم زاروها واحضروا لها من الهدايا ووووو ...
فقط كي لا تشعر بالنقص
ولكي لا ينظر بقية أفراد عائلة زوجها لها نظرة شفقة أو نظرة تشفي...
ولم أرى عزاَ لإمـرءِ كعشيـرة
ولم أرى ذُلاَ مثل نـأي عن الأهـل
أختي في الله
الرحم ... ليست كلمة من أربعة حروف
الـرحـم
لها نصيب من وصية الرسول عليه الصلاة والسلام لنا :
( أفشوا السلام وأطعموا الطعام وصلوا الأرحام وصلوا بالليل والناس نيام
تدخلوا الجنة بسلام ).
لا تتعللي بأن
الدنيا مشاغل ...
ومشاغلها كثيرة
دعونا في شهر رمضان على الأقل نتذكر الأخوات اللواتي
لا ينتظرن طعاما ولا شرابا ولا هدايا
فقط زيارة من الأخ تفرح قلبها وتدخل السعادة لنفوس أبناءها
وتقوي موقفها أمام أهل زوجها
بأن لها سنداً وأن هناك من يسأل عنها من أهلها خاصة
إن كان الوالد في ذمة الله تعالى!!!!
لا تتذرعي أختي الكريمة بأن الحالة صعبة والزيارة مكلفة ...
طبق حلوى بسيط تعدينه بيديك وتحتسبين عند الله الأجر والثواب ونية صلة الرحم ..
تنسيقه بذوقك الراقي وتغلفيه بمحبتك وتقدميه بابتسامة عند زيارتها ..
هذا الشيء البسيط يعني الكثير لها...
لا تكوني أنت قاطعة الرحم
لا تدافعي عن نفسك...
فأنتِ سبب من أسباب قطيعة الرحم
كما تلحين على زوجك بزيارة أهلكِ ....
ألحي عليه بزيارة أخواته...
وإن قال لكِ: فيما بعد أنا مشغول
ذكريه بالعديد والعديد من الوصايا النبوية والأحاديث الشريفة....
ألم تذكرنا سيدتنا عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "
الرحم شجنة من الله فمن وصلها وصله الله ومن قطعها قطعه ".
وما رأيك بتذكريه بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم قال ) الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا أهل الأرض يرحمكم أهل السماء،
الرحم شجنة من الرحمن فمن وصلها وصله ومن قطعها قطعه".
و رددي على مسمعه قصة سيدنا عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: انتهيت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو في قبة من أدم حمراء في نحو من أربعين رجلا فقال "إنه مفتوح لكم وإنكم منصورون ومصيبون فمن أدرك منكم ذلك فليتق الله وليأمر بالمعروف ولينه عن المنكر وليصل رحمه، ومثل الذي يعين قومه على غير الحق كمثل البعير يتردى فهو يتردى بذنبه ). وهل ننسى ابن عباس رضي الله عنهما حين قال: قلت يا رسول الله: أوصني قال ) أقم الصلاة وأد الزكاة وصم رمضان وحج البيت واعتمر وبر والديك وصل رحمك وأقر الضيف وأمر بالمعروف وأنه عن المنكر وزل مع الحق حيث زال ".
وقبل ذلك كله ذكريه وذكري نفسكِ
بأن الرحم تعلق بعرش الرحمن....
أختي في الله
إن قطع زوجك رحمه ولم يصل أخواته ثقي بأن أولادك
سيتبعون خطوات والدهم
فهل ترضين لبناتك الشعور بالحسرة والبعد عن السند والعضد ...
ضعي نفسك مكان أخت زوجك وتصرفي على هذا الأساس
ستقولين نحن في بلد وهي بلد آخر
هل المكالمة الهاتفية مكلفة ...
كلمات قليلة تزرع الفرح في قلبها
هدية بسيطة تُرسل لها ...
بطاقة بريدية
أو حتى بريد الكتروني سيكون له أثر كبير في النفس
ودعوات بالخير لأخيها وأبناءه وبالتالي لكِ نصيب منها.
وإن فعلت وأصرَ على موقفه...
اسأليه إن كان زاهداً في الجنة!!!
اخبريه وكرري حتى الملل
كلمات بسيطة منك ..
زوجي الحبيب أنسيت ثواب واصل الرحم ...
ألا تريد زيادة في عمرك
(يبارك الله تعالى في عمر الواصل ويهبه قوة الجسم ورجاحة العقل)
ألا تحب أن يزيد رزقك ومالك ؟؟؟؟
أتعصي الله ورسوله ....
وترفض الحسنات سريعة الأجر والثواب...
وصلنا عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال:
"ما من حسنة أعجل ثواباً من صلة الرحم،
وما من ذنب أجدر أن يعجل اللَّه لصاحبه العقوبة في الدنيا مع ما يدخر في الآخرة من البغي وقطيعة الرحم".
زوجي الحبيب ..ألا تود الجلوس بحضرة النبي عليه الصلاة والسلام ...
كيف وأنت قاطع رحمك ؟
ألا تعلم بأن قاطع الرحم لا يجالسه رسول الله صلى الله عليه وسلم!!!!
فقد روي عن عبد اللَّه بن أبي أوفى رضي اللَّه تعالى عنه قال "كنا جلوساً عشية عرفة عند رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم
فقال النبي صلى اللَّه عليه وسلم:" لا يجالسني من أمسى قاطع الرحم ليقم عنا"
فلم يقم أحد إلاّ رجل كان من أقصى الحلقة فمكث غير بعيد ثم جاء
فقال له رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم:" مالك لم يقم أحد من الحلقة غيرك؟ "
قال: يا نبي اللَّه سمعت الذي قلت فأتيت خالة لي كانت تصارمني: أي تقاطعني، فقالت:" ما جاء بك ما هذا من دأبك فأخبرتها بالذي قلت فاستغفرت لي واستغفرت لها "
فقال النبي صلى اللَّه عليه وسلم:" أحسنت اجلس ألا إن الرحمة لا تنزل على قوم فيهم قاطع رحم".
هل تظنين بعد ذلك أن زوجك سيبقى مقاطعا لرحمه
أخته ..خالته أو عمته ... والبعض والدته ...
سارعي للحصول على الحسنات والثواب مضاعفاَ
بإصرارك بأن يصل زوجك رحمه
كي ينالكما ثواب وأجر عظيم وبرٌ من أولادكما ..
وتذكري أن
الأيام دُولً وكما تَدين تُدان
الروابط المفضلة