في سورة الشمس والليل نقرأ هذه الآيات:
(وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا ، فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا ، قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا ، وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا) (الشمس 7-10)
(فَأَمَّا مَنْ أَعْطَىٰ وَاتَّقَىٰ ، وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَىٰ ، فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَىٰ ، وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَىٰ ، وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَىٰ ، فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَىٰ ، وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّىٰ) (5-11 الليل)
السياق في السورتين الكريمتين صارخ في إظهار الجهد البشري, صارخ في أن الإنسان صانع مستقبله,
السياق مبين كل الإبانة عن كسب الإنسان واكتسابه وأنه هو لا غيره الذي يغرس ويجني ما غرس.
ويتجه –دون شائبة إكراه- إلى ما يبغي, ولا يخرج هذا عن قدر الله الذي علم بفعله من الأزل. (هموم داعية- محمد الغزالي)
لقد حدث هذا لأن المسلمين فقدوا أسباب التمكين في الأرض فعصفت بهم الرياح الهوج, إن الرياح مهما اشتدت لا تنقل الجبال ولكنها تنقل كثبان الرمل!
وإذا كنا على أبواب نهضة حقة فلندرس بدقة وبصيرة أسرار ما أصابنا, فإن العافية لا تتيسر بدواء مرتجل. (هموم داعية- محمد الغزالي)
أسفاً على قومي وهم أحفاد من ** شادوا صروح المجد في البلدان
كنا بحارا في البحار وربما ** صارت منائرنا بذا الرحمان
من غيرنا كشف الظلام ولم نكن ** إلا نجوم سماء كل زمان
بالليل رهبان وعند لقائنا ** لعدونا من أشجع الشجعان
حتى تركنا المجد يهتف صارخاً ** أين الألي ملكوا يدي ولساني
هل كوكب الشرق استردت قدسنا ** أو حلّ في المريخ دانٍ داني؟!
لذا ينبغي عليكِ طالبتي النجيبة أن تسيري وفق خطة منظمة لكي تضمني نتائج مثمرة, ولكي تتجنبي مواطن الخطأ في المراحل السابقة من سنوات دراستك.
عليكِ أن تتعرفي على أسباب نجاحك وتهيئي الجو المناسب لها, وأيضا الأسباب التي قد تؤدي إلى الفشل (لا قدر الله)
لكي تحاربيها وتتجنبيها فتسيري بخطىً ثابتة نحو التميز والمجد..
أيتها الغالية..ابدأي فصلك الدراسي مشمرةً عن ساعد الجد نحو التميز, نحو مستقبل لا تقبلين إلا أن يكون شمساً للآخرين,
أمسكي بقلمك واكتبي في صفحة أهدافك
,, لن أقبل بأقل من امتياز متميز,
ولن أكون إلا راية ناصعة البياض تتعلق بها أنظار المنبهرين ويهتدي من خلالها التائهون,
بيدي سأرفع هذا الدين, وسأثبت للعالم أن المسلم هو المبدع ,,
فأنت متميزة لمجرد أنكِ تحملين روح الإسلام بين حنايا قلبك..
فلتكن بدايتك مشرقة؛ لتكن النهاية مبهرة..
أتمنى أن أصبح طبيبة لأن لقب طبيبة له رونق خاص كما أن له مكانة اجتماعية مميزة
أتمنى أن أصبح طبيبة لكي أصون أعراض أخواتي المسلمات من التكشف أمام الرجال
أتمنى أن أصبح مهندسة لكي أصبح مثل فلانة فهي ليست أفضل مني في شيء!
أتمنى أن أصبح مهندسة لأثبت للجميع أن الفتاة الملتزمة بإمكانها الإبداع في جميع الميادين
لن أتعب نفسي بالدراسة فقد قررت دخول كلية أصول الدين لأنها الأسهل
سأتفوق بإذن الله وأدخل كلية أصول الدين لأن تعلّم ديني ومن ثم إيصاله للناس هو غايتي
يقول الشيخ سلمان العودة:
"الفتاة تتعلم لتبني نفسها من الناحية الشرعية ثم من الناحية العملية الحيوية, لتكون عنصر بناء وإصلاح في المجتمع لا غير, والأمور الأخرى تأتي تبعاً لذلك"
اعلمي أخيتي أن التحصيل العلمي ليس وحده المقياس للذكاء..فأنت متفوقة لو صدقتْ نفسُك همتك بقدر ما أهمت..
فإن كان همّك من مذاكرتك هو إصابة علم ومن ثم الانتفاع به ليخدم الإسلام والمسلمين ويرفع من قدر أمتنا, وقبل كل ذلك أن يكون خالصاً لوجه الله سبحانه وتعالى,
فاعلمي أن الله لا يضيع أجر من أحسن عملاً..
وكم من متعلمٍ لا ينال من علمه إلا التعب والسهر ويوم القيامة يكون جزاؤه النار والعياذ بالله..
(مَنْ طَلَبَ الْعِلْمَ لِيُمَارِيَ بِهِ السُّفَهَاءَ أَوْ لِيُبَاهِيَ بِهِ الْعُلَمَاءَ أَوْ لِيَصْرِفَ وُجُوهَ النَّاسِ إِلَيْهِ فَهُوَ فِي النَّارِ) (صححه الألباني في صحيح الجامع)
كلٌ له غرضٌ يسعى ليدركه ** والحُرُّ يجعل إدراك العلا غرضا
ينبغي أن تكوني أختي الملتزمة منبعاً للتفاؤل ومثالاً للطالبة المجتهدة صاحبة الهمة العالية
تستمدين ذلك من إيمانك الصادق ومن هدي نبيك المصطفى صلى الله عليه وسلم..
فانظري إلى وصية حبيبك رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(إن الله يحب معالي الأمور وأشرافها ويكره سفاسفها) (صحيح الجامع)
(إذا سألتم الله فاسألوه الفردوس الأعلى) (صحيح البخاري)
فليكن هدفك سامياً وراقياً ولا ترضي بأقل من التفوق المشرّف..
"المرء حيث يجعل نفسه, إن رفعها ارتفعت, وإن قصّر بها اتضعت"
تعرّفي على قدراتك وإمكاناتك واحرصي على الإفادة منها واستخدامها خير استخدام لما فيه منفعتك ومنفعة دينك ووطنك..
رأى أحدهم الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله في أواخر عمره وهو يحمل الأوراق والمحبرة,
فسأل الإمام: إلى هذا العمر وأنت تحمل الأوراق والمحبرة؟!,
فأجابه الإمام: مع المحبرة حتى المقبرة!
قيل للشعبي: من أين لك هذا العلم كله؟ فقال:
قالوا: "دماغ الكسلان معمل للشيطان" (مثل انجليزي)
هل تثقين بنفسك أم بالله؟!
يؤسفنا أن نرى بعض مظاهر الغرور لدى بعض الطالبات المتفوقات بحيث تعزو تفوقها ونجاحها إلى نفسها؛ مغترة بعقلها وذكائها ونشاطها
وهذا لا يجوز أبدا ولا يليق بفتاة ملتزمة بدينها تعلم أن ما أصابها من خير إنما هو من عند الله وبمشئيته..
هل يعني هذا أننا لسنا بحاجة للثقة بالنفس؟
فالثقة بالنفس مطلوبة بالقدر المعقول, فهي السبب في إيقاظ الهمة والدافع للثبات أمام المعوقات مهما كانت..
والثقة بالله تمنحك سكينة واطمئنان ويقين بتحقيق هدفك..فالله لا يضيع أجر من أحسن عملاً ..
ومن تكن العلياء همّة نفسه ** فكل الذي يلقاه فيها محبب
هل تستطيعين أن تقولي لنفسك مثلما قال امرؤ القيس:
ولو أنني أسعى لأدنى معيشة ** كفاني ولم أطلب قليلا من المال
ولكنني أسعى لمجد مؤثل ** وقد يدرك المجد المؤثل أمثالي
:
:
وللحديث بقية,,
الروابط المفضلة