من نعم الله عز و جل هي نعمة الدين و الثبات على شهادة الحق فمن بزوغ الرسالة المحمدية في أمتنا كانت الرسالة الوسطية بها واضحة و جليه كما قال الله تعالى ( وكذلك جعلناكم أمة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس ) و كما قال في حديثه الشريف صلوات الله وسلم عليه ( إياكم والغلو في الدين فإنما أهلك من كان قبلكم )
وعلى ضوء عدة حقبات في شريعتنا كانت الأمة و مازالت تعاني من مفهوم الغلو و التشدد بها في حين كانت الوسطية هي المطلب في عموم الأمة و الخيط الأبيض لدى بعضها فقد أخذ الغلو مساراته الشارخه في جسدها حتى باتت محفوفه بالعنصرية و التي بدورها ولدت طوائف و إختلافات عديده و ما المذاهب الأخرى التي خرجت عن ملة أهل السنة خير ما أريد أن أوضح له فتجد الغلو متخم في كل تفاصيل عباداتهم فمن لم يواليهم فهو خارج عن ملة الله في نظرهم
و ( هذا ) ليس ببعيداً بما أراه في نسيجنا الإجتماعي الذي نعيشه للأسف فقد بات الغلو في ذوات البعض في التعامل مع الرعية مؤسوف عليه ، فكم من فتاة عانت الكبت و القهر و القمع من رعيتها تحت مفهوم ( الجوهره الثمية ) التي ينطقها المتشددين دون الإيمان بمكنون معناها فأصبحت الفتاة في بعض نظرهم أداة تفريخ و رعاية في بيت زوجها و أداة هم و خوف في بيت أهلها في حين كرمها الدين في جوهر طموح واسع في مجتمعها و تعايش كريم في كنف أهلها تحت مظلة الوسطية و الشرع فمن حق الفتاة أن يكون لها مساحتها الكاملة في المجتمع و من حقها أن تمارس كل ما شرعه الدين من كافة المجالات المتاحة لها بحرية تامة بعيداً عن القيود و العادات الإجتماعية المترهه و التي هي وليدة إجتهاد و غلو .
ما أريد أن أصبوا إليه بأن الوسطية هي أساس الدين و أصول الرسالة المحمدية في التعامل مع الغير و ما الغلو في التعامل مع الرعيه و تحجيم صورة الفتاة في المجتمع تحت مسميات واهيه و عادات وليده هو أمر بعيد عن شريعتنا و لا يضيف لنا سوى التقوقع في تخلفنا لا أكثر .
بقلمي
الروابط المفضلة