ومن يتهيب صعود الجبال
يعش أبد الدهر بين الحفر
إن البيئة شديدة التأثير على أفرادها ؛ حيث تصوغهم ولا يصوغونها ( إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَىآثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ)(الزخرف: من الآية23 )، ولذلك فهي من أهم الركائزفي التقدم ، أو التخلف ، والرجال الذين ملكوا ناصية القيادة
والريادة ؛لميستسلموا للبيئة الفاسدة ولم تمنعهم من نقل تلك البيئة إلى مجتمع يتسم بالمجدوالرقي والتقدم ؛ ولذلك
أصبح المجدد مجدداً ؛ لأنه جدد لأمته ما اندرس من دينهاوتاريخها وقد ختمت النبوة بنبينا محمد -صلى الله عليه وسلم -
فلم يبق إلا المجددونوالمصلحون ؛ يخرجونها من الظلمات إلى النور فحري بك أن تكون أحد هؤلاء .
وأختم هذه المقالة بإشارات تفتح لك مغاليق الطريق :
1 -ذلك الكم الهائل من عمرك والذي يعد بعشرات السنين ، قدتحقق من أنفاس متعاقبة وثوان متلاحقة ، وآلاف الكيلو
مترات التي قطعتها في حياتك ؛ ليست إلا خطواتتراكمت فأصبحت شيئاً مذكوراً.
وكذلك الأهداف الكبرى ؛ تتحقق رويداً رويدا ، وخطوة خطوة ،فعشرات المجلدات التي يكتبها عالم من العلماء ، ليست إلا
مجموعة من الحروف ضمبعضها إلى بعض ، حرفاً حرفاً ؛ فأصبحت تراثاً خالداً على مر الدهور والأجيال .
2 -علو الهدف يحقق العجائب ، فمن كافح ليكون ترتيبه الأول ؛يحزن إذا كان الثاني ومن كان همه دخول الدور الثاني ؛
يفرح إذا لم يرسب إلا في نصف المقررات والمواد .
وإذا كانت النفوس كـباراً
تعبت في مرادها الأجسام
مـن يهـن يسهــــــل عليه
ما لجــــرح بميت إيـلام
3 - الإبداع لا يستجلب بالقوة , وتوتر الأعصاب ؛ وإنمابالهدوء , والسكينة وقوة الإيمان , والثقة بما وهبك الله من إمكانات ،
مع الصبر والتصميم , وقوة الإرادة والعزيمة ؛ ولذلك فأكثر الطلاب تفوقاً ؛ أكثرهم هدوءاً , وأقلهماضطراباً عند الامتحان . وكان
النبي -صلى الله عليه وسلم- أشجع الناس ، وأربطهم جأشاً ،وأثبتهم جناناً ، وأقواهم بأساً ؛ يتقون به عند الفزع لا يعرف
الخوف إلى قلبه سبيلاً .
4 -التفكير السليم المنطقي يقود إلى النجاح ، والتخطيطالعلمي العملي طريق لا يضل سالكه .
وفشل كثير من المشروعات منشؤه الخطأ في طريقة التفكير ،والمقدمات الخاطئة تقود إلى نتائج خاطئة .
5 -الواقعية لاتتعارض مع تحقيق أعظم الانتصارات , والريادة في صناعة الحياة ؛ بل هي ركن أساس منأركانها ، وركيزة
يبنى عليها ما بعده ، وعاصم من الفشل والإخفاق بإذن الله .
6 -كثير من المشكلات الأسرية , والشخصية , والاجتماعية ؛منشؤها توهم صعوبة حلها , أو استحالته . بينما قد يكون
الحل قاب قوسين أو أدنى ؛ ولكن الأمر يحتاج إلى عزيمة وتفكير ، يبدأ من تحديد المشكلة ثم تفكيكها إلى أجزاء ، ومن ثم
المباشرة في علاج كلجزء بما يناسبه .
7 -(إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِين ُ) (الفاتحة:5) جماع الأمر ، ومدار العمل ، والقاعدة الصلبة التي بدونهاتكون الحياة هباء منثوراً .
أخذنا من وقتكم كثيراً ، فهلموا إلى العمل والمجد والخلود
بقلم :د. ناصر بن سليمان العمر
نقلته لكن غالياتي للفائدة
الروابط المفضلة