بسم الله الرحمن الرحيم
قام الدكتور محمد فهد الثويني بوضع أبجدية للحب ضمن سلسلة مهارات التعامل مع الأبناء , وهي مهارات وأفعال وزعها على الحروف الأبجدية , وإنني أطرحها بين أيديكم مع بعض التصرف في الزيادة لبعض الأبجديات التي وجدت أنها مفيدة في التربية , نسأل الله تعالى أن ينفعان بها .
الألف – أدب أبناءك وأحسن تربتيهم كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم (( أدبني ربي فأحسن تأديبي )) , وذلك من خلال تعليم الأبناء الأدب واستعماله مع الله تعالى والنبي صلى الله عليه وسلم , ومع الصحابة رضوان الله عليهم , ومع الوالدين وعامة المسلمين وكل ما حولنا , ووسائل تحقيق هذا الأدب مع مشاركة الأب في العمل والمعرفة حتى يتم تحقيقه وإتقانه .
الباء – بين رأيك فإنهم يحبون الاستماع على تقويمك لهم ومدى رضاك عنهم وعن منجزاتهم وأعمالهم في كل المجالات .
التاء – تأسف إذا بدر منك شيء وبادر بالاعتذار , ولا عيب في أن تقوم بالاعتذار (( فكل ابن أدام خطاء وخير الخطائين التوابون )) أو كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم .
الثاء – ثقف أبناءك وغذي عقولهم بالعلم والمعرفة وساند المدرسة في عملية تعليمهم وساعد على بناء شخصيتهم , وذلك من خلال /
1) تدريس الأبناء وإعانتهم في الواجبات الدراسية (( بدون أن تعمل عنهم الواجب )) .
2) قراءة القرآن الكريم معهم , والكتب والمجلات الهادفة .
3) سماع الأشرطة بعد حسن الانتقاء لها .
4) مشاهدة البرامج التلفزيونية الهادفة التي تناسبهم .
5) حثهم وتشجيعهم على الوصول للمعرفة من مصادر التعلم (( كالنت )) .
6) حضور الدروس والندوات والمحاضرات والدورات التدريبية معهم .
7) قصص السيرة وربطها بحياتهم ونجاحهم .
8) المشاركة في المسابقات العلمية والثقافية .
9) المسابقات والحلقات العائلية من إعداد الوالدين أو الأبناء وعمل جو عائلي فريد في المنزل في تشكيل فريقين من العائلة في هذه المسابقات .
الجيم – جاهد مع أبنائك في سبيل الله تعالى في كل يوم على الصبر في الطاعات خاصة صلاة الفجر مع الجماعة والصبر عن المعاصي والصبر على الابتلاء .
الحاء – حبب عمل الخير والبر إلى أبناءك , وذلك من خلال المواقف العملية منذ الصغر وحتى الكبر .
الخاء – خالل أبناءك وكن لهم زميلاً في دراستهم ورفيقاً في دربهم وصاحباً في فهمهم ومعرفة أسرارهم وصديقاً في نصحهم وتوجيههم , وكل ذلك من خلال تخصيص وقت لهم لتصل إلى شغاف قلوبهم فيحبوا صحبتك ويفضلونها على غيرها من صداقات الشلل في الحارة أو المدرسة أو حتى الأقارب .
ولكي تتقن الصحبة والمخاللة إليك بعض الوسائل لتعميقها بعد تخصيص الوقت اللازم وهي كالتالي /
1) الوجبة اليومية لكل أفراد العائلة , يتم من خلالها تداول أحاديث الساعة .
2) الوجبة الخاصة / من خلال الوجبة اليومية عرفت شخصية كل فرد من أبناءك , وبذلك تكون الوجبة الخاصة خارج البيت هي الحل لبعض المشكلات التي قد تكون موجودة لدى أحد الأبناء , لماذا لا تذهب مع ابنك أو ابنتك إلى أحد المطاعم المفضلة له وتتناولون وجبة لن تنسى في ذاكرة الابن , بل إنه سوف يحاول تكرارها كلما واجهته مشكلة (( اشعر ابنك أنك محتاج إليه أكثر مما هو محتاج إليك )) , واحرص على العدل بين الأبناء في وقت واحد أو عندما يبلغون سناً معينة أو عند الحاجة .
3) السؤال والاهتمام بالمحبوبات / إن مما يجمل العلاقة ويعمقها , سؤالك عن ما يحبه أبناؤك , ومعرفة اهتماماتهم ومهاراتهم وهواياتهم , وتذكر قول الرسول صلى الله عليه وسلم ( لعمير ) رضي الله عنه (( ياعمير ما فعل النغير ؟ )) بهذا السؤال ومثله كسب الرسول صلى الله عليه وسلم قلوب الصغار والكبار , ولا يغيب عليك أخي الغالي إن الرسول هنا سال عن ما يحبه الطفل , وأيضا لم ينادي الطفل باسمه وإنما لقبه (( أي أن تلقيب الابن له واقع كبير جداً في نفسيته إيجابياً )) .
4) المكاشفة / كاشفه ببعض أسرارك حتى يزداد ثقة بك , وأطلب مشورته حتى يزداد ثقة بنفسه , وشاركه في المسؤولية حتى يزداد اعتماداً على ذاته (( كأن تكلفه ببعض المهام في المنزل )) .
الدال – دافع عن أبنائك ولا تتركهم صيداً سهلاً للشيطان وأعوانه من الجن والإنس , وذلك من خلال الأتي /
1) التوبة والاستغفار من الذنوب , وأخبره أن الكل يذنب لذلك يجب أن نتقرب إلى الله تعالى ونستغفره كل لحظة .
2) إرجاع الحقوق إلى أهلها .
3) الاعتذار عند الخطاء .
4) الالتزام بالصلاة مع الجماعة .
5) طور مهاراته في اختيار الصحبة الصالحة .
الذال – ذَكِّره بأعمال الخير كل حين , وساعده على بناء ووضع جدول له ينفذ من خلاله أوقات المذاكرة والمراجعة وبعض الزيارات العائلية والاتصالات ومواعيد الطبيب والعلاج , والمواعيد الدورية , مع وضع هذا الجدول بأشكال متنوعة , وليكن دورك أن تذكر أبنك على بنود الجدول ,,,, حتى ولو كان متذكراً (( ذكره بها لكي يتقرب إليك كثيراً ويشعر أنك فعلا تريد له الخير , ويحافظ على السلوك الإيجابي )) .
الراء – رَغِّبْ أبناءك بالجنة بل بالفردوس الأعلى , وحذرهم من النار , واجعل الجنة هي الهدف الذي يضعه الابن المفكر والعاقل أمام عينيه دوماً , والعمل بأسباب دخولها بإذن الله تعالى .
الزاي – زَيِّنْ كلامك وألفاظك وعباراتك وكل ما يصدر منك , فإن الكلمة الطيبة صدقة , ولها اثر كبير على نفسية أبناءك وتعلقهم بالوالدين , عودهم على اختيار حسن العبارة الطيبة المناسبة والترفع عن التشهير والتحقير والشتم والسب , وزين مظهرك وهندامك وكن نظيفاً وطاهراً دوماً فإنك من قدوة لهم .
السين – سَلِّمْ على أبنائك كلما لقيتهم , ومن الظواهر المحزنة فعلا عندما يتصل الابن فيقول (( يُمه وين السائق تأخر عليّ ؟ )) بدون أن يسلم على والدته , والسبب قد يعود أن الوالدين عندما يدخلان لا يسلمان على الأبناء إلا في المناسبات أو عند السفر .
الشين – شارك أبناءك في مسؤولياتهم , عن طريق عرضك للمشاركة والمساعدة في إنجاز المسؤولية , فإن هذا يشعرهم بالاهتمام وزيادة الحب وتعميقه بينهم , وأيضا ليشارك البناء الآباء في الأعمال داخل وخارج البيت .
الصاد – صِل رحمك وعلّم أبناءك صلة الرحم وزيارة الأقارب , ولها أشكال /
1) الزيارات الدورية .
2) الاتصالات الهاتفية بأولي الأرحام والأقارب .
3) المشاركات الاجتماعية في بعض المناسبات .
4) المشاركة في مجلس العائلة .
5) زيارة المريض – قضاء حوائج المحتاج – سؤال الاطمئنان .
6) عمل اجتماعات بين أبناء الأقارب للتعارف والتأليف بينهم .
الضاد – ضَارِبْ بالحلال وعلم أبناءك المضاربة , أي التجارة والبيع والشراء من خلال التالي /
1) ممارسة أنواع مختلفة من الأنشطة الحرفية .
2) اكتشاف المواهب الخاصة لكل ابن وأبنه ومحاولة الارتقاء بها .
3) إعطاء الفرصة للكسب من خلال هذه الممارسات الإنتاجية .
الطاء – طَبِّبْ أبناءك ولا تهملهم بحجة التكاسل أو الانشغال أو سوء الظن بالأبناء , بل بادر إلى بذل الأسباب التي تحميهم بها من المرض ومضاعفاته وآثاره السلبية .
الظاء – ظلل أبناءك بالحب والود والرعاية السليمة .
العين – علم أبناءك العلم الشرعي والدنيوي حتى يحوزوا على الخير في الدنيا والآخرة .
الغين – غير من ملامح شخصيتك ما يعيب أبناءك من خلال التخلص من السلبيات وإضافة الإيجابيات , وإليك بعض الخطوات التالية لتحقيق هذا الشيء :
1) اسأل أبناءك عن إيجابياتك وسلبياتك , وحبذا لو كتبوها في ملف في الحاسب بدون أن يذكروا الأسماء وإنماء حدد لهم الملف وأطلب منهم أن يكتبوا ما يرونه عليه , ومن ثم تصفح ما كتبوا , وممكن يكون ألمر عادي أي تجلس معهم ويقول لك كل واحد منهم ما يراه فيك .
2) اجمع ما أعجبهم وما لم يعجبهم .
3) اجتمع مع زوجتك والذي تريد أن تشركه منهم ثم اختر من السلبيات ما تتفق أنت وهم علي أنها سلبية , وأختر بديلاً إيجابياً محبباً لهم عنه .
4) راقب انفعالاتهم بعد التغير , فما أعجبهم داوم عليه , وإن لم يعجبهم فأعد الخطوات السابقة .
5) اطلب من زوجتك وأبناءك فعل الخطوات السابقة نفسها مع أنفسهم ليستفيدوا هم أيضا من تطوير ذاتهم .
يتبع ــــــــــــــــــــ
الروابط المفضلة