كم تبدو التفاصيل الصغيرة مُدْهِشة إلى حد ما!
الأمس اداركت شيئا كدت أن أفقده،
وكان الله أقرب من كل شيء -هو دائما هكذا لكن نحن الذين نبتعد-
والفرصة مواتية لإعادة تخطيط يومي بشكل آخر كنوع من التجديد..
رتبت بعض رفوفي، أعدت توظيب أوراقي.. وتكديس ما لا أحتاجه فوق الخزانة،
أزلت كثبان الغبار عن الأشياء التي هجرتها منذ مدة.. سحبت كتابًا من الرف العلوي لأبدأ بمطالعته هذه الأيام،
ومارست بعض هواياتي في أماكن لم أعتد إتيانها.. واستبدلت بعض الوقت بآخر..
فاستمتعت كثيرًا بصدق، وأنعشتني كذلك.
من الجميل أن نعيد ترتيب وقتنا بطريقة أو بأخرى،
أو أن نمارس الأشياء المعتادة بطرق مختلفة عما نفعله دومًا، وفي أماكن لم يسبق أن جربناها،
يشبه هذا أن ننمو من جديد وتنبت على أرواحنا براعم وغصن زيتون.. وحياة.
حتى الأوقات الصغيرة التي قد لا يهتم بها أحدا،
تكون مفيدة نوعًا ما إلى أولئك الذين لا يحبون للوقت أن يسرقهم..
كساعات الإنتظار على الرصيف حتى تأتيك الحافلة!، أو حين ركوبك فيها..
وحتى ساعات انتظارك لضيف ما، وأيضًا الأوقات التي تقضيها في المطبخ
أو العمل حين لا يكون فيها عليك سِوى أن تجْلِس مُتململا تنْتظر شخصا يحْتاجُك،
أو مديرًا يطلب منك شيئا أو مشْترٍ يبْحث عَنْ أمْر ما يريده..
فماذا إن أمسكنا كتابًا نتصفحه على سطح المنزل؟!
ماذا إن شحنت اللاب وحملته إلى الحديقة وجلست لأجل أن أعمل؟!
ماذا إن راجعت صفحة في الوقت الذي حين يقلني البَاص؟!
ماذا إن ظللت مستيقظًا فجرًا وخرجت تتأمل السماء؟!
ماذا إن جلبت ورقة وكتبت شيئا جميلا وأعطيتها من تحب.. كأمّك مثلا؟!
ماذا إن فاجأت أهلك بأنْ تكون قد أعددت لهم إفطارهم في حين أنهم لم يعتادو ذلك منك؟!
ماذا إن عدت وفي يديك حلوى وبوظة لإخوانك؟!
لا تضيع منكم فرصة تجْرِبَة الدهشة،
وأفيدونا بكيف كانت لحظاتكم.
:وتحيّة لكل العابِرين:
الروابط المفضلة