شعر: د.جمال مرسي


عندما أشرقت شمس هذا اليوم الخامس و العشرين من مايو ..
تذكرت يوم انسحبت القوات الإسرائيلية و العار يلاحقها من كل جانب من جنوبنا اللبناني البطل
في الخامس و العشرين من مايو ( آيار ) لعام 2000م فأخرجت هذه القصيدة من أرشيفي .



هـذا صـبـاحٌ كـلُّـهُ تغـريـدُ
و كأنَّ ثـوبَ الصادحـاتِ جديـدُ
وكأنَّ وجهَ الأرضِ أشرقَ باسمـاً
بعـد الدمـوعِ ، وأدبـر التنهيـدُ
مالـي أرى الوديـانَ زادَ بهاؤهـا
فالأَرْزُ يشدو ، و الغصـونُ تميـدُ
و الزهرُ فـي زِيٍّ قشيـبٍ ناضِـرٍ
و التـلُّ زاهٍ ، و الغديـرُ سعـيـدُ
و تلألأت بيـروتُ فـي أنوارهـا
و تطوَّقـت بالنرجسـاتِ الجِـيـدُ
هذا ، وقد كسر الجنـوبُ إسـارَهُ
من بعدِ مـا غَلَّـت يديـهِ قيـودُ
و تبدَّلـت أحزانُـهُ فـي لحـظـةٍ
فرحـاً يعُـمُّ ربوعَـهُ ، و يزيـدُ
ماذا اختلاف اليومِ عن أمسٍ مضى
هل جاء بعـد الإنتظـار العيـدُ ؟
فتكلَّلـت بالفخـرِ آسـادُ الشـرى
و ترنَّمَـت بالإنتـصـارِ الغـيـدُ
و تزيَّنت شمسُ الضحاءِ ، فأوشَكَتْ
أنْ تأسِـرَ الألبـابَ وهْـيَ بعيـدُ
يا لافتخاري و انبـلاجُ مشاعـري
رحـل العـدوُّ الغاصـبُ العربيـدُ
ولّى فـراراً فـي ظـلامٍ دامـسٍ
و الخِـزْيُ فـي أدبـارِهِ معقـودُ
اللهُ أكـبـر زلـزلـت أركـانَـهُ
الله أكـبـرُ مـدفـعٌ و نـشـيـدُ
و قنابـلٌ دكَّـتْ معـاقـلَ بغـيـهِ
ألقى بهـا ذا الفـارسُ الصنديـدُ
اللهُ اكـبـرُ ردَّدَتْ أصـداءَهــا
أرضُ العروبةِ ، و السما و البيـدُ
اللهُ أكـبـرُ تسـتـردُّ مكانَـهـا
في كـلِّ قلـبٍ مؤمـنٍ و تسـوُدُ
شتَّان بين اليومِ و الأمـس الـذي
قـد كـانَ ، إنَّ المُنقضـي لبليـدُ
رحـلَ اللئيـمُ بخيْلِـهِ و بِرَجْلِـهِ
شُلَّتْ خُطاهُ اليـومَ ، فهْـو قعيـدُ
يبنـي حزامـاً آمنـاً و مكهربـاً
فوق الثرى مـن خوفِـهِ و يشيـدُ
و اللهِ إن شيَّدْتَ صرحـاً سامِقـاً
و مُلَغَّماً ، بالحـقِّ سـوف يبيـدُ
هذي بداياتُ الطريقِ إلـى الـذي
أحرقتَـهُ يـا أيـهـا الرِّعـديـدُ
لبنانُ ، جئـتُ مهنِّئـاً و مُبارِكـاً
من مصرَ ، يحدوني إليـكَ قصيـدُ
و مُبشِّـراً قـدسَ العروبـةِ أنَّـهُ
عمّا قريـبٍ يـا "سليـبُ" تعـودُ