أختي بسومة
كلامك فيه الكثر من الصدق لأنّك تتحدّثين عن خبرة وربّما معاناة .
لست معنية بالمشكل ولم يسبق لي تناول أي علاج للتنحيف
لكنّي أتفهّم ـ بقوّة ـ نفسية الإنسان الذي يعاني من البدانة ؛
لأنّه يواجه صعوبات في حياته صحيا وجماليا
ـ صعوبة العثور على ملابس مناسبة ـ بل حتّى اجتماعيا
لأنّه ـ حسب البيئة الموجود فيها ـ قد يكون موضوع سخرية أو شفقة ،
ونحن نعلم أنّ أيّ إنسان يعاني مشكلا يكره نظرة الشفقة في أعين الآخرين .
وحتّى لا يقع الإنسان في مشاكل تترتّب على استعمال سيّء للأدوية
أو عدم ملاءمتها ؛ يستحسن أن يلجأ إلى الطّبيب لمتابعة حالته .
لأنّ هناك أناس أجروا هذه العمليات ونحفوا وهناك آخرون عملوها
فماتوا أو تشوّهت أجسادهم .
ومن خلال برامج عرضت حالات لأصحاب الأوزان التي تفوق المائتين ،
يلزم أكثر من طبيب لمتابعة الحالة :
الطبيب الجراح واختصاصي التغذية وطبيب النفسي والمدرّب الرّاضي .
لأنّ حتّى العملية لا ينبغي أن تتمّ حتّى يصل المعني إلى وزن محدّد
وتنقص الشحوم بنسبة محدّدة ،
وفي هذه البرامج يتمّ التركيز على تنظيم الغذاء
ليس كمّا لكن من الناحية النوعية .
فيما يتعلّق بالنظام الغذائي ؛
فالعملية شبيهة بعملية الفطام التي لكي تنجح ينبغي أن تتمّ بالتدريج
والاستمرار ـ المواظبة ـحتى يتعوّد الجسم على هذا النظام ،
وبطبيعة الحال تكون مصحوبة ـ بالضرورة ـ بالحركة .
وهناك الحالة المرتبطة بأسباب نفسية ، أكثرها الاكتئاب ،
وما لم يجد المصاب من يدعمه نفسيا فهو يزداد غرقا ، لأنّه يعالج حزنه أو خوفه
أو شعوره بالفراغ أو الإقصاء بالهروب إلى الأكل بدون حساب .
وهذه لا علاج لها ما لم تبدأ بمعالجة الأسباب
التي أوصلته إلى هذه الحالة المرضية .
هناك حالات تكون البدانة فيها لسبب هرموني
خصوصا عند السيدات اللواتي يتّبعن علاجا هرمونيا للحمل .
وأعرف حالتين ، إحداهما تمكنت من تخطّي مرحلة الخطر
بوضع قواعد لتغذيتها بحيث ابتعدت عن كلّ مصادر التسمين ،
مع حصص يومية للرياضة ، والذهاب إلى العمل أو إلى السوق مشيا .
والثانية ولنفس السبب لأنها أخذت هرمونات وهي حامل بتوأم ،
واكتأبت بعد الولادة
فكانت النتيجة أن تشوّه شكلها ،
وثقلت حركتها خصوصا وعملها مكتبي لا يتطلّب حركة
وأغلب يومها جالسة ،وبيتها داخل مقرّ العمل .
مشكلها الأساس كان في نظرة الناس وفي تعجبهم من حالها
وسماعها كلاما مؤلما وكأنّها كائن غريب ،
بل وصل الأمر إلى سخرية بعض النساء منها .
وكان عزاؤها أنّ زوجها تفهّمها حالتها لأنّه قال لها أكثر من مرّة
أنا أقبلك كما أنت لأنّي أعرف أنّك كنت رشيقة وأعرف سبب حالتك وسأساعدك .
وهي الآن تتبع برنامج غذاء صحّي وتمنارس الرياضة
وتنظم مباريات للبدينات ـ مشي وتحدّي صعود تلّة ،
مع التفكير في دخول مجموعة لمكافحة السمنة ؛
برنامجها رياضة × رياضة ـ إضافة إلى التزام الغذاء الصحي .
أمّا قصص الرابح الأكبر فحقيقية لأنّي تابعت النسختين الأمريكية والعربية ،
ورأيت كيفية العلاج : التدريب على الأكل الصّحّي والاستفزاز والتخويف
ـ تغطية الجدران بصور المنحرّمات ،
والاختبارات ؛ إضافة إلى برنامج رياضة يتدرّج في الصعوبة والقسوة
ـ برنامج تحدّي القدرات ـ endurance ـ
وربّنا يشفي كلّ مريض ،
ويقوّي إرادة من أراد الإقبال على برنامج الحياة .
الروابط المفضلة