أنا وزوجي .. معادلة تكاملية .. كيف؟؟
أخواتي .. لتعميق مبدأ التواصل وتبادل المعلومات المفيدة .. حبيت أشارككم بجزء من البحوث القصيرة التي شاركت بها في أكاديمية الفرحة لعلوم الأسرة أثناء دراستي للإرشاد الأسري .. وعلى بركة الله نبدأ :
من المعلوم للجميع أن الزواج عقد اجتماعي وإلتزام برابطة العلاقة الزوجية وتصميم لإنجاحها بتقديم الجهد والمثابرة والتضحية ، وهو رابط قديم منتشر في أرجاء المعمورة وله مميزات بالقدرة على التكيف مع حاجات الفرد من الطمأنينة والسعادة ومواجهة الصعوبات الداخلية والخارجية وهوكذلك متغير مع مرور الوقت بتغير أدوار كل من الجنسين و بصورة حيوية تمثل مهمة الزواج المعاصر في احترام الخصائص المتميزة التي تجعل من الزوجين مختلفين ومتكاملين في ذات الوقت في الواجبات والاهتمامات واتخاذ القرارات ، وأصبحت الصفات الجامعة لكل من الجنسين صفات إنسانية وليست قاصرة على أحدهما تحكمها مسؤلية مشتركة ، والزواج هو الطريق الوحيد لعيش الرجل والمرأة معا وهوعلاقة لامجال للتجريب فيها فلا يصح الدخول فيها بنية الطلاق .
ـ الفروق بين الجنسين وضرورة تفهمها : من فوائد معرفة الفروق تغيير الأفكار والقدرة على التفاهم والتعايش وتجنب كثير من المشكلات والصعوبات ، إن الرجال والنساء مختلفون في أمور كثيرة كطريقة الكلام والحوار والتفكير والشعور وردود الأفعال والحب والاستجابة له واللغة التي يتحدث بها ويفهمها ... وغيرها ، ومن أسباب وجود مثل هذه الفروق : أسباب عضوية كالهرمونات والفروق العصبية والمزاجية وأسلوب التربية ووسائل الإعلام والتطور التاريخي للبشر .
ـ الملامح العامة في طبيعة الفروق بين الجنسين :
ـــ اختلاف التوقعات : عندما تظهر الاختلافات بعد مرور الزمن وتظهر المشاكل وأهمها اختلاف التوقعات بين الزوجين بسبب اختلاف الشخصيتين وتجارب الحياة والمنشأ والتربية التي تلقاها كلا منهما ولا سيما إذا كانا من بيئتين مختلفتين تماما وهوما يعرف بالزواج المختلط .، وهنا يأتي أهمية مواجهة هذه الاختلافات وقبولها في منع اللوم والنقد وتعلم بعض المهارات بوجود رغبة كبيرة في التغيير والتعلم ومع الحوار الفعال المنتج وياحبذا لو كان قبل حدوث أي زلزال في الحياة تازوجية ليسيطر الزوجان على المشكلة قبل وقوعها .
ـ اختلاف القيم والنظر للأمور من قبل الزوجين : فالرجل يقدر القوة والكفاءة والعمل والإنجاز ويثبت وجوده من خلال العطاء ويهتم بالأمور المادية كتحقيق الأهداف أكثر من المشاعر، وهو لا يتحدث عن مشكلاته إلا إذا أحتاج النصيحة ، وهو مبادر لحل مشكلات الغيروهذا مالاتريده المرأة التي تتحدث عن مشكلاتها ومشاعرها لمجرد الحديث لأنها تقدر العاطفة وتقدر الدعم والتعاون فهي تهتم كثيرا بحاجات الآخرين والكلام معهم ومن هنا يتبين أن الحل في الجمع بين النظرتين هي أن لا تقدم المرأة النصح والرجل يحسن الاستماع في التوقيت المناسب وبثقة تامة و بمحبة الآخربدون شروط مع تحلي بالصبر لأن ما نتج عن تجارب الماضي يؤثر تباعا على الحاضرفالرجل يزداد شعوره بالإساءة عند سماعه نصائح يكون قد قيلت له بانتقاد في طفولته أو سمع أمه تكثر من نقد أبيه وكذلك المرأة تزداد سوءا إذا تم تجاهلها في مشاعرها من والديها أو ممن حولها في ماضيها .
ـ اختلاف تقدير المرأة والرجل للأعمال : يجب على الرجل أن يتعلم أن الأعمال كبيرها وصغيرها مهم عند المرأة وبالتالي يتدرب على القيام بالأعمال الصغيرة البسيطة ولا يتوقع رضاها إلا إذا أغدق عليها الأعمال وبدون طلب منها لأن ذلك بالنسبة لها علامة حب وتقدير ، وعلى المرأة في المقابل أن تعرف أن من طبيعة الرجل عدم التفكير في القيام بأعمال بسيطة وهذا لا يدل على عدم اهتمامه وعندها يجب عليها شكره وتقديره على كل مايقدم وتتدرب على طلب مساعدته دائما وعندها تخف النزاعات عندما يدرك الزوجان أنهما يختلفان في النظام وتقدير الأعمال ويتعلما التعامل في تضييق الهوة بينهما .
ـ تكيف الرجل والمرأة مع الصعوبات : عند وجود مشكلة ما يميل الرجل للعزلة في كهفه ويصب كل تفكيره على هذا الأمر فيفقد بالتالي اهتمامه بمن حوله وهو الأمر الذي يزعج المرأة التي من صفاتها عند شعورها بالتوتر فتكثر من الحديث ومشاركة الغير وتعتبره علامة على الحب والتقدير ولتخفف عن نفسها حدة التوتر أو تجمع معلومات وبذلك تبني علاقة حميمة للآخر وهي تحتاج بذلك للاستماع الذي يجد فيه الرجل صعوبة كبيرة لاختلاف نظرته وتكيفه مع مشكلاته ، وللتوفيق بينهما يجب احترام هذه الفروق ويتعلم الرجل حاجة المرأة للكلام فيشجعها ويستمع لها وتتعلم هي في المقابل كيف تمتنع بلطف عن الكلام بسبب بقاء زوجها في كهفه وتكتفي بتقديم القبول والمحبة لتسرع من خروجه من كهفه .
ـ الصفات النفسية : للمرأة تقلبات عاطفية كموج البحر نمثلها بالتالي :
فمن قدير الذات ومحبة وقوة عند السعادة والرضا نزولا لضعف الثقة وعدم القدرة على تقديم الحب وعودة لتقدير الذات والمحبة والقوة ... وهكذا
ومن هنا على الرجل أن يعلم أنه أمر طبيعي فلا يرد السبب لفعل قام به أو يحاول منع زوجته من هذه التقلبات فيحصل لديها كبت فيختفي الحب ويزول ، فنزول المرأة للبئر يوفر فرصة طبيعية صحية لتفريغ المشاعر بطريقة مأمونة .
وبالنسبة للرجل فيقال أن له علاقة مطاطية في الاقتراب والابتعاد ففي مرحلة يقترب جدا من زوجته ثم يبتعد ليحقق ذاته ورغبة في الإستقلالية ثم يعود ويقترب من جديد دون ترميم لما حصل بسبب ابتعاده لأنه أمر طبيعي بالنسبة له في حين أن المرأة قد تتردد في حماسها لزوجها بسبب خوفها من الحديث أو الخطأ وعليها حينئذ أن تبادر بالحديث دون لوم أو نقد ودون ملاحقة وإلحاح .
ـ المساعدة التي يقدمها الرجل والمرأة لكل منهما : سر الزواج السعيد يكون بربح الطرفان وشعور كل منهما بالقبول والتفهم والثقة والدعم والتأييد من خلال الرغبة في التغيير للأفضل وتحمل المسؤلية معا ومعرفة الخطأ والتعبير بصراحة عن الشعور وبما يريده كل منهما من الآخر بدون تقديم تضحيات غير متكافئة مع تضحيات الآخر و الحرص على طلب مايريده كل منهما من الآخر مع تقدير وصراحة وتعوُد الاعتذار عند عدم الفعل أو تعود القبول بالرفض من دون انزعاج والتدرب على الحزم في الطلب كالصمت مثلا .
ـ لغتا الرجل والمرأة ورباط الحب بينهما : ونقصد بها المعاني والمشاعر لا الكلمات فالمرأ ة لها لغة عاطفية شاعرية بما فيها من التشبيه والإطلاق والتعميم بينما الرجل لغته حرفية ومعانيه حقيقية .
ولضمان نجاح الترجمة بينهما : إعادة الفهم خاصة في وقت الخصام حيث تكثر أخطاء الترجمة بينهما فصمت الرجل يحتاج للثقة من المرأة والتقبل المحب وقد تؤخر الحديث عن المشكلة إذا كان الرجل متحسسا منه وعدم طرح أسئلة أو تقديم حلول والقيام بعمل يسعدها ويريحها كالقراءة أو الطبخ والحديث عن مشاعرها من غير لوم ،وقد يحتاجا للتدريب والممارسة في الحوار الذي يقوم على الاحترام المتبادل للفروق بينهما ويستجيب للحاجات النفسية والعاطفية لكل منهما ويحاول كل منهما تحقيق حاجات الآخر .
ـ من الاختلاف إلى الخلاف : ولتجنب حصول نزاع حقيقي يهدد العلاقة الزوجية :
* التغير يبدأ من أنفسنا " إن الله لايغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم" .
* الأمانة والصراحة في الإعتراف بدون تجاهل للمشكلات وانسحاب من مواجهتها .
* الفهم أفضل من الصراع أوالانسحاب ومما يعين على ذلك :
ـ الوقت المستقطع بوقف الجدال ليستطيع الزوجان التركيز وضبط النفس والهدوء .
ـ التفكير في أفكار أخرى وتغيير طرق التفكير ليتغير معها المشاعر والسلوك .
ـ الجلوس ظهرا لظهر لضمان عدم المقاطعة والتحدث بدون خوف .
ـ السبب الأساسي لوصول الحوار إلى جدال هو شعور الزوجين بأن كل منهما لم يعد محبوبا من الآخر .
والجدال ليس بالأمر المعيب إلا إذا كان الأسلوب في التعبير جارح ونبرة الصوت وغيرها من أساليب الحوار السيئة .
وللتعبير عن الاختلافات بدون جدال : الحفاظ على الحوار الإيجابي بلغة المحبة والبعد عن اللوم والنقد ومن الممكن الاتفاق على طريقة معينة للتعامل في حالات الانزعاج أو الغضب مع تفقد حاجات الآخر ومشاعره إما بالكلام أو كتابة الرسائل التي تتيح التعبير الحر وعدم الحرج .
ـ بعد فهم الزوجين لموقف كل منهما وحرصهما على سلامة علاقتهما كيف يتخذا القرارت : هناك مراحل للوصول لقرار ما وهي بالتسلسل :
# تخصيص وقت للحديث
# الاستماع والكلام والتحقق من فهم كلا منهما للآخر ومقاومة المجادلة وطرح الأسئلة
# ذكر الحاجات وما يريده كل منهما
#التفكير في الحلول والاقتراحات ( مرحلة إثارة العقل )
# دراسة الاقتراحات ومن ثم الوصول لقرار نهائي
وقد لا يتفق الزوجان ولا يصلان لحل مقبول مما يستدعي التعلم وتطبيق طريقة الاستماع والمرآة أو الاستعانة بطرف ثالث محايد وصاحب خبرة ، وليعلم الزوجان أن الحب الحقيقي يتطلب أحيانا مخالفة المشاعر الفردية والتضحية والبذل للآخر .
وأخيرا .. همسة في أذن كل زوجين : لنفهم بعضنا البعض ولنقدم حبنا بالطريقة التي يفضلها الشريك
ودامت بيوتكم عامرة بالحب والرضا
منقوووووووووووووووووووووول للفائدة
رد مع الاستدلال
الروابط المفضلة