ذات ليلة... كنت استعد للنوم... وضعت على جانبي قارورة ماء... وحولي كانت تحلق نحلة جميلة... كانت تتحرك بحرية وخفة... وبحركة غير مدروسة منها... سقطت في القارورة... صارت تقاتل من اجل الخروج... من أجل حريتها صارت تحارب... تحاول الخروج من فم القنينة... ومع كل محاولة تعاود السقوط فلا تستسلم... أصابني الحزن عليها... فأخرجتها من القنينة... وفتحت لها النافذة... خرجت تحلق نحو السماء... خيل الي انها تشكرني على حريتها... تدعو لي بالراحة على هذه الهدية الغالية... تأملتها بسعادة وهي تطير بعيدا... وهمست في نفسي... نحلة رفضت أن تسلب حريتها للحظات... فكيف هناك من يعيش العمر بأكمله بلا حرية... ذليل لفلان... وعبدا للآخر... كيف يقبل على نفسه ذاك السجن؟؟؟ ونحلة لا تملك عقلا رفضت حبسا بلا ذل... لا أعلم كيف يقبل الإنسان أن تسلب منه حريته؟؟؟ أن يسجن عقله؟؟؟ وتحبس روحه... فقط لأجل شخص يملك بعضا من المال والسلطة... هكذا يبيع الإنسان نفسه من أجل لا شيء... يا الله إن حريتنا هي أجمل ما نملك... فلا تجعلها يارب بيد أحد... واجعلنا يارب عبيدا لك فقط... فبهذه العبودية تكمن الحرية...

شفاء العوير