طريقك نحو التدبر{سلسلة ربيع القلوب}

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • سفيرة الفضيلة
    عضو نشيط
    • Nov 2007
    • 210

    طريقك نحو التدبر{سلسلة ربيع القلوب}



    نُسَائِلُ ما الدواءُ إذا مَرضْنا ...

    وداءُ القلبِ أولَى بالسؤالِ
    ِ



    مُعتلٌ سَقيمٌ

    سَرقتهُ الأيّامُ والليَالِي وهوَ يُداعبُ المَرضَ لعلّهُ يَزولُ
    ظلَّ فِي جهادٍ دائمٍ باحثاً عن ِالشّفاءِ مُتجَنّباً نصَائِحَ الزّائِرينَ لهُ بالذهابِ إلَى الطّبيبِ

    هوَ يَعلمُ يَقيناً أنَّ المَشْفَى الذِي يَدعونهُ إليهِ مَشفىً خَاصٌ
    وفيهِ العلاجُ المطلوبُ والشفاءُ الكافِي لمَرضهِ الذِي لازمَهُ دَهراً
    إنّمَا زُخرُفُ الحَياةِ الزائل ِيصْرفهُ عنهُ وتَيّارُ الفِتنِ يَجذبُ هذا القلبَ المُنهَكَ المَريضَ
    فتَعمِيهِ ولا تدَعُهُ يرَى طريقَ الصّوابِ

    حتّى أخذَ بنصيحةِ مشفقٍ مِنهُم , ولا يعلمُ أمراً دَفعهُ للأخذِ بها غيرَ إحساسهِ
    بصدقٍ اجتاحَ نفسَهُ فذهبَ إلى الطبيبِ الذي دلّه عليهِ
    ومَا أن جَلسَ بينَ يديهِ حتّى انْهمرَتْ أمطارُ الاِنكسَارِ
    واجْتاحَ قلبَهُ الأنينُ والشّكْوى لِلذِي يَعلمُ الجَهرَ ومَا يخْفَى

    فقدْ طالَ عهدُ التّعبِ والمرض ِوالصدودِ ..
    هذهِ المرّةَ لمْ يَشْكُ مِنْ ضَجرٍ أو مَرضٍ

    إنّما أقبلَ بالرّجاءِ تِلوَ الرّجاءِ تلوَ الرجاءِ بأنْ يدلَّهُ إلَى العلاج ِوأن يكونَ لهُ عوْناً فِي الثباتِ
    علَى السّلوكِ الأمثل ِفِي أخذِ الدّواءِ , وأخذَ يردّدُ :


    ( اِهْدِنا الصّرَاطَ المُستقيمَ ) ( اِهْدِنا الصّراطَ المستقيمَ )

    ( اِهْدِنا الصّرَاطَ المُستقيمَ )

    فَما كانَ منَ الطّبيبِ الكريمِ الشّافِي إلاّ أنْ يَهدِيَهُ إلَى العِلاجِ الأشمَلِ

    والسُّلوكِ الأقومِ فِي فهمِ الوَصفةِ الطبيّةِ المُتكامِلةِ حيثُ قالَ جلّ فِي علاهُ :

    " يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ " ( يونس : 57 )

    عندَهَا أشْرقتْ نفسُ المَريض ِ, وانْدفعَ الدّمعُ إلَى عَيْنِهِ عندَمَا سَقى قلبَهُ بِحُبِّ القُرآنِ

    وحُبِّ الذِي هوَ شِفاءٌ لمَا فِي الصّدورِ

    .





    قالَ القُرطُبِيّ رحمهُ اللهُ :

    " فإذَا اسْتمَعَ العبدُ إلَى كتابِ اللهِ تعَالَى وسُنّةِ نبِيِّهِ صَلّى اللهُ عليهِ وسلمَ
    بِنيّةٍ صادقةٍ علَى مَا يُحِبّ اللهُ أفهَمَهُ كمَا يُحِبّ وجعَلَ في قلبِهِ نُورًا .."

    فحصّلَ مِن صِدْقهِ فِي مَحبّةِ هذهِ الوَصفةِ الرَّبّانِيةِ 4 توجيهَاتٍ

    مُرشدةٍ للسّلوكِ الأقومِ فِي اسْتخدَامِ هَذا العِلاج ِالأنفع ِ,

    وهيَ أصولُ كمال ِخصائِص ِالقرآن ِالكريمِ , فأخبَرَ أنّهُ :

    - مَوعِظةٌ
    - شِفاءٌ لِما فِي الصّدورِ
    - هُدىً
    - رَحْمةٌ للمؤمنينَ

    لاحظَ صاحِبُنا وهوَ يَقرأُ هذهِ الوَصفاتِ الرّوحَانِيّةِ أنَّ الصّفاتِ الثلاثِ الأولَى ,

    صفاتٍ خاصةٍ بالقرآن ِوأنّها صفاتُ كمال ٍللقرآن ِوعلَى كلّ منْ أرادَ الاِنتفاعَ بالقرآن ِأنْ يَتّبِعَها وأنْ يُطبّقَ تلكَ الصفاتِ .

    يَنبَغِي أنْ يتّبِعَ أمرَ القرآن ِونهيَهُ الذِي هوَ أمرُ اللهِ جلّتْ قدرَتهُ


    وينبَغِي أنْ يلجَأ لِلقرآن ِكُلّمَا اعْترَتهُ بعضُ العِلَلِ


    ثمَّ بعدَ ذلكَ يَهتدِي بِالقرآن ِو يُوقِنَ أنَّ القرآنَ صَالِحٌ للناس ِجَميعاً فِي كُلّ زمان ٍومكان ٍ..

    يترتبُ عَلَى تِلكَ الصّفاتِ الثلاثِ أنْ ينالَ الإنسانُ رحمة َاللهِ تعالَى التِي خصّهَا لِلمؤمنينَ .
    وهذهِ الرحمةُ هيَ رحمة ُالتوفيق ِلتدبّرِ كلامِهِ واستخراج ِأسرارِ كتابهِ و التِي

    خَصّهَا اللهُ لعبادهِ المؤمنينَ المُلتزمِينَ بتلكَ الإرشاداتِ والصفاتِ القرآنيةِ .

    قالَ ابنُ تيمية َرحمهُ اللهُ " منْ تدبرَ القرآنَ طالباً الهُدَى منهُ تَبيّنَ لهُ طريقُ الحقِّ "

    فلمّا أحبّ صاحبُنَا العلاجَ , سَهُلَ عليهِ الرجاءُ

    والوقوفُ طويلاً أمامَ البابِ و الطلبُ

    اُنظرْ إلَى العامِلينَ فِي أيِّ دائرةٍ أو نطاق ٍ, لا ينجحُ النجاحَ الأمثلَ فيهِمْ إلاّ منْ أحبَّ تَخصّصَهُ

    واختارَهُ بِملْءِ إرادَتِهِ , تراهُ يسعَى فِي مَعرفةِ كلِّ معلومةٍ هِيَ من ِاختصاصِهِ
    و يصبرُ في نيلِهَا ولا يضجرُ , لأنهُ يحبُّ مهنتهُ وعملهُ
    فإذا أحببتَ القرآنَ فأنتَ لستَ بحاجَةٍ إلَى أحدٍ يُرشدُكَ إليهِ ويذكرُكَ بهِ

    و بضرورَةِ العمل ِبمَا فيهِ , لأنك تُحبه وتسعى دائماً في مَعرفتِهِ والنجاح ِفِي نيلِهِ ..




    أتعلمونَ مَاذا صنعتْ محبة ُالقرآن ِبصاحِبنَا ؟!

    ( أحيَتِ الأرضَ الهامدةَ فِي جوفِي ) , هَكذا وصفَ حالهُ حينمَا تأمّلَ قولَ اللهِ تعَالَى :

    { وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ } ( الحج : 5 )


    فلا أرضَ أشدُ إقفارًا من النفوسِ , ولا غيثَ أعمُّ نفعًا من القرآنِ

    فأصبحَ لا يمرُّ علَى آيةٍ فِي القرآن ِإلا ويفتحُ لهَا مكنونَ طاقتِهِ ويتساءَلُ :

    - مَاذا يُريدُ اللهُ مِنّي فِي هذَا الخطابِ ؟!

    - ما المطلوبُ منِّي اتُّجاهَ هذا الخطابِ ؟!

    - و ماذا ستكونُ عاقبتِي إذا التزمتُ بهذا الخطابِ ؟!

    - وكيفَ ستكونُ عَاقبتِي إذا قَصّرتُ فِي هذا الخطابِ ؟!

    فَهوَ يستشعرُ أنَّ الخطابَ لهُ , لِذلِكَ عليهِ أن يَعْقِلهُ ويُدركَ مَعانِيهِ وَ لا يؤمنَ بصعوبَةِ فهمِ القرآن ِو تدبّرهِ

    كمَا هوَ المفهومُ الخاطِئُ والشّائِعُ بينَ الناس ِالآنَ إنّما هُوَ مُؤمنٌ بتيسِير ِاللهِ ومُتيَقّنٌ بوَعْدِ اللهِ وبِقول ِاللهِ جلّ وعلاَ

    { ولقدْ يسّرنَا القرآنَ للذكر ِفهَلْ مِنْ مُدّكِرٍ }


    فأصْبَحَ القرآنُ مُؤنِسَ لَيْلِهِ وشُغلَ نهارِهِ

    " حتّى إذا مَرّ بآيةٍ وهوَ مُحتاجٌ إليهَا فِي شِفاءِ قلبِهِ, كرّرَهَا ولوْ مِائةَ مَرّةٍ , ولوْ لَيلةً, فقِرَاءَةُ آيةٍ بِتفكُّر ٍ
    وتَفهُّمٍ خيرٌ مِنْ قِراءَةِ خَتمَةٍ بغيرِ تَدبّرٍ وتفهُّمٍ,
    وأنفعُ للقلبِ, وأدعَى إلَى حُصول ِالإيمانِ, وذَوْقِ حَلاوةِ القران ِ" [ ابنُ القيمِرحمهُ اللهُ - ]

    عَلِمَ مَا لمْ يَعلمْهُ غَيرُهُ , وعاشَ فِي جَنّاتِ الدّنيَا التِي لَمْ يَعرفْهَا إلاّ السّعَداءُ أمْثالُهُ
    حتّى إذا مَا اسْتحْكمَتْ نفسُهُ الأمّارةُ بالسوءِ بُغيَةَ الصّدودِ , أخذَ يُردّدُ فِي يقينٍ
    { إنّ اللهَ يُحْيِي الأرضَ بعدَ مَوتِها }

    وظلّ قلبه يخفق بقوله تعالى :

    { ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهّاب }

    فرزقه الله بحبه وصدقه وسعيه يقينًا مطمئنًا و إرادة قويّة أصلُهَا ثابتٌ في نفسِهِ وفرعُهَا فِي السّماءِ .




    ولكيْ تنعُمَ بمِثل ِمَا تَنَعّمَ بهِ صَاحِبُنا
    ،
    وَضعْنا لكَ أربعَ برَامِجَ تَطبيقِيّة ًخِلالَ هذهِ السّلسلَةِ
    واليومَ نُمِدّك ببرْنامَجِنا التطبيقِيّ الأخير ِوالذِي لَنْ يكونَ آخرَ عَهدِنا بِتدَبّر القرآن ِإنْ شاءَ اللهُ

    لنا لِقاءٌ بكَ بإذن ِاللهِ
    بعدَ رمضانَ لنتدارسَ هذهِ الملفاتِ بشكل ٍأقوَى ومَددٍ أوْعَى ؛
    لأنَّ القرآنَ الذِي صَحِبَنا خلالَ هَذا الشهر ِالفَضِيلِ
    عَلّمَنا أنْ نكونَ
    رَبّانِيينَ لاَ رَمَضَانِيّينَ.
    هنـــــــــــا

    ستجدُ فِي هذا المِلفِ /
    1- تفسيرٌ ميسرٌ لسورةِ الحجراتِ
    2- معانِي الكلماتِ الغريبةِ فِي السورةِ
    3- وقفةٌ معَ آيةٍ
    4- كيفَ نطبقُ السورةَ فِي حَياتِنَا؟

    هذا ومَا يَزالُ فِي الخاطرِ أصداءٌ تَتلَجْلجُ
    فخيرُ الصدورِ تِلكَ التِي حَمَلتْ كتابَ رَبّهَا ومَعهَا سَنقفُ بإذن ِاللهِ في مَوضوعِنا القادمِ .

    تـــفـــضلوا إهـــــداءنا ~..

    كتاب مفاتيح تدبر القرآن للدكتور خالد بن عبد الكريم اللاحم


  • ندية الغروب
    كبار الشخصيات
    • Jun 2009
    • 12344

    #2

    .





    يَا حيّاكمُ الباري أيّها المُذهلين
    وجزاكمُ الله خيراً وسقاكم ومن ماءٍ ذات قرارٍ ومعين


    :



    ولا أحلى من تدبّر آيةٍ من كلام ربّ العزّة
    تسمو بها النّفوس , وتستيقظُ بها القُلوب , وترنو الأرواح
    إلى أعالي السّماء ... فتدعوا مولاها بكلّ رجاء



    سبحانَهُ ما أعظَمه
    جعلَ الموعظة في كلامه لكل ضائعٍ صديد
    وجعلَ الشّفاء في كلامه لكل مريضٍ عليل
    وجعل الهدى في كلامه لكل تائه كسير
    ثمّ أمطر عباده رحمةً منه
    لتهدأ النفوس في
    مستقرّ لها



    :


    جزاكمُ الله خيراً
    وأندى قلوبكم بتلاوة ترقى بها عقولكم
    هذا والله ولي التوفيق




    .

    -
    اقصِد باب السَّماء؛ وانظُر قَلبك كيفَ يعُود!
    :
    (والآخِرةُ خَيرٌ وأبقَى)

    تعليق

    • دلوعة وكلي حلا
      عضو نشيط
      • Aug 2008
      • 106

      #3
      نســأل الله جل وعلا أن يجعل القرآن الكريم
      ربيع قلوبنا .. ونور صدورنا .. وجلاء أحزاننا وهمومنا ..
      جزاك الله خير الجزاء على الموضوع القيم ..
      وجعل الموضوع في موازيين حسناتك ...
      بوركت ..

      تعليق

      • Sécurité Hanov
        كبار الشخصيات
        • Jan 2011
        • 2184

        #4

        (فإذا أحببتَ القرآنَ فأنتَ لستَ بحاجَةٍ إلَى أحدٍ يُرشدُكَ إليهِ ويذكرُكَ بهِ


        و بضرورَةِ العمل ِبمَا فيهِ , لأنك تُحبه وتسعى دائماً في مَعرفتِهِ والنجاح ِفِي نيلِهِ ..)
        صدقتي عزيزتي ..

        فالقرآن بقلوب من أحببته .. فهي تسعى لأجله .. وتتشوق لمعرفته معانيه

        قال ابن مسعود: "كان الرجل منا إذا تعلم عشر آيات لم يجاوزهن حتى يعرف معانيهن والعمل بهن"

        فأين نحن من منهج الصحابة .. وعملهم مع القرآن ..

        يقول ابن القيم:

        لو علم الناس ما في قراءة القرآن بالتدبر لاشتغلوا بها عن كل ما سواها، فقراءة آية بتفكر خير من ختمة بغير تدبر وتفهم، وأنفع للقلب، وأدعى إلى حصول الإيمان وذوق حلاوة القرآن...


        طرح قيم أسال الله أن يجعله في ميزان حسناتك ..
        :




        [ رِواية مِن نُور لخَير صُحبة ] ▪▫ عمر بن الخطاب Umar Ibn Al-Khattab ▪▫



        رِفقاً بطفلِي ! - قصة واقعية -



        هُنا أقتطفتُ من لكِ بعضاً من جمالَ بـ تويتر

        تعليق

        • همس المعنى..
          عضو جديد
          • Aug 2011
          • 4

          #5
          يعطيك العافيه ع الطرح المفيد واسأل الله ان يجعل هذا في موازين حسناتك..،

          تقبلي مروري أختك :
          همس المعنى ..،،

          تعليق

          • نـقـآء الوجدان
            زهرة لا تنسى
            متألقة صيفنا إبداع 1431 هـ - أزاهير الروضة"نبض حروف المُلتقى"
            • Nov 2008
            • 2559

            #6
            -


            الله يجزاكم خيراً
            جعل الله القران الكريم ربيع قلوبنا ()




            .

            تعليق

            • zezo26
              عضو نشيط
              • Aug 2010
              • 104

              #7
              موضوع رائع شكرا جزيل لك

              تعليق

              • معاني الغرام
                عضو نشيط
                • Sep 2011
                • 408

                #8
                مااروع ماتقدميه لنا ,,,
                سلمت اناملك الذهبية اخيتي ,,,
                وجزيتي خيرا ,,

                تحياتي

                تعليق

                • ســومــا
                  كبار الشخصيات
                  • Oct 2006
                  • 3150

                  #9
                  جزاكم الله خير الجزاء
                  على ماتقدمون وماتبذلون
                  في خدمة دينكم ...
                  :

                  اللهم اجعل المدينة مسكني ومقبضي ومدفني برحمتك يا أرحم الراحمين

                  تُؤلمنا الأقدار ولكــــــن نُؤمن بأنها خيره

                  تعليق

                  يعمل...