اشتكت رفيقتي من غيرة حماتها
والتي تظهر واضحة كلما حدثتها -أي رفيقتي - عن حياتها الرغدة
وتفاني زوجها في إسعادها وغمرها بحبه وحنانه وماله
هذا الخطأ قد تقع فيه كثير من المتزوجات ,
فتثير قلب حماتها ضدها من دون أن تعلم
وتتخيل الزوجة وهى المحبة لزوجها ولحماتها ,
أنها بهذا التصرف تقرب حماتها منها ومن حياتها ,
وطريقة معيشتها وتصرف زوجها معها ,
كي تشعرها أنك يا حماتي قد أهديتني بهدية غالية ,
بحسن تربيتك لابنك الحبيب , وبحسن توجيهك له صغيرا
وغرس القيم والأخلاق والدين في طريقة معاملاته مع الآخرين .
فلك الفضل الكبير بعد الله علي وعلى زوجي وأسرتنا الصغيرة .
تخيلي لو يقول لك أحد أطفالك ,
أنا أحب خالتي فلانه أكثر منك وأتمنى لو كانت أمى ..
ماذا سيكون شعورك وقتها ؟؟
فعندما تقولين هذا الكلام أمام حماتك ,
فكأنك تخبرينها أن إبنها صار لكي وحدك ,
وأنت فقط محور حياته ولا أحد سواك .
أم مهند سيدة أفنت عمرها وشبابها
في تربيه وإعالة ابنها الوحيد - مهند - بعد وفاة والده
حتى إذا كبر مهند وتخرج من الجامعة والتحق بوظيفة مرموقة ,
- ولكنها في مدينة أخرى غير مدينته -
كانت فرحة والدته لا توصف وهي تحصد ما زرعته لسنين طوال .
ارتبط مهند بفتاة طيبة وجميلة الخلق والأخلاق أحبها كما أحبتها أمه
بقيت أمه في مدينتها حيث حياتها التي اعتادت عليها ,
وكان مهند كلما سنحت له الظروف يأتي لزيارة والدته وبرها ,
وترافقه زوجته والتي ما أن تجتمع بحماتها ,
لا تنفك تحدثها عن المدينة الجديدة ,
والأماكن الجميلة التي ذهبوا إليها ,
وعن مدى سعادتها ومهند وارتياحهما في المدينة الجديدة .
في الوقت الذي أصبحت فيه أم مهند تعيش حياتها وحيدة
تعد الدقائق والساعات والأيام لرؤية إبنها ,
الذي كان كل حياتها وشغلها الشاغل .
وتأتي الزوجة المحبة لزوجها ولأمه ,
وبدون قصد فتجرح مشاعر الأم المسكينة الوحيدة ,
تأتي وتتحدث عن حياة إبنها الجديدة السعيدة
بالرغم من بعده عن حنانها وحضنها الدافىء الذي طالما ارتمى فيه ,
ليأخذ جرعات الحنان والعطف ,
ويستمد منه القوة التي تعينه بعد الله على السير في طريق الحياة الشاق .
وتتحدث وكأنها تقول ها أناذا أخذت مكانك في قلب وحياة إبنك الوحيد ,
الذي أفنيت عمرك من أجله هو فقط .
الأمر الذي جعل أم مهند تشعر بشعور غريب تجاه كنتها
أيكون كراهية لها أم حقد عليها أم غيرة منها ؟
واصبحت لا تحب قدوم كنتها مع ابنها ,
فهى تريده لها وحدها تتنفس عطره ,
وترتوي من عطفه واهتمامه بها وحدها دون غيرها .
ونهمس هنا في أذن الكنة المحبة لزوجها وحماتها بنصيحة
- أن تراعي مشاعر هذه الأم , فتحدثيها عن مقدار شوق إبنها وشوقك لها
وأن مهند لاينفك يحدثك عن حبه لأمه ,
ومقدار التضحيات التي قدمتها من أجله ,
و أنه من الصعب - بل من المستحيل -
لأحد أيا كان أن يحل محل أمه في قلبه ....
وكثير من مثل هذا الكلام الذي من شأنه أن يذيب القلوب القاسية .
- وتحدثها أنه دائما يتذكر وصية الله عز وجل بالأم في كتابه العزيز
( وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ
وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِير )
وحديث نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم في فضل الام وصحبتها
وقوله صلى الله عليه وسلم:
" إن الله يوصيكم بأمهاتكم ثم يوصيكم بأمهاتكم ثم يوصيكم بأمهاتكم
ثم يوصيكم بآبائكم ثم يوصيكم بالأقرب فالأقرب ."
رواه ابن ماجه وصححه الألباني
نصيحتي لك فتاة متزوجة أو مقبلة على الزواج تريد كسب قلب حماتها
- حبيبتي إنها تحب إبنها كما تحبين أبناءك , ربما أكثر
فهي من تعبت وربت وسهرت اليالي ,
هي من جعلت منه رجلا صالحا ,
هي من رضيت بك زوجة لإبنها الذي يغدق عليك بحبه وكرمه ,
, و الذي رزقك الله منه بأولاد يشعرونك - أسمى معاني الحب والعطف والرحمة - وهى الأمومة .
وبسؤاله عنها وبحرصه على وصلها
- بعض الأزواج يكون غافلا عن مثل هذه الأمور
(لا تفرحي بذلك فكما تدين تدان)
بل نبهيه وأعينيه على بر أمه وصلتها ,
ولكي الأجر والمثوبه من الله فـ (الدال على الخير كفاعله)
- لا تشعلي نار الغيرة في قلب حماتك بإخبارها كل تفاصيل حياتك
(خاصة إذا كنت تعيشين حياة مستقرة وسعيدة مع زوجك)
ولا تقولي حماتي أيضا زوجها (مدللها ومهنيها)
فهذا إبنها وقرت عينها الذي تعبت وسهرت الليالي من اجله ,
وأسقته ماء عينيها ليصير إلى ما صار إليه .
فهي أولى به منك .. نعم ..
هي أولى لا تعجبي فـ ( الجنه تحت أقدام الأمهات )
- امتدحي طبخها وهي تسمع وأخبريها بأن زوجك يفعل ذلك أيضا ,
وأسأليها عن طريقة إعداد بعض الوصفات
فهذا يشعرها بأنها لا تزال في عطائها
- اختاري لها هديه ودعي زوجك يقدمها لها ,
أو قدميها وأخبريها بأن زوجك من إختارها ,
- لا تشعريها أنك غاضبة من تدخلاتها
في تربية أطفالك أو إختيار ملابسهم ..
بل قولي لها : نعم أنتي على حق
وعندما تذهب اعملي ما ترينه مناسبا لك ولأولادك
- عندما تقدم لك خدمة - أيا كانت - فهي تنتظر
منك الشكر والإمتنان تجاهها فامنحيها ماتريد ,
وعودي نفسك على شكرها وإخبارها بأنك ممتنة لها لما قامت به لأجلك
- احذري ثم احذري من أن تحدثيها عن حب أمك وتقديرها لزوجك ,
وتقدير زوجك لها ... وأظنك تعرفين السبب
-إتصلي بها كل يومين أو ثلاثة إن أمكن
للسلام عليها والإطمئنان على صحتها
لتشعر أنك مثل إبنتها و قلبك عليها
- لا تقفي عند كل كلمة تقولها حماتك
فغالبا لا تكون تقصد شيئا مما في بالك,
وحتى إن كانت تقصد (كبري دماغك)
واتركي الموضوع يذهب بدون إثارة مشاكل وبلبلة
لأنك لن تجدي أحد يقف بصفك ,
- قد تكون الحماة من النوع الغيور
التي أخبرتني أنها أرادت هي وزوجها
أن يجددوا شهر العسل بالسفر
وعندما علمت الحماة قالت لهم :
- وابنتها هذه طالبة جامعية -
وإياكم ثم إياكم أن تتركوا إبنتي تنام وحدها ..!!!
أظن السبب معروف
هذا النوع ينفع معه بالإضافة لكل ما سبق :
الصبر والدعاء أن يحنن الله قلبها عليك
ويطفيء نار الغيرة من قلبها .
الروابط المفضلة