~
أُطِل البَدرُ فِي إِحْدَى الْلَّيَالِي
عَلَى رَوْضٍ يَفُوْح مِن الْعَبِير ِ
يُلْأَلْأ نُوْرِه كُل الْزَّوَايَا
وَيَنْشُر ضَوْءَه عَبْر الْمَسِيْر ِ
فَقُلْت لِنَفْسِي أَدْخُلهَا وَأَجْنِي
مَن الثَّمَرَات مَن طِيْبٍ وَخَيْر ِ
وَطَار الْقَلْب مِن حُبٍ وَبِشْر ٍ
وَصَار يُغَرِّد تَغْرِيْد الْطُّيُوْر ِ
وَطَابت لِيَ الْحَيَاةُ بِمَا احَتوَتْها
وَصِرْتُ أَعِيْشُ سَيِّدَةَ الْقُصُور ِ
إِذَا مَا قَطفْتُ عَبَق نَسِيْمِ زَهْر ٍ
رَأَيْت بَلَابِل غَنَّت فِي سُرُوْر ِ
وَمَا أَن أَبْحِر فِي أَسْمَى الْمَعَانِي
لَمَحْتُ يَنَابِيْع الْكَرْم الْوَفِيّر ِ
وَكُلُّ خُطَايَ فِي كُل الْرُّبُوع
أَلَافِي البَدرَ فِي سَمَرٍ وَنُوْر ِ
فَقُلْت سَائِلَةً : أَمَا لَك مِن مَغيبٍ ؟
فَقَال وَمَا لِي مِن هَجْر الْأَمِير ِ!
حَوَت صَفْحَاتُه حَقّا وَصِدْقَا
زَهَتْ أَرْكَانِه لَونَ الْزُّهُوْر ِ
وَقَال كِتَاب الْلَّه مَنْبَعُ اصْلِه
وَهَدْيُ الْمُصْطَفَى مِنْه اسْتَنِيْرِي
وَلَم يَخْلُو الْمَدِيْح عَنه لا لن
يَخْلُو الْمَدِيْح عَنْه مَرُّ عُصُوْر ِ
وَزِدْتُ عَلَى كَلَام الْبَدْر انّي
عَرَفْت فِيْه أَشْكَال الْبُدُوْر ِ
أُنَاس طَابُوْا أَفْكَارَا وَكَلِمَاً
وَّبَذَلُوْا فِي الْعَطَا جُهْداً وَفِيْر ِ
تَآَخَيْنَا وَصَارُوْا لِي صِحَاباً
تَعَاهَدْنَا عَلَى صِدْق الْضَّمِيْر ِ
عَسَى الْرَّحْمَن يَسْكُنُنَا جِنَانَا
لِنَتَلاقَى فِيْهَا بِخَيْر مَصِيْر ِ
وَهَا أَنَا فِي احْدَى الْزَّوَايَا
أُعَبِّر فِيْه عَن حُبِّي الْكَبِيْر ِ
أَيّا بَيْتِي الْحَبِيْب فِدَاك قَلَمِي
يَخُط عَن حُسْنَاك بَيْتَ الْخَيْر
أَيّا مُنْتَدَى قَلْبِي " لَـكِ " حُبّي
بُشْرَاكَ دَوْمَا بِالْعَطَا مَعْمُوْر ِ
~
بقَلــ الصَّغـ ـير ــمي
لمنتدايَ الحبيب لكِـ
أمــ مريم ــ
الروابط المفضلة