..

أخواتي الحبيبات

بالأمس البعيد حدثتكن عن بعض مشرفاتي

واليوم أحدثكن عن بعض من طالباتي ...

عائشة ... وذلك الدرس !!


قبل أعوام عديدة ..

كانت عائشة .. حفظها الله .... إحدى طالباتي ..

كانت طالبة مجتهدة ..

غاية في الاحترام والأدب

وملتزمة بشرع ربها سبحانه وتعالى ..

أحسبها كذلك ولا أزكي على الله من أحد أبدا ..

كانت تلاوتها للقرآن مؤثرة جدا ..

ولا عجب فهذا كلام الله تعالى ..

الذي يسلب العقول ولا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه

كم تأثرت بمواعظها في الطابور الصباحي عندما تشارك في الإذاعة المدرسية


في يوم من الأيام

مثلت الأمة في أحد المشاهد

كان ذلك مشهدا أدته في إحدى المناسبات

في ذلك اليوم أخذني العجب

كانت تتحدث بقوة وثبات

لا أزال ياعائشة أتذكر

كم تأثرت بكلماتك !!

كم كنتِ ثابتة !!

مثلتِ أمتك بقوة!!

صورتِ جراحها !!

أظهرتِ صبرها ..

ربما نجد هذا كثيرا في طالباتنا ولله الحمد

لكن هل تعلمون .. لماذا بقيت عائشة في مذكراتي ؟؟

هناك ثمة شيء يدعو للعجب !!


عائشة ذات السبعة عشر خريفا ..كانت مصابة بمرض في القلب

ومع ذلك كانت دائما مبتسمة .... متعاونة ... متفائلة

لم تتذمر أو تشكو لأحد

أو حتى تلمح بذلك وإنما عرفت من إحدى الأخوات

أواه ياعائشة ...؟؟

كم تغلبت على معلمتك

لقد تعلمَت منكِ

درسا في الصبر

لا أزال أتذكر وميضا في عينيك

وحزنا يسكنا مقلتيك...

ومع ذلك تبتسمين ...

وتعاملين الجميع بكل أدب واحترام

وتظهرين رضاك بقضاء رب العالمين وقدره

ولا تعلقين .. تقصيرك عليه ..

بل تسعين دائما لأن تكوني في القمة ...




لا أعلم أين عائشة الآن ؟؟؟

قد تكون معلمة

قد تكون أما ومربية

لكني لم أنساها فقد علمتني درسا ... أحتاجه كثيرا


اللهم بارك فيها وفيما وهبتها من جميل الأخلاق

اللهم وفقها لكل خير وثبتها

اللهم اجعلها للمتقين إماما ...


ابنتي الطالبة :

ماتت الكلمات على شفتي ماذا عساني أن أقول لك ِ بعد هذا ؟؟

كم أحب أن تكوني مثل تلميذتي عائشة ..

بل مثل أمنا عائشة رضي الله عنها من قبل

فقد علمت الصحابة و الأمة من بعدهم علوما عظيمة ...


والآن أطلب من كل طالبة ومعلمة أن تسطر كلماتها وما استفادته من هذا المثال الذي عشته قبل سنوات ..