ولهذا كله لم يرد في الكتاب والسنة من الحث على شىء مثل ماورد
في المحبة , علما منه صلى الله عليه وسلم بأنها أساس الخير وجماع
الفضائل كلها , حتى جعلها شرطا في الإيمان , فقال " والذي نفسي
بيده لاتدخلون الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا .. "
فانظري كيف جعلها شرطا في الإيمان !! ولم يكتف بذلك حتى أقسم عليه
وقد ورد في الحث على التاّخي والمحبة بين المسلمين والتحذير من التشاحن
والتفرق مالايكاد ولا يحصى وكأن تلك المحبة هي مرمى الدين الذي لايريد
لنا غيره حتى تنصلح أحوالنا ويهنأ بالنا وننعم بحياة الجنة وأهلها ..
"لاتحاسدوا ولا تباغضوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخوانا "
وقال تعالى "إنما المؤمنون إخوة "
نعم نحن جميعنا إخوة تلتف تحت شعار لاإله إلا الله .. محمدا رسول الله
اختلفنا في الجنسيات وباعدت بيننا المسافات , لكن بقت وحدتنا الأقوى
هي وحدة ديننا الإسلام ..
"فإن حسبك الله هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين . وألف بين قلوبهم لو أنفقت
مافي الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم إنه عزيز حكيم "
تاّلفت قلوبنا بفضل من الله ورحمة وتاّخينا ,, واجتمعنا كثيرا هنا في ملتقى
الإخاء مابين مواضيع تجمعنا لنمسح عبرات الأحبة ,, وأخرى نطير بها فرحا
بسعادة إحدانا ,, لم نشعر بفرقة الجنسيات ولا بعد المسافات بل كنا جميعا
يدا واحدة لاتحمل قلوبنا إلا الطهر والنقاء ..
وليتنا ننال بهذا شرف حب الله لنا وظله لنا في يوم لاينفع إلا ظله
" والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان
ولاتجعل في قلوبنا غلا للذين اّمنوا ربنا إنك رءوف رحيم "
هنا من ملتقى اللإخاء دعوة للجميع أن نرفع شعارا واحدا جميعا
أن ننهي ماقد سبق من مشاحنات صدرت دون قصد
أن نسامح , نحب , ونتاّخى .. أن ننهي كل عصبية قبيلية لتنتهي بنا الحياة
إلى غايتنا الكبرى وهي الجنة بإذن المولى
فيزول الشقاء , وتتم لنا السعادة
ولنعلنها هنا ولنبت وقد أزلنا كل البغض من قلوبنا لكافة الناس ولنتودد إليهم
ليصفو لنا العيش وتطيب الحياة ..
صالحي نفسك وأريحي قلبك من عناء الفكر وعقلك من تدبير السوء
ولنربأ بعمرنا العزيز ان نصرفه في طرق العناد وأسباب الفساد .
وقد قال صلى الله عليه وسلم " أربع من كن فيه كان منافقا خالصا . ومن كانت
خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها : إذا ائتمن خان . وإذا
حدث كذب , وإذا عاهد غدر , وإذا خاصم فجر "
ولذلك فلنتخلص وسريعا من كل ما يدفعنا للنفاق من خصام وغدر ...
ولنجعل المحبة مركوزة في النفوس فلا نعيم للقلوب إلا بها , ولنجعل أرواحنا
تنساب مع الطبيعة التي فطرنا الله عليها ولتكن أرواحنا جنود تدافع عن أحبتنا
وتدعو لهن بظهر الغيب
"القلوب جنود مجندة ماتعارف منها ائتلف وماتنافر منها اختلف "
وعلى قدر ذلك التناسب بين الأرواح يكون الحب في الله وما حشر المرء
مع من أحب إلا لكونهما من واد واحد ولهذا قد نتعجب من محبتنا لبعض
واجتماعنا هنا على غير العادة بلهفة وحب , فما هذاكله إلا لتوافق قلوبنا
وتجاند أرواحنا وهو من أقوى الأسباب وإن كان أخفاها ,,
يقول الحبيب عليه أفضل الصلاة والسلام : قال الله تعالى " وجبت محبتي
للمتحابين فيّ , وللمتوازرين فيّ وللمتباذلين في ّ"
ولقاؤنا هنا لقاء المحبة , لقاء يسر الجميع ويبهج قلوبهم . وعملا بحديث
الحبيب عليه أفضل الصلاة والسلام " من لقى أخاه المسلم بما يحب
ليسره بذلك , سره الله عز وجل يوم القيامة "
أسأل الله أن أكون قد لقيتكن بما سركن وأسعد قلوبكن
دمتن بكل الحب والمودة
وأشهد الله أني أحبكن جميعا في الله
عهد الأماني
الروابط المفضلة