القران
القرآن الكريم مدرسة ربانية تربى فيها المسلمون الأوائل
أدركوا أن الفلاح والنجاح منوطاً بالإقبال على هذا القرآن وفهم معانية
ولذلك كانت قراءتهم قراءة تدبُّر وفهم للمعاني
فهذا رسول الهدى صلى الله عليه وسلم كان يقرأ القرآن وفي صدره أزيز كأزيز المرجل من البكاء رواه أهل السنن والإمام أحمد ..
وهذا ابن مليكة رحمه الله تعالى يقول : سافرت مع ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ من مكة إلى المدينة فكان يقوم نصف الليل فيقرأ القرآن حرفاً حرفاً ثم يبكي حتى تسمع له نشيجاً
وقال ابن القيّم رحمه الله تعالى : هذه كانت عادة السلف يردد أحدهم الآية إلى الصبح .
وقال رحمه الله تعالى : فإذا قرأه بتفكّر حتى إذا مر بآية وهو محتاج إليها في شفاء قلبه ، كررها ولو مئة مرة ولو ليلة ، فقراءة آية بتفكّر وتفهم خير من قراءة ختمة بغير تدبّر وتفهّم ، وأنفع لقلب ، وأدعى إلى حصول الإيمان وذوق حلاوة القرآن .
فعلينا أن نستحضر عظمة كلام الخالق وأن نتدبر كلامه هكذا كان السلف الصالح قرأتهم وملازمتهم وتدبرهم لـ كلام ذي الجلال والإكرام
لقد كان السلف الصالح يتأسى برسولنا وحبيبنا صلى الله عليه وسلم
فعن إبراهيم النخعي قال : كان الأسود يختم القرآن في رمضان في كل ليلتين. "
وكان قتادة يختم القرآن في سبع ، فإذا جاء رمضان ختم في كل ثلاث ، فإذا جاء العشر ختم في كل ليلة .
وعن مجاهد أنه كان يختم القرآن في رمضان في كل ليلة . " إسناده صحيح
وعن مجاهد قال : كان علي الأزدي يختم القرآن في رمضان كل ليلة . "
وقال الربيع بن سليمان : كان الشافعي يختم القرآن في رمضان ستين ختمة . "
وقال القاسم ابن الحافظ ابن عساكر : كان أبي مواظباً على صلاة الجماعة وتلاوة القرآن ، يختم كل جمعة ، ويختم في رمضان كل يوم . "
قال النووي رحمه الله معلقاً على مسألة قدر ختمات القرآن :" والاختيار أن ذلك يختلف باختلاف الأشخاص ، فمن كان يظهر له بدقيق الفكر ، لطائف ومعارف ، فليقتصر على قدر يحصل له كمال فهم ما يقرؤه ، وكذا من كان مشغولا بنشر العلم ، أو غيره من مهمات الدين ، ومصالح المسلمين العامة ، فليقتصر على قدر لا يحصل بسببه إخلال بما هو مرصد له .
وإن لم يكن من هؤلاء المذكورين فليستكثر ما أمكنه من غير خروج إلى حد الملل والهذرمة "
القرآن الكريم كتاب الله تعالى وهو كلامه الذي أوحاه إلى جبريل
فنزل به على أفضل رسول رسول هذه الأمة محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم
ولمن قرأ كتاب الله فضل عظيم وأجور عظيمة
الذكر والدعاء
الذكر قوت القلوب ونعيمها ، وسر حياتها وحبورها .
وذكر الله تعالى من الطاعات التي ينبغي العناية به
يقول ابن القيّم رحمه الله تعالى : الذكر من أيسر العبادات ، وهو من أجلّها وأفضلها ، فإن حركة اللسان أخف حركات الجوارح وأيسرها ، ولو تحرك عضو من الإنسان في اليوم والليلة بقدر حركة لسانه لشق ذلك عليه غاية المشقة ، بل لا يمكنه ذلك
ولهذا جاء ذكرها بعد أية الصيام
فربط الله تعالى بين الصيام والقران والصيام والدعاء
قال ابن القيّم رحمه الله تعالى : وفي الذكر نحو من مئة فائدة : أنه يطرد الشيطان ويقمعه ويكسره ، وأنه يرضي الرحمن عز وجل ، وأنه يزيل الهم والغم عن القلب ، وأنه يجلب للقلب الفرح والسرور والبسط ، وأنه يقوّي القلب والبدن ، وأنه ينوّر الوجه والقلب ، وأنه يجلب الرزق ، وأنه يكسوا الذاكر المهابة والحلاوة والنضرة ، وأنه يورث المحبة التي هي روح الإسلام وقطب رحى الدين ، ومدار السعادة والنجاة ، فمن أراد أن ينال محبة الله عزوجل فليلهج بذكره . وأنه يورث حياة القلب
فحريّ بنا في شهر رمضان أن نقبل على هذه العبادة
وأن نعبّ من معينها فثمارها قريبة وغنيمتها كبيرة
وإن لم يكن رمضان من الفرص التي يمكن أن تعمّق هذه العبادة في نفوسنا فمتى تأتي الفرص ؟
الروابط المفضلة