أطفالنا والأجازة والمستقبل

يأتي موسم الصيف من كل عام يحمل معه الكثير من المشكلات والمتاعب ربما أقلها الحرارة والرطوبة وأهمها التفاعل مع البنين والبنات في مختلف الأعمار والمراحل .
يحمل الصيف معه – بين ما يحمل – هموم تقبل نتائج الاختبارات بين الرسوب وبين التقدير بفئاته المختلفة وبين التفوق وما يترتب عليه من تحفيز واستثمار لخصائص النبوغ ثم قضاء الإجازة الصيفية بعد اختيار المكان المناسب والبرنامج المناسب والصحبة المناسبة
تمر أيام السنة بنسيجها الذي لا يكاد يخلو من رتابة أو انتظام أو انسجام عدا بعض أيام الإجازات التي قد تقلب برنامج الانتظام وقد يتحول في بعضها الليل إلى نهار والنهار إلى ليل .
لكن للصيف خصوصية عدم الانتظام وعدم الانضباط مما يقتضي قدراً أكبر من التفكير والمناقشة وإقحام أطراف الأسرة في التخطيط حتى يكون القرار أقرب إلى قبول والنفوس أقرب إلى رضا والأوقات أقرب إلى حسن استمتاع بها وانتفاع .
يشعر الأطفال بقيمتهم حين يعبرون عن آرائهم ويرون أن لهم رأياً يسهم في التأثير على المجتمع الصغير – وهو كبير جداً في عيونهم – الذي ينتسبون إليه بل إن تقييم الآراء وتبادل وجهات النظر يسهم في بناء شخصية أبعد تأثيراً في بناء عائلة متماسكة ومجتمع متفاهم متناغم .
في الحديث عن مخططات الإجازة تبرز أهمية الوقت وأهمية استثماره وكذلك أهمية التفكير والتعبير ذلك أن الوقت أثمن عناصر الحياة والتفكير أهم مقومات الشخصية والتعبير أهم وسائل التفاهم ومشاركة أفراد العائلة في اتخاذ القرار وتبادل الرأي .
في الإجازة اختبار لقدرات على مستويات مختلفة أهمها الاتفاق على أهداف تبدو في أول الأمر متباينة متناقضة ثم يصوغ التفاهم والحوار منها أهدافا قابلة للتحقيق بعد أن تنجح الآراء في تجلية جوانب الغموض وإبراز جوانب المصلحة وفي ذلك كله تربية واعداد وصياغة لمستقبل يقوم فيه الأفراد بممارسة النشاط نفسه لكن في قضايا وموضوعات أوسع وأكبر وأشمل لجوانب من الحياة في شتى المجلات .
ليس هناك ما يمكن أن يكون سهلاً ميسوراً بل ربما يكون أسهل وأبسط مافي حياتنا هو الأشد صعوبة والأبعد آثاراً .






مجلة الاسرة -العدد37-ربيع الثاني 1417هجرية