بسم الله الرحمن الرحيم
المكان : إحدى المناسبات العامة ..
الزمان : عطلة عيد الأضحى المُبارك ..
الحدث :
إلتقيت به في تلك المناسبة بعد إنقطاع طويل عن بعضنا البعض نظراً للظروف والارتباطات الحياتية والعملية لكلينا على الرغم من متانة علاقتنا وقوتها في السابق .. وكالعادة .. بدأ كل واحد منا بسؤال الآخر عن أخباره وأحواله .. عندها حكى لي ما أطلق عليه المُصيبة التي حلَّت به .. ألا وهي الزواج !!! .. كيف يكون الزواج مُصيبة وكارثة بالنسبة لشاب لم يكن له همَّ ولا شغل يشغل باله سواه ؟! .. كيف تتحول الأمنية والحُلم الذي يتمناه ويحلم به كل شاب إلى كابوس مُخيف ومُزعج ؟! سألت صاحبي .. فأجاب والحسرة بادية على مُحياه ونبرة أسى وألم يحملها صوته :
كان زواجي في بدايته غاية في الروعة والجمال والسعادة .. مثالية في كل شيء بيني وبينها .. لا أكاد أطلب منها طلباً إلا ويُلبى .. ولا تكاد هي تشتهي شيئاً إلا وسارعتُ في تحقيقه لها .. كنت متقيناً في داخلي بأن ذلك يظل أمراً مؤقتاً لا يلبث أن يتلاشى تدريجياً مع تعوَّدِ كل واحد منا على الآخر وتبدأ أوراق كل طرف فيالتكشف للطرف المقابل حالنا في ذلك حال جميع الأزواج في العالم .. بيد أني آثرتُ أن أعيش واقعي كما هو ولكل حدث حديث ..
مرَّت الأيام والأسابيع والشهور سريعاً .. وبدأت أوراق كل واحد منا تتكشف بالفعل للآخر .. غير أن ورقة من تلك الأوراق التي كُشِفَتْ لدى زوجتي كانت كفيلة بإنهاء علاقتي الزوجية معها .. وتحطيم أحلامي وآمالي وأمانيَّ التي عشتُ وكافحتُ وأضنيتُ من أجلها الكثير من الجهد كي أحققها .. وسبَّبت لي ألماً نفسياً قد يطول زمن علاجه .. هل تعرف يا صاحبي ما هي تلك الورقة الخبيثة التي قضت على أجمل أحلامي ؟! إنها تعلُّقها الشديد بلُعبة كرة القدم مُشاهدة وتشجيعاً لا مُمارسة بطبيعة الحال .. بادرني صاحبي عندما رأى علامات التعجب على وجهي قائلاً : لا تتعجب .. وهل تظن أن ذلك كان أمراً هيِّناً ؟! ..
لقد كان تعلُّقها بكرة القدم شديداً لدرجة أن أغلب ألوان ملابسها كانت موافقة للون فريقها المفضل .. بل حتى ألوان بعض الأواني والمستلزمات المنزلية كان يغلب عليها لون ذلك الفريق .. وليت الأمر توقف عند ذلك الحد .. بل تعدى ذلك إلى أنها تشجع ذلك الفريق لدرجة أنها تُطلق صرخات مدوية في أرجاء المنزل عند تسجيله هدفاً أو عند ضياع فرصة مُحقَّقة !!! .. وأصبح أمر متابعتها لكرة القدم يُضايقني كثيراً ويؤثر حتى على حياتي الخاصة معها .. وأصبحت تقصِّر كثيراً في حقوقي وواجباتي .. فإن طلبتها أمراً من أموري قالت : بعد المباراة !! .. وإن عرضت عليها أن نخرج للفسحة قالت : هنالك الليلة مُباراة !! .. وأصبحت تُجَدْوِلُ ارتباطاتها الأسرية والإجتماعية على حسب ما يُنقل من مُباريات من عدمه !! .. أسألها عن سبب حزنها الظاهر فتُجيب : غُلب فريقي !! .. أو عن سبب سعادتها المُفاجئة فترد : فاز فريقي !! .. بل إنها لا تتورع عن مدح اللاعب الفُلاني ومدى مهارته الكروية !!! .. ما أثَّر فيَّ أشدَّ التأثير .. وأتعبني نفسياً ..
حاولت معها كثيراً .. وبشتَّى الطرق .. ترهيباً وترغيباً .. نُصحاً وإرشاداً .. ولكن دون أي جدوى .. حلَّت المشاكل بيننا .. واحتدمت الأمور إلى أبعد حدٍ بسبب ذلك .. حتى جاء ذلك اليوم الذي خيُّرتها فيه بيني وبين فريقها .. وكانت المُفاجأة الصاعقة بالنسبة لي أنها اختارت فريقها عليَّ !! .. عندها لم أجد بُدَّاً من تطليقها حفظاً لما تبقى من كرامتي .. وقد طلَّقتها طلقة واحدة رجعية عسى أن تعود إلى رشدها وأن تعي حقيقة ومعنى الحياة الزوجية .. وعندها لن أتردد في إعادتها .. أ.هـ .
أقول :
إنه لمن المؤسف حقاً أن يكون هذا حال بعض أخواتنا العزيزات هداهن الله .. فإن الأمة الإسلامية وخصوصاً اليوم بحاجة ماسِّة إلى الأم الصالحة المؤمنة الواعية التي تعيش هموم أمتها وتعي آلامها وآمالها .. وهي المُأمَّل فيها أن تُخرِّج لهذه الأمة أجيالاً من الأبطال الذين يُعيدون لها أمجادها ..
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا :
من الضحية في قصة صاحبي أعلاه ومن الجاني ؟! ..
هذا أما قبل ..
أما بعد :
فكل عام وأنتم إلى الله أقرب وأحب .. والجميع بخير وصحة وعافية .. وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال .. ويعلم الله كما هزَّنا الشوق إليكم أحبتنا في الله ..
تحياتي ،،،
الروابط المفضلة