"التحقنا بحماس لنكون شهداء لا لنكون وزراء"
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام
ألقى رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية خطاباً في مهرجان الذكرى التاسعة عشرة لانطلاقة حركة "حماس"، عصر اليوم الجمعة (15/12).أمام جماهير فلسطينية غفيرة لم يتمكن ملعب اليرموك بمدينة غزة من استيعابها وضاقت بها الشوارع المحيطة.
مكر الليل والنهار هو بضاعة الضعفاء
وخاطب إسماعيل هنية جماهير الشعب الفلسطيني قائلاً إنّ "ما تتعرضون له من مكر بالليل والنهار ما هو إلاّ بضاعة الضعفاء"، وأضاف "عندما تشعر الأطراف بضعفها أمام صمودكم وإرادتكم سيخططون ويمكرون".
وتحدث هنية عن مدى التأييد الجارف لحركة "حماس" الذي لمسه في جولته الخارجية فقال "أنتم أمل الأمة"، وقال "والله ما جلست مع قائد أو زعيم أو مفكر أو باحث أو قطاعات من السياسيين والمفكرين؛ إلاّ وقالوا: أملنا في حماس في فلسطين المباركة".
وذكر هنية مخاطباً شعبه
"أنتم الأمل يا أخوة ويا أخوات، الأمة تعقد عليكم الأمل الكبير"، وتابع "إنكم تمثلون قلب الإسلام النابض في كل مكان، سيما وأنتم على أرض فلسطين، على أرض الرباط، بيت المقدس وأكناف بيت المقدس".
وقال رئيس الوزراء الفلسطيني للجماهير الغفيرة
"لا يصيبنّكم حزَنٌ ولا وجل، أنتم أبعد من الحدود، مكانتكم عظيمة عند أبناء شعبكم في الشتات، وعند القوى والقادة والفصائل" الفلسطينية في الخارج، مشدداً على أنّ "ميراث الأمة معقود برقابنا، ولن نفرِّط بميراث هذه الأمة".
ظواهر هامة بعد الانطلاقة
وفي معرض حديثه في ذكرى انطلاقة "حماس"؛ لاحظ إسماعيل هنية أنه قد وقعت بعد انطلاقة الحركة في عام 1987 أربع ظواهر، الأولى هي انتفاضة الأعوام السبع، ثم الظاهرة الثانية المتمثلة بانتفاضة الأقصى، وجاءت الظاهرة الثالثة متجسدة في انسحاب جيش الاحتلال من قطاع غزة، في حين أنّ الظاهرة الرابعة بعد انطلاقة "حماس" هي "تشكيل أول حكومة تحمل هذه المنهج الرباني على أرض فلسطين"، منوهاً بالدلالة المهمة التي جسّدها "فوز الحركة الإسلامية وتشكيلها لأول حكومة في المنطقة، وأين؟ في فلسطين، مركز الصراع".
كما رصد رئيس الوزراء الفلسطيني أنه بعد فوز حركة "حماس" في الانتخابات الفلسطينية؛ وقعت ثلاث ظواهر إضافية؛ "أولها صبر الشعب الفلسطيني وصموده، الشعب الذي حوصر وظُلم ومُنع" من أن يعيش كباقي الشعوب. وعلّق هنية على ذلك بالقول "إننا نتحرّك في قلب شعب صابر ثابت رغم المعاناة، وربما لو أنّ حكومة أخرى في أي مكان في العالم تعرّضت لما تعرّضنا له لما استمرت أكثر من شهرين".
والظاهرة الثانية التي أشار إليها إسماعيل هنية تتمثل في هزيمة الجيش الصهيوني على يد المقاومة الإسلامية في لبنان، بينما الظاهرة الثالثة هي هزيمة الأمريكيين في العراق.
محاولة الاغتيال عند معبر رفح
وفي سياق خطابه؛ تطرّق رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية إلى ما وقع يوم أمس الخميس (14/12)، من محاولة لاغتياله عند معبر رفح، فبدأ بالترحّم على مرافقه الذي سقط شهيداً، عبد الرحمن نصار، وأشاد به وأطلق عليه اسم "شهيد السيادة والكرامة"، لأنّ "شعبنا أراد أن يثبت السيادة الفلسطينية على المعبر" وأن يعبِّر عن كرامته.
وأكّد هنية أنّ ما حدث في معبر رفح كان محاولة مدبّرة مسبقاً لاغتياله، ولفت الانتباه في هذا الصدد إلى أنّ كاميرات المعبر كانت تركِّز على الجمهور على الأرض وليس على المسلحين الذين كانوا فوق الأسطح، والذين كانوا يطلقون النار من وراء النوافذ.
وأوضح إسماعيل هنية أنّ هناك معلومات تم جمعها خلال الساعات الماضية بشأن المتورطين في محاولة الاغتيال.
ومضى هنية متابعاً "نقول لكل من يفكر بمنطق الاغتيال: نحن التحقنا بهذه الحركة لنكون شهداء لا لنكون وزراء".
وفيما تطرّق إسماعيل هنية إلى تصاعد الفلتان الأمني المنظم في الساحة الفلسطينية، وبضمن ذلك جرائم اغتيال الأطفال الثلاثة من عائلة بعلوشة، واغتيال القاضي الشرعي بسام الفرا، والاعتداءات المتواصلة؛ فقد أوصى رئيس الوزراء الفلسطيني شعبه بالوحدة الوطنية.
الجولة الخارجية ومكتسباتها
وقد استعرض إسماعيل هنية ما أثمرت عنه جولته الخارجية التي اختتمها أمس الخميس، مورداً بالتفصيل المكتسبات التي تحققت فيها، عبر زيارة كل من مصر وقطر والبحرين وسورية وإيران والسودان.
وقد تخلل المهرجان ترديد حشود الجماهير الفلسطينية هتافات تؤكد التمسك بخيار المقاومة وترفض الاعتراف بالكيان الصهيوني، وكان منها "يا أبو العبد يا أصيل؛ لا تعترف بـ(إسرائيل)"، وكان من بين الشعارات "على درب الأحرار رغم الفتنة والحصار".
الروابط المفضلة