سقطت سيدة بريطانية في حوض للسباحة بأحد المجمعات السكنية بالمنطقة الشرقية نتج عن ذلك إصابتها بالشلل ... رفعت سفارة بلدها في المملكة دعوى قضائية فتم تعويضها بعشرة ملايين ريال ( نعم تن مليون ريالس) ... قضت المحكمة ان صاحب المجمع يتحمل الخطأ بنسبة 55% فقط .
قبل عدة أشهر سقطت فتاة سعودية في إحدى مدن الألعاب في المنطقة الشرقية ذاتها فأصيبت بالعمى التام , فماذا حدث ؟
قامت الجهة المسؤولة بالتحقيق في الحادث ورأت ان صاحب الملهى يتحمل الخطأ بنسبة 100% فقررت إغلاق الملهى حتى يتم إستيفاء شروط السلامة وتغريم صاحبه عشرة آلاف ريال , واما إصابة الفتاة فهي قضاء وقدر ويجب عليها ان تحمد الله انها لم تتوفى في هذا الحادث . عاد الملهى لممارسة نشاطه بعد إنقضاء المدة , وعاد أهل الفتاة يندبون حظهم في مستقبل إبنتهم .
السؤال هو لماذا أختلف الحكم في الحالتين ؟
الم يكن حادث المسبح أيضا قضاءا وقدرا ؟
أين وقع الخلل ؟ هل لأن البريطانية لها سفارة تعرف قيمة مواطنيها وبالتالي تطالب بحقوقهم , ( مع التسايم بأن القضاء والقدر واقع لا محالة ) ومع ذلك فإن هذا لم يمنع السفارة من ان تأخذ حق مواطنتها بناءا على ما تحمله السفارة من تأثير أدى لدفع المبلغ للسيدة بريطانية ؟
هل البريطانية أغلى من المواطنة المسكينة التي لم تجد من يحمل قضيتها سوى أهلها الذين لا يملكون من التأثير ما تملكه السفارة لأنهم مواطنين ومؤمنين بالقضاء والقدر ولهذا يكفيهم ( حب ) الخشوم والدعاء ان يعين الله الفتاة وأهلها ( ولحية ترضيها بصلة ) ؟
إذا لم يكن لنا خير في أنفسنا فلن يكون للناس خير فينا , وإلا فكيف يمكن لنا ان نفسر التناقض في الحكم للحالتين ... هل انا على حق ام أني في حالة هذيان ؟ أفيدوني أفادكم الله .

للدكور سعيد فالح الوطن .