(3)
زمن ُ العـبوديّـة
كنت ُ أراقب ُ الرائح َ والغادي في تلك َ الحديقة ِ الكبيرة ..
كان َ الكل ّ مُـبتسما ً مُـستمتعا ً بوقته .. فيما عدا تلك َ الخادمة ..!!
كانت ْ تبكي طول َ الوقت .. وعلامات ُ الأسى كانت ْ بادية ً في مُـحيّـاها ..!!
لم ْ أعرف ْ سبب َ بُـكائها قبل َأن ْ تلتقي بخادمة ٍ أخرى لتحكي لها المأساة ..
كانت ْ تتحدث ُ بالعربيّـة ِ المكسّـرة ..
(( سيّـدتي تضربني كل ّ يوم .. لا ترحمني وتُـحمّـلني ما لا أطيق ُ من َ الأعمال ..
وسيدي يظلمني .. ولا يُعـطيني حقي من َ المال ..
وأنا لم ْ أعد ْ أريد ُ العمل .. لكنهم ْ يحـرمونني من َ العَـودة ِ لدياري .. ))
تساءلت ُ!!!
أليست ْ هذه ِ الخادمة ُ بَـشرا ً لها من َ الحقوق ِ ما لها ؟!!
لماذا يحرمها أسيادُها حقها ؟!!
وهل ْ نحن ُ في زمن ِ العُـبوديّة ِ كي ْ نعامل َ الخدَم َ بهذه ِ الدونيّـة ؟!!
من ْ يظن ّ نفسه ُ ذلك َ الذي يظلم ُ الخدم َ والضعفاء ؟!!
وهل ْ يحسب ُ أنه ُيوم َ القيامة ِلن ْ يُـحاسَب َ على ظلمه ِ وأفعاله ؟!!
وأين َ هو َ من ْ شريعة ِ الإسلام ِ التي توصي بالخادم ِ وتنهى عن ِ الإساءة ِ إليه ؟!!
وتساءلت ُ !!!
ماذا ستقول ُ تلك َ الخادمة ُ حين َ تعود ُ لديارها ؟!! هل ْ ستتحدث ُ عن ْ قـوم ٍيُعاملون َ البشر َ كالحيوان ؟!!
وكيف َ يا ترى ستكون ُ نظرتها للإسلام ؟!!
(4)
انحدار ُ القِـيَـم
في أحد ِ الأسواق ِ كنت ُ أتجول ُ لشراء ِ حوائجي ..
لفتت ْ نظري تصرفات ُامرأة ٍ جاهلة ٍ تمنيت ُ لو أني لم ْ أنظر ْ إليها ..
أرادت ْ أن ْ تأخذ َعلبة َزجاج ٍ فسقطت ْ منها ..
لكنها لم ْ ترفعها عن ِ الأرض ِ ولم ْ تُـعِـدها لمكانها !!
بل ْ تناولت ْ علبة ًأخـرى فأسقطتها على الأرض ِ أيضا ً وكسرتها !!
أتدرون َ ما فعلت ؟!
دفعتها بقدمها لتُـواريها أسفل َ البضائع !!
ثم ّ بكل ّ بساطة .. أخذت ْ عُلبة ًثالثة ً ووضعتها في عربتها وانطلقت ..!!
تساءلت ُ !!!
هل ْ تتصرف ُ هذه ِ المرأة ُ هكذا في منزلها ؟!!
وهل ْ كانت ْ تظن ّ أن ّ ما في السوق ِ ملكا ً لها كي ْ تكسِر َ منه ُ ما شاءت ْ وتُفسد َ منه ُ ما أردات ْ ؟!!
وماذا عن ْ بشاعة ِ منظرها وهي َ تتصرف ُ بهذه ِ الصورة ِ في مكان ٍ عام ؟!!
وأين َ الأخلاق ُ التي ربّـانا عليها الإسلام ؟!!
وماذا سيقول ُ مَن ْ يراها من ْ غـير ِ المسلمين ؟!! ألن ْ يحكم َ على الإسلام ِ من ْ سوء ِ تصرفها ؟!!
وكم ْ من ْ وقـفات ٍ تستوقـفنا ..
وكم ْ من ْ تساؤلات ٍ تُـراودنا ..
وتبقى التساؤلات ُ تنتظر ُ الإجابات ..!!
بقلمي
قـمر الشـــــام
الروابط المفضلة