هدى التي ركضت بين جثث من الاموات تصرخ باحثة عن نبض الحياة فيهم !!
ذنبها أنها ذهبت لتقضي وأسرتها العطلة على الشاطئ البحر!!
لتعيش اليوم وغداً والذي بعده على ذكريات الأمس المؤلمة !!
لتعيش ما تبقى من أيام تذكر تلك النزهة وتلك الوجوه الملطخة بالدماء !!
ذنبها أنها أرادت أن تبحث على ما يساعدها على الابتسامة وأخواتها بعيداً عن أجواء الحرب وأصوات الدبابات ومناظر الدماء ..
كان يوماً عادياً تقضيه الأسرة كأي أسرة في العالم!!
ليلحق بها ذلك الكابوس فيحول حلم قضاء يوم اسري رائع على شاطئ البحر إلى مجزرة!!
لتلطم وجهها تارة وتضرب رأسها تارة أخرى ..
تضع كفيها على قلبها تارة وتنزل رأسها في التراب تارة أخرى !!
لتستيقظ من هذا الكابوس وترى ما هو ابشع !!
لا أتخيل ذلك الموقف !!
أفراد الأسرة جميعهم سيدفنون مشيعين في جنازة واحدة..
... من الأب معيل الأسرة إلى أصغر طفل الذي يبلغ عدة شهور من عمره !!
اين قلوووبهم !!
حين يرون طفلة في الـ 7 من عمرها ترى ذلك المنظر صارخة في الجنازة..
لااا تتركوني وحيدة وتصرخ تارة أخرى مع السلامة جميعاً!!
تزحف على رجليها وتنتحب عند قبر أبيها تطبع قبلة برئية على تراب قبره وتقووول باكية ..
" سامحني يا بابا "
وتبقى هدى طفلة من الآلاف الذين يعانون هناك !!
ولكنها أبكت الملايين لظهورها على شاشة بذلك المنظر المؤلم !!
أي قلوب تلك المتحجرة التي تستمتع بهذه المناظر كل يوم!!
قنوو
الحقوق محفووظة ..
الروابط المفضلة