جاوزت العشرين يا أمي... فدعي الهم ونامي...
عذرا درويش... فالهم في قلب الأم يكبر بعد العشرين... فيحرم عينها النوم... أن همومنا يا درويش ونحن صغار لا يمنع أمنا النوم... فهي حين تضعنا في السرير ليلا وتقرأ علينا بعض السور ينام همنا معنى... ولكن عندما نكبر يا درويش فهمومنا لا تنتهي بالنوم... وتبقى الأم ساهره تفكر من أي باب سوف يدخل الحزن قلوب أولادها... فالحزن يا درويش في زماننا يكبر مع الإنسان... ويكبر أكثر في قلب الأم... فتجدها تسهر ليلها مفكره... هل سوف يجد ولدي عمل؟؟؟. هل سوف يقدروا اجتهادة؟؟؟ وهل سوف يدرك هو ما يتوجب عليه فعله؟؟؟. إن الهم يا درويش لا ينتهي في قلب الأم حين نكبر... فهي تبدأ في التفكير في شريك حياة أولادها... هل سوف يندمجوا؟؟؟ هل سوف يرزقون بأولاد بارين؟؟ وهكذا تعيش الأم في دوامة الهم... يكبر كلما كبرنا... فالهم يا درويش يكبر بعد العشرين لا يصغر...