...،...
...,...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله وحده والصلاة والسلام على من لانبي بعده؛
يقولون أن " فاقد الشئ لايعطيه " وعلى هذا
نقيس : فنقول أن " فاقد الحب حتما لن يعطيه "
فمن لم ينعم بحضن دافئ ، ومشاعر جياشة
أو كلمة طيبة ، وبسمة رضا ..أنّى له أن يمنح
الحب لمن حوله عندما يكبر !!
فالطفل الذي ينشأ داخل أسرة لا تعرف للحب
طعما ، ويترعرع بين أب لايكاد يبتسم ، وأم تجهل
المعنى الحقيقي للأمومة ؛ جُل همهم الركض
خارج المنزل لساعات طوال بهدف السعي على الرزق
وتوفير المال ، فإذا ما عادوا أخرجوا هموم يومهم كله
في الأبرياء الصغار فلا مرح ولا حب ولا حنان ،
ونسوا أن تربية نشئ يتمتع بصحة نفسية سليمة
أهم من كنوز الدنيا كلها..هذا الطفل المحروم من حنان
والديه عندما يكبر ويأخذ دورهما لاشك أن المعاملة
القديمة ستنعكس على سلوكه مع أطفاله إلا من رحم
ربي.
وقد ورد أن رجلاَ دخل على رسول الله فرآه
يُقبّل حفيده الطفل الحسين فتعجب
لذلك وقال للرسول صلى الله عليه وسلم
"والله إن لدي عشرة من الأطفال لم
أقبل أحداً منهم قط"، فرد عليه نبي
الإنسانية قائلاً "وماذا أفعل وقد نُزعت
الرحمة من قلوبكم، من لا يَرحم لا
يُرحم ..أرحموا من في الأرض يرحمكم
من في السماء".
والتلميذ الذي لا يجد صورة في مخيلته لأستاذه
سوى التعنيف والعقاب بدون مراعاة لآداب المهنة
ولا أساليب التربية الصحيحة ، ونسى أو تناسى
أن شعار معظم وزارات التعليم " التربية والتعليم "
أي أن تربية طفل يُعتمد عليه تفوق تعليم طفل
مريض نفسيا ...هذا التلميذ عندما يتخرج سيصبح
طبيبا لا يُحسن معاملة مرضاه ، ومهندسا لا يرقى
لأن يكون أهلا للمسؤولية ، وعاملا لا يجيد التعامل
مع من حوله ؛ والأهم أنه سيكون مدرسا يفتقد للقدوة
ولا عجب إن عامل تلاميذه أسوأ من معاملة أستاذه له.
هذه دعوة لكل من له سلطة ؛ آباء ، معلمين ، أزواج
أو غيرهم أن يُحسنوا معاملة من هم تحت أيديهم ، وأن
يتخذوا من القرآن الكريم منهجا ، وسنة النبي صلى الله
عليه وسلم الأسوة الحسنة .
فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال :"كان رسول الله
صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خلقاً وقال:
ما مسست ديباجاً ولا حريراً ألين من كف رسول
الله صلى الله عليه وسلم، ولا شممت رائحة
قط أطيب من رائحة رسول الله صلى الله عليه
وسلم، ولقد خدمت رسول الله صلى الله عليه
وسلم عشر سنين فما قال لي قط: أفٍ، ولا قال
لشيء فعلته: لم فعلته؟ ولا لشيء لم أفعله:
ألا فعلت كذا؟] متفق عليه.
نريد منكم مجتمعا يتسم بالحب والأخلاق الحسنة
مجتمعا يعذر بعضه بعضا ، أسرة لايعكر صفو سماءها
كدرات ، مدرسة تُخرج جيلا يشع نورا وإشراقا ويُحسن
معاملة غيره. ولا ننسى حديث النبي صلى الله عليه
وسلم :" كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته،
فالإمام راع ومسئول عن رعيته، والرجل راع في أهل
بيته ومسئول عن رعتيه، والمرأة راعية في بيت
زوجها ومسئولة عن رعيتها، والخادم راع في مال
سيده ومسئول عن رعيته، وكلكم راع ومسئول عن
رعيته." رواه البخاري ومسلم.
مودتي ~
الروابط المفضلة