نظرت إلى التقويم .. لفت انتباهي.. آآآه بعد أن كان 360 ورقة أو أكثر هاهو لم يبق منه إلا ثلاث وريقات فأدركت أن شمس عامي العشرون قريباً ستعانق المغيب..
ولكن .. قلت في نفسي هكذا هي الحياة لكل بداية نهاية..ولابد من بعد تتلو قبل ..
و نحن كالعادة مع كل عام جديد نسمع * كل عام وأنتم بخير * ونتبادل التهاني كأنما هي بشرى.. لكن الحقيقية أنه ما من مناسبة لذلك فنحن المسلمين ليس لدينا إلا عيدان معروفان يجوز لنا فيهما تبادل التهاني أما غيره فلا أصل له..
و قبل كل شيء على ماذا نهني أنفسنا عليه ؟؟؟
على عام فد أحتسب من أعمارنا وقربنا إلى آجالنا؟!! سنحاسب عليه بل الأولى أن نحاسب أنفسنا قبل أن نحاسب لنقف قليلاً...ولننظر إلى الوراء .. لننظر إلى أخطاْنا , إلى هفواتنا, إلى ماضينا ..
تمعن جيداً في ورقة التقويم ثم أسأل نفسك : أعندما تنزع ورقة التقويم الثلاثمائة وستون وتقرأ حكمة اليوم وتزقها أو ترميها هل انتهي كل شيء؟؟!!!!
إذا كان جوابك بـ( نعم) أقول لك : لا تستعجل وتمعن وأرع إلي ببصرك وبصيرتك , أما إذا كان جوابك بـ( لا) فإليك ما أظن أنه الصواب _والله أعلم_
عزيزي ..
اجلس في مكان هادئ و تحرر من كل مشاغلك وورقة التقويم تترأى في مخيلتك وأسأل نفسك:
هل عملت في العام الماضي خيراً تدخره ليومٍ لا ينفع فيه الأموال والملاهي؟؟
وذلك يوم تقف بين يدي خالقك ليسألك عن يومك كيف قضيته بل عن ساعتك وأدق من ذلك هل أعددت لذلك جوابا؟!!
في هذه اللحظة- فقط - ستتخيل بالضبط كم أهدرت من الوقت وفوت على نفسك الغنائم..
ولكن .. هناك فرصة سانحة مقبلة إليك فلا تضيعها إن كان في عمرك المكتوب بقية فتدارك نفسك ..
أحضر ورقة وقلما وحاول أن تلملم أفكارك لتخرج بانطباع إيجابي عن ما فعلته في الماضي ليشع في نفسك بريق الأمل والطموح تستقبل به عامك الجديد وذلك من خلال طرح عدة تساؤلات تجيبها بنفسك وبصدق كأن تقول هل حققت أهم وأسمى غايات حياتك؟؟
هل حققت ولو جزءاً يسيراً من أهدافك الشخصية ؟؟
هل قدمت لأسرتك , مجتمعك شيئاً؟؟
.. .. .. .. ..
بعد تلك الأسئلة وغيرها ستجد نفسك قد ألممت بأفكار عامة و انطباع واضح عن ذاتك.
استرخ و تمدد وفكر في هذه الأفكار و أمكانية تطويرها .. دّون ما خلصت إليه من هذه الجلسة في وريقتك...
الآن تخيل نفسك تقف في بداية جسر .. ثم ضع لك أهدافاً عملية جديدة بناء على ماقمت به مسبقاً أو مشاريع جديدة .. ركز ولخصها إلى نقاط يسيرة الفهم .. دّون ذلك في نهاية الورقة ..
الآن.... الصق تلك الورقة في مكان بارز في غرفتك الخاصة وصمم في تنفيذ ما كتبت و توكل على الله وضع نفسك في تحدٍ مع نفسك و لا تركن إلى التسويف فهو يبني قصوراً من أوهام و يصور الآمال كسراب بقيعة يحسبه الظمأن ماءً حتى إذا جاءه لم يجده شيئاً وعسى أن يوفقك الله إلى ما يحب ويرضى ..
وقفة:
لا تسرف في الندم و الشعور بالذنب على مابدر منك سالفاً وتضيع الوقت فهذا إحباط للنفس عن المسارعة لاستثمار الوقت بالخير مستقبلاً..
*||*-. .كانت تلك الكلمات من تعبيري الشخصي أرجو أن تنال رضاكم. .-*||*
الروابط المفضلة