تحت ضوء القمر .. هبت نسائم صيفية عليلة..
تداعب أغصان التوت.. فتراقصت وريقاتها .. طرباً..
وفاح عبق أزهارها..لتبعثر.. ما تبقى من حروف في الذاكرة..
فلمحت بين بريق النجوم..خاطرة..دونتها هنا..
على هذه صفحه..
سأل العقل القلب يوماً: ما هو الحزن؟
أجابه القلب سريعاً.. بعاطفته الجياشة..:
هو الفقد..فقد الحبيب ..وبعد الصديق..
ألم الفراق .. ودموع العشاق..
هو الفقر..الفاقة..قلة الحيلة..
هو أشياء كثيرة..تنساب منها الدموع..وربما تجمدت في محاجرها..
إذا اشتد الحزن..
تابع العقل..: ومـــــاذا؟
أردف القلب .. بعد تفكير وتروي هذه المره : (بالرغم من أن القلب في الغالب لا يفكر)
أن تحلق باحثاُ عن أمل..وبعد جهد .. تجده..ولكن لا تشعر معه بالسعادة..!

لكن.. الحزن بعيد عما ذكرت تماماً.. قالها العقل..بصوت اشبه بالهمس..
وهو يشير بكفه ..في الهواء..
تعجب القلب..: وما الحزن إذا .. ؟
تسرب الصمت إلى المكان..وتوقفت تلك النسمات..
وحجبت الغيوم..شي من ضوء القمر..
وانتشر الظلام وعم السكون..
كان صوت العقل..واضحاً..جلياً..:
الحزن ياقلب .. أن تتعلق بغير الله..وتظن أنه طريق النجاة
لتصل في نهاية المطاف..إلى هاوية لا تستطيع معها الرجوع إلى الخلف..
تذكر يا قلب..أنك كلما ابتعدت عن الله زاد حزنك..وخارت قواك..
واعلم..
أن الله قريب منك..
إن اعلنت الإنكسار وجمعت بين الدعاء والرجاء والتوبة..
وان الاستغفار..كلمة تمحو غياهب الحزن من ذاتك..
فاحذر من ان تنسيك الذنوب..حلاوة ذكر الله..
وتدخلك متاهة الحزن..دون علمك..