بلدُ الياآآآسمــين .. دمشـــق ~

جنة ٌ الله في أرضه

أنزلت بها البركة

وحلّت فيها السكينة

وانتشرت بين أرجائها أصنافُ الحسن والجمال






بلدٌ ما مثلها بلد ..!

سكنَ فيها الفؤاد

وتعلق بها القلب

وحار بحسنها الفكر

وجال َ فيها الخاطر

وفاض لها وعن عشقها القلم




عشتُ بها أحلى الأيام

أيامَ الطفولهـ الجميلة ..

نسجت في كل زواياها أثواباً من الظرافة والكمال

عشقتُها ..

نعم عشقتُها ..

ولو أني أعلمُ كلمة أعمق عن حبي لها لقلتُها


..


كيفَ لا ..

وهي التي تسبي العقول وتأخذ النفوس

حنين يشدني إليكـ،

يا بلدَ الياسمين

تركتُكـ ،، بجسدي

وقلبي في أراضيكـ

نعم ,..

دفنتُكـ في أعماق قلبي

ودفنت ِ قلبي في أعماقكـ

أيا من بين ربوعها الخــــــيراتُ تنهمرُ ..





ولكم .. وكم .. عذّبت ِ الشعراء وحيّرت ِ الأدباء

يحاولون وصفكـ يا من لا وصف يكفيها ..

السماء فوقكـ ـ دون غيركـ ـ صافيهـ !!

والأرض فيكـ ـ دون غيركـ ـ غاليهـ !!

والبدر في ليلكـ المزدان ِ بالحسن ِ ,, منير ..!! ـ دون غيركـ ـ

والشمسُ فوقكـ دافئة ٌ ،، تقول لكـ :

صباح الناس فيكـ خير ٌ يا أرضَ الياسمين ..!!




ها أنا ..

إحدى عشاقك ِ تناديك ِ

وكم هم كثيرووون ..

أقول ..

والعين تدمع والقلبُ يحزن

أينَ لي ببديل عنك ؟؟

نعم

لقد آن الوقت لأن أجد البديل

ولا أظنني ألقاه

ولا أراني أجده

فقد آن الرحيل .. وحان وقت الوداع

يا بلد الياسمين

أحببتكـ ..

وحبكـ لا يزال بين أضلاعي .. معلّق ..

لن يرحل ولو رحلتُ عنكـ ..

كيف لي أن أنسى وطني ومنشئي ؟!!!!

وأنا أعشق ثراه وترابه الغالي

كيف لي أن أعيش في أي مكان آخر غيرك ؟؟!

وأنسى أنك أرضي وأوطاني !!

أرجووووكم يا بني آدم .. أخبروووها

يا من هو بقربها قل لها

أني أحببتها وعشقتُ سماءها




سلوووني

سلوووني ولمَ الرحيل ؟؟

أوَ يتركـُ العاشق المُهيّمُ محبوبته ؟؟

لكـ ِ في حضنها منزلاً كريماً آمناً .. !!

أقول لكم :

إن الأقدار فوقي

وإن مشيئة ربي فوق كل شيء

أدعوووه

ولطالما دعوووت

وها أنا

أقول وكلّي رجاء

يااااااا رب ُّ رحماآآآكـ ,, يا من أنت أعلم بحالي مني ..





لازلتُ أذكرُ يا أرضَ الجمال

يومَ التقينا للوداع

يومها سمعتُ كل شيءٍ في ربوعكـ ِ أنطقهُ الله

سمعتُ الأشجار والأزهار والأنهار

سمعتُ حتى جدران البيت والسماء

كانت تبكي عليّ وعلى مأساتي

لقد بكت لأنها تعلم حال من يفارقها من لوعةٍ وحرمان

فنادتني ..

نادتني الجدران

إلى أين يا ابنة الأرض ..

أهكذا نسيتِ الودّ والعهد !!

فقلتُ ورب العرش العظيم

لم أنس َ ولن أنسى

من بين زواياه دفنتُ روحي أيا جدران بيتي ..

فصرختِ الأشجار .. وماذا عنا ؟

ألم تعدينا بأن تكثري منا ؟؟

نراكِ نقضتِ الوعد يا ابنة الأرض ..

فقلتُ تالله لفي فراقكـِ القطع المؤلم

ولكن ما باليد حيلة

قالت الأزهار ما ودّعتنا

قالت الأشجارُ لو عدت ِ لنا

قالت الأغصان فلتبقي هنا

واختفي يا أختنا ما بيننا


رددتُ :

لي عودة ..

لي عودة يا أحبة

لن أنساكم ما حييت

ولن أنساكم لبعد الموت

لي عودة ذات مساء

سوف آتي فارقبوا ..




أنشدكمُ الله في علاه ... كلما قرأتم ُ أحرفي أن تقولوا .. رَحمَ الله مغترباً وحيداً ..


بقلمي الصغيــــــــــر ، ودمعــي الغزيـــر


زمــرّد ،،~