من مدينة التراث و التاريخ ، مدينة سيف الله المسلول خالد بن الوليد ، التي تحتضن زيارات الأشقاء ولقاء الأصدقاء في مدينة السيف والقلم مدينة البطل الاسلامي خالد بن الوليد.
.:: لمحة عن مدينة حمص ::.
تعتبر مدينة حمص مركز محافظة حمص أكبر محافظات القطر العربي السوري و ثالثة المدن في القطر من حيث الأهمية وتقع في وسطه مشكله حلقة وصل بين مدنه ،وترتفع عن سطح البحر بحدود /450/م، وتبعد عن مدينة دمشق بحدود/160/كم شمالاً، ويبلغ عدد سكان المدينة حوالي /1033/ ألف نسمة حسب التعداد الفعلي لسكان مدينة حمص والتقديرات لعام 2002 موزعين على مسـاحة قدرها/ 4.8/ آلاف هيكتار مقسمة إلى مناطق عقاريـة محددة حسب المخطط التنظيمي للمدينة.
و يوجد في حمص مدينة قديمة تتوضع على مساحة بحدود 1.2 كم2 داخل سور المدينة وهي مبنية فوق المدينة الرومانية القديمة وتتميز بشوارعها الضيقة والملتوية،وبيوتها المبنية من الحجر والخشب والطين، وبأسواقها التجارية الضيقة والمسقوفة والمغلقة.
ويمر فيها نهر العاصي الذي تغني به الكثير من الشعراء ويقسمها لقسمين يفصلهما عن نهر العاصي منطقة بساتين خضراء تشكل حزام أخضر للمدينة ولا يسمح بالبناء فيه.
وتشتهر مدينة حمص بهوائها العليل ولها مكانة أثرية هامة نظراً لموقعها وتعدد وتنوع آثارها التي تعود إلى مختلف العصور.
حمص تاريخياً
إن مدينة حمص مدينة قديمة جداً يرجع تاريخها إلى ما قبل ميلاد السيد المسيح بحوالي 2300 سنة، وشهدت الحضارات والممالك المختلفة التي مرت على منطقة بلاد الشام بكل أنواعها، وظلت زمناً تعرف بأسماء مختلفة [صوبا ـ أميسا ـ حمس] وهناك اختلاف في أصل تسميتها بين المؤرخ المدير الصحيين ولكن الظهور الحضاري الثابت والواضح للمدينة كان عام 64 قبل الميلاد حين دخلها الرومان أثناء اجتياحهم لبلاد الشام وحظيت برعاية خاصة منهم وتزوج القادة العسكريون الرومان من نسائها اللواتي أنجبن عدداً من القياصرة الذين حكموا الإمبراطورية الرومانية، وقد دخلها العرب المسلمون بعد معركة اليرموك على يد خالد بن الوليد وأبو عبيدة عامر بن الجراح عام 633 ميلادي الموافق لعام 16 هجري ودخلت التاريخ الإسلامي لبلاد الشام منذ ذلك الوقت وحتى يومنا هذا.
ومن المعالم الأثرية والتراثية الهامة في مدينة حمص:
قلعة حمص : وتقع في الجنوب الغربي من مدينة حمص القديمة على تل ارتفاعه /32/ م وفيها برجان يعودان إلى العهد الأيوبي، أما باقي تحصيناتها فتعود إلى العهدين المملوكي و العثماني، وقد لعبت دوراً مرموقاً في التاريخ وخاصة في عهد الدولة الايوبية والمماليك.
سور حمص: يعود تاريخ بناء السور في أصله إلى الحثيين والآراميين وقد رممه الروم و أولاه الايوبيون عنايتهم وقد تعاقبت عليه الكثير من الحضارات، وكان يعتبر السور الحصن المتين لحماية المدينة من الأعداء في السابق، وحاليا تظهر أثار السور في الجهة الشرقية من المدينة، و للسور اراج دفاعية وله سبعة أبواب لا تزال من حيث الموقع محافظة على وظيفتها التاريخية وهي التي تربط المدينة القديمة بالمدينة ككل وهي:
باب تدمر – باب السباع – باب الدريب- باب التركمان – باب هود – باب المسدود - السوق
مجموعة من الجوامع الأثرية منها:
- جامع الصحابي خالد بن الوليد: ويعرف بجامع ( سيدي خالد ) ويقع في الجهة الشمالية الشرقية من مدينة حمص القديمة ويعود بناؤه بوضعه الحالي الى العهد العثماني إذ أقيم على أنقاض المسجد القديم الذي كان قائماً وفق الطراز العثماني ممزوجاً بطراز عربي، و يتميز بمئذنتيه العاليتين وقبابه التسع، ويضم ضريح الصحابي خالد بن الوليد
- الجامع النوري الكبير: يقع وسط مدينة حمص، وقد كان في القديم معبداً وثنياً وتحول بعد الفتح الإسلامي إلى مـسجد رممـه وجدد بناؤه الملك الزنكي ( محمود نور الدين ) فحمل اسم ( النوري ) وقد اعتبر هذا الجامع جامعة القرن الماضي وبداية هذا القرن حيث كان يتم التدريس فيه، ويعد من أقدم أماكن العبادة في المدينة.
- مسجد ابي ذر الغفاري
- مسجد الخليفة عمربن عبد العزيز وضريحه
مجموعة من الحمامات : نذكر منها الحمام العثماني، وحمام الباشا، وحمام السراج
قصر الزهراوي:
مجموعة من البيوت التراثية القديمة: بيت مفيد الامين – بيت فركوح – بيت
بالإضافة للعديد من الأسواق والخانات القديمة.
وفي المجال الثقافي تعتبر مدينة حمص من أنشط المحافظات السورية في مجال الفن والأدب وتشتهر بمهرجاناتها الثقافية والفنية وكثرة الندوات الأدبية والشعرية التي تقام على أرضها.
كما تشتهر المدينة بالزراعة والتجارة و الصناعة حيث يوجد بها الكثير من المنشآت والمعامل الصناعية .
أما في مجال التعليم فيوجد بها جامعة البعث التي تضم عددأ كبيراً من الكليات والمعاهد المتوسطة باختصاصات متعددة.
وتمتاز المدينة بقربها من مواقع أثرية هامة نذكر منها: مدينة تدمر – قصر الحير الشرقي - قصر الحير الغربي – قلعة فخر الدين – قلعة الحصن – دير مارجرجس .
ومواقع سياحية هامة نذكر منها : نبع الفوار – مشتى الحلو –الكفرون -....
.::مخطط مدينة حمص ::.
آثار
صدد..أيتها العتيقة الغنية
عندما تتحدث عن قرية صدد الحمصية، فأنت تتحدث عن(2000)عام قبل الميلاد، فصدد بلدة قديمة وعريقة، ذُكرت في سفر العدد من العهد القديم الذي يعود تاريخه إلى(1452) ق.م.
واسم صدد كما ورد في المعاجم يعني مقابل الشيء، فنقول بيتي صدد بيتك أي مقابله، ويظن أنها سميت كذلك لأنها مقابل امتداد سلسلة جبال لبنان الشرقية سكنها الشعب الآرامي منذ نشأتها عام 1454 ق.م والشعب الآرامي هو من أقدم الشعوب في سورية، و تقول نظرية أخرى أنها أصل سكانها عربي بدوي نظرا لوجودها في قلب البادية السورية.في صدد الكثير من الآثار مما يجب أن نطلعك عليه منها:
برج صدد المهدوم: كان في صدد برج قديم بني في العصر البيزنطي حوالي (400) م مبني من الحجارة الضخمة يبلغ طوله (10) أمتار وعرضه (8) أمتار وارتفاعه (22) م، لكنه هدم من قبل السلطات الفرنسية أيام الاحتلال الفرنسي وذلك بناء على طلب الأهالي خوفا من انهياره وتسببه لكارثة بشرية.
تل صدد:هذا التل الذي يبلغ ارتفاعه (10)م مبني من اللبن والحجارة القديمة وكانت تتم من عليه المراقبة أما اليوم فيوجد على سفحه مركز بلدية صدد.
قبر أبو فراس الحمداني: لجأ الأمير الشاعر أبو فراس الحمداني إلى صدد هربا من ابن عمه سعد الدولة الذي أرسل عددا من رجاله ليقتلوه وفعلا قصدوا صدد وأبو فراس لم يصل إليها بعد فعلى الطريق قتلوه وحملوا رأسه إلى ابن عمه وتركوا جثته في البرية حتى دفنها بعض الأعراب وقيل لو أنه وصل صدد لما قتلوه ومؤخراً تم نقل رفاة الأمير إلى حمص حيث أقيمت ساحة باسمه.
الكنائس في صدد: في صدد العديد من الكنائس والأديرة على مر التاريخ منها ما اندثر والآخر ماثل حتى يومنا هذا يبلغ عددها (10) كنائس. أقدم هذه الكنائس هي كنيسة مارجرجس الخضر (1740)م. أبدع ما في هذه الكنيسة الرسومات الدينية التي رسمها الفنان العبقري الأسقف إبراهيم اليازجي وتعتبر هذه اللوحات في صدد من أغنى الآثار التي يقصدها السواح وتمثل هذه اللوحات بعضا من الأحداث الدينية و صورا للآباء والقديسين. كما تحوي صدد على عدد من النوواييس أي القبور الحجرية القديمة ، كما عثر على كهف فيه هياكل عظمية بشرية وإلى جانب كل منها إبريق و صحن من الفخار . يتوقع تاريخها إلى ألف سنة قبل الميلاد.
ويوجد في صدد جزيرة عُمُرو (وهي كلمة سريانية تعني الدير) وقد كان في هذه الجزيرة (أي المنطقة المرتفعة) دير الناسك مار ماما ( قديس سرياني ظل طويلاً حتى استطاع الكلام ولما تكلم كانت أول كلمة قالها ماما لذا سمي مارماما). ومن هذا الدير تخرج أساقفة ورهبان وبقي عامراً حتى سنة (1715)م، لكنه اندثر بفعل عاديات الزمان وغزوات البدو ولم يبق له أثر.
مرقد فارس الشعراء أبو فراس الحمداني
رغم أن الكثيرين من أهل حمص وزوارها يعبرون بالقرب من نصب تذكاري يأخذ من السيوف المتقاطعة شكلاً له, إلاّ أن القليل القليل فقط منهم من يعلم أن هذا النصب يضم بين جنباته رفات الفارس الشاعر أبو فراس الحمداني.
وأبو فراس الذي كان والياً على حمص, لم يمت فيها, ومع هذا فقد وصل رفاته إليها في العام 1997, قادماً من قرية صدد.
ومقتل أبا فراس الحمداني في قرية صدد هو الأمر الذي يتفق عليه المؤرخون جميعاً, رغم أنهم يتفقون في طريقة مقتله, وما يتفقون عليه أيضاً كما يخبرنا المؤرخ والباحث فيصل الشيخاني:" أن وفاة أبو فراس كانت في العام 357 للهجرة, وأن الذي قتله هو (قرغويه مولى أبى المعالي ) وقد ترك جثته في البرية حتى دفنها بعض الأعراب".
وأبو المعالي هو ابن سيف الدولة, وابن أخت أبي فراس الحمداني, وقد ورث عن سيف الدولة الحكم في الدولة الحمدانية, وقد طمع في استعادة ولاية حمص من أبي فراس, فكانت المعركة بينهما في منطقة صدد إلى الشرق من حمص بحوالي /40 كم / وفيها كانت الغلبة لجيش أبي المعالي, حيث قتل أبا فراس, وحز رأسه ونقل إلى أبي المعالي في حلب. وبقيت رفات أبو فراس في قرية صدد حتى كان يوم التاسع من نيسان من العام 1997 حين تم نقل الرفات إلى مكانها الحالي بالقرب من القلعة, وسميت الساحة بساحة الأمير الفارس الشاعر العربي أبو فراس الحمداني.
جامع خالد بن الوليد.. عندما تتكلم الصورة والذكريات
لعل من أهم إنجازات العصر الحديث الذي يبدأ منذ أواخر القرن التاسع عشر هو اختراع الكاميرا.فبالرغم من محاولة العديد من الرسامين نقل الصورة الحقيقة لكثيرٍ من المشاهد والمباني أو حتى الأحداث والأشخاص، إلا أن عين الكاميرا تبقى أصدق معبرٍ عن الحالة الحقيقة لهم.
يعد جامع الصحابي الجليل خالد بن الوليد من أبرز معالم حمص الأثرية، والصور التي التقطتها كاميرات مصوري العصور المختلفة التي مرت على هذا الصرح تشهد بمكانته وعظمة تشييده.
eHoms التقت المؤرخ الحمصي محمد فيصل شيخاني أمين متحف الآثار الإسلامية بحمص عضو الجمعية التاريخية ورئيس جمعية حمص للسياحة والثقافة الذي أخبرنا عن تاريخ هذا الصرح الديني مستشهداً بما كتبه في كتابه /حمص وخالدها/ قائلاً: "يعد مسجد الصحابي خالد بن الوليد مركز سياحي وقومي، بناء الجامع يعود لتسعينيات القرن التاسع عشر في زمن السلطان عبد الحميد الثاني.
بدأت قصة بنائه مع مرض أخت السلطان عبد الحميد، الذي كان شديداً وغريباً فلم يستطع الأطباء من ألمانيا إلى الصين أن يعرفوا سبب هذا الداء وأن يجدوا له الدواء الشافي، فنصح العلماء السلطان أن يستعين بخبراء الطب النبوي الشريف، ووقع الاختيار على الشيخ محمد سعيد زين العابدين من حمص المشهود له ببراعته في الحكمة والطب النبوي الشريف وكذلك صناعة الأدوية من الأعشاب، وبالفعل نجح هذا الشيخ في شفائها بواسطة أدويةٍ قام بتركيبها من الأعشاب.
أرادت الأميرة مكافأته بأراضٍ ممتدة يختارها أينما يريد ويكون الآمر الناهي فيها، رفض الشيخ هذا العطاء فهو رجل علم ودين وليس دنيا ومال، لكن السلطان عبد الحميد أصرّ على إهداء الشيخ الحكيم قائلاً: "اختر أي شيء في استانبول لأقدمه لك ومعك ثلاثة أيام لتفكر"، ومن هنا كانت ولادة مسجد خالد بن الوليد في الحمص، حيث عاد الشيخ محمد سعيد زين العابدين بعد الأيام الثلاثة ليقول للسلطان: "أعجبتني جوامع استانبول كثيراً لكن أكثر ما أعجبني كان جامع السلطان أحمد، فأتمنى أن يكون في حمص جامع مثله على قبر الصحابي خالد بن الوليد، وبالفعل أمر السلطان بتشييد الجامع وكان صورة طبق الأصل عن جامع السلطان أحمد لكن مساحته أصغر".
اعتبر جامع خالد بن الوليد بعد الانتهاء من تشييده رمز حمص الديني، فلا تكاد تذكر اسم مدينة حمص أمام أي سوري أو حتى أي مسلم حتى يتبادر لذهنه صورة هذا البنيان الفريد من نوعه.بالطبع يلعب الزمن لعبته مع كل ما هو موجود على البسيطة من حجرٍ وبشر، فقد تعرض الجامع لعوامل وظروف عديدة استدعت من الرئيس الراحل حافظ الأسد أن يصدر توجيهات بترميمه، فعلاً تم ذلك عام 1971 ولاتزال الجهات المسؤولة حتى الآن توليه اهتماماً ورعاية خاصان.. فهو رمز حمص.. ومفخرتها العمرانية".
الشقيقات المنسيات لأرواد
العباس والوسطى والمخروط وأبوعلي والنمل
يبلغ طول الواجهة البحرية السورية "183" كم. ممتدة من شمال طرابلس إلى شمال اسكندرون، وتشكّل طرطوس الجزء الجنوبي من الواجهة بطول (90) كم، من الحدود اللبنانية جنوباً، وحتى نهر السن شمالاً، حيث تقوم قبالة هذا الجزء الجزر البحرية الوحيدة في سورية، وهي: (أرواد، العباس، أبو علي، المخروط، الوسطى، وجزيرة النمل) والجزيرة الوحيدة المأهولة بالسكان بين هذه الجزر، كما هو معروف، هي جزيرة أرواد، التي تبعد عن طرطوس خمسة كيلومترات، وعن الشاطئ ثلاثة كيلو مترات.
الكثيرون، حتى في محافظة طرطوس-ربما- لم يسمعوا بغير هذه الجزيرة- أرواد- لأنها مأهولة بالسكان أولاً، ونظراً لما تحويه من آثار فخمة ثانياً، ولحضارتها العريقة الموغلة في القدم، ووجود صناعات تقليدية تراثية فيها ثالثاً، إضافة إلى أنها وحيدة سورية المدللة..!!
غير أن الحقيقة، لأرواد شقيقات خمس، على خط امتدادها من الشمال إلى الجنوب، ورغم ذلك فإن جزيرة أرواد توصف دائماً بأنها وحيدة سورية المدللة، فيما بقية "الشقيقات" الأخريات، تعانين الإهمال والنسيان، إلا من بعض المجموعات السياحية صيفاً، والهواة والصيادين، حيث المدى يغوي الأمواج بعينه الزرقاوين، وعن سر تكوين هذه الجزر، يذكر أحد الباحثين: أن شاطئ سورية شاطئ رملي لا يبتعد عن الجبال إلا في مناطق محدودة قرب بانياس، وفي اسكندرون، ابتداءً من جبل الأقرع، ولهذا البحر قليل من العمق عن الشاطئ باستثناء هاتين المنطقتين غير أن سلسلة جبلية موازية للساحل السوري تفصلها بعض الوهاد العميقة تظهر تدريجياً على خط جزيرة أرواد وعددها خمس، وهي على التوالي جنوب أرواد: العباس، وتدعى "الحباس" والوسطى أو "النصانية" والمخروط وجزيرة أبو علي، إضافة لجزيرة النمل
شمال أرواد، وجميعها تقع قرب طرطوس وفي ساحلها.
إذ تقع جزيرة العباس، أوالحباس، على بعد ثلاثة كيلومترات جنوب أرواد، وهي جزيرة كبيرة نسبياً، تبلغ مساحتها هكتارين تقريباً، وهي جزيرة صخرية مرتفعة في الجنوب والغرب ويتناقص ارتفاعها ليشكّل شاطئاً رملياً صخرياً في الشمال، تقع قبالة مدينة عمريت الأثرية، وإلى الجنوب من جزيرة العباس تقع ثلاث جزر صغيرة أكبرها الجنوبية، وتعرف بالمخروط استناداً لشكلها، ثم جزيرة أبو علي في الشمال، وما بينهما صخرة- جزيرة صغيرة- تعرف بالنصانية أو الوسطى، وهذه الجزيرة مقابلة لنبع الفوار الشهير، وميناء "تبة الحمام" الأثري، أو المنطار وهو ما يعرف اليوم بعين الزرقا.
وفيما إذا كانت هذه الجزر قد سكنت من قبل، فتدل الدراسات التي أجريت أن البحر ارتفع بمقدار عشرة أمتار تقريباً، حيث إن معظم الإنشاءات على هذه الجزر غُمرت بالماء، ومن المؤكد أنها كانت أكبر في الزمن القديم، وحتى سنة "905" ق.م" فإن هذه الجزر استخدمت جميعها كمراسي سفن كبيرة تعجز المرافئ الصغيرة الضحلة عن استقبالها، وهذا ما حصل عندما رست سفن فرنسية كبيرة زمن الانتداب
الفرنسي على المنطقة السورية في جزيرة العباس، حيث قامت قوارب صغيرة بنقل التماثيل والآثار الأخرى كمسلة الإله بعل، وتمثال هرقل، وغيرها من الآثار السورية الموجودة الآن في متاحف عديدة في أوروبا، كذلك شكلت جزيرة المخروط مرسى مقابلاً لمرفأ "تبة الحمام" ومنارة للسفن، ولا تزال بقايا مذبح يرجح أن الأرواديين القدماء كانوا يقدمون النذور والقرابين فيه لإله البحر، كما كانت هذه الجزر ملجأً وملاذاً للصيادين في حال تأخرهم في الصيد - كما يروي لنا الصيادون الذين رافقونا في جولتنا على هذه الجزر- أو خلال مداهمة العواصف لهم، ولهذا نجد في جزيرتي العباس والمخروط، ما يؤكد استخدامها لبعض طقوس العبادة.
وحول إمكانية الاستفادة الآن من هذه الجزر في الاستثمار السياحي، يذكر لنا عدد من المهتمين بالقطاع السياحي في طرطوس: أن الجزر ذات المساحة الكبيرة كالعباس والمخروط، يمكن إنشاء منتجعات سياحية عليها، ويمكن أن تضاهي أهم المواقع السياحية في حوض المتوسط، كما أن شاطئ جزيرة العباس الشمال رملي منبسط وصالح للسياحة، نذكر أخيراً، أن المجموعات السياحية تقوم بزيارة هذه الجزر في فصل الصيف،
كما يقصدها بعض الهواة لممارسة هواياتهم في الصيد البحري والسياحة والغوص، لقد كانت هذه الجزر تتبع جميعها إلى مملكة أرواد الفينيقية القديمة، وكانت وظائفها متكاملة مع جزيرة أرواد ومدن وممالك الشاطئ التي كانت تحت سيطرتها، وذلك لأغراض اقتصادية ودفاعية وطقسية دينية وملاحية، هذا كان قبل الميلاد بآلاف السنين، واليوم هي مهملة تنتظر من يتذكرها بعد الميلاد بأكثر من ألفي سنة..!!
تلكلخ ..حكاية حمصية يذكرها التاريخ
تقع على سفح شمالي لتل بازلتي وعر، يشرف على طريق حمص- طرابلس تبعد عن حمص مسافة 45 كيلو متر، و تعتبر من أكبر المناطق الإدارية في حمص حيث يتبعها عدد كبير من الأقضية والبلدات والنواحي والقرى.
تأسست تلكلخ فعليا إبان الاحتلال الفرنسي لسوريا بعد أن قام الانتداب بإلغاء الإدارة الحكومية بقلعة الحصن ونقلها إلى تلكلخ وبنى لذلك مبنى خاص يعرف بالسرايا لا يزال قائما إلى الآن. سميت تلكلخ كذلك نسبة إلى نبتة الكلخ أو الحلتيت التي كانت تشتهر بها وقد زالت هذه النبتة من الوجود بعد حريق هائل شب في التل إثر قصفه من قبل طائرات الحلفاء بعد قصفها لخزانات الوقود فاحترقت المنطقة برمتها وأصبح هذا الحريق يؤرخ به.
منذ القديم كان التل موقعاً لتجمّع العشائر العربية وفي العهد العثماني بنيت على التل ثكنة عسكرية لم يبق منها حالياً سوى أساساتها، كما بنيت قرب التل محطة سكك حديدية.
تاريخ تلكلخ البطولي يبدأ منذ أن بدأ الصدام بين أهالي تلكلخ والفرنسيين في شهر كانون الأول 1919 بسبب إصرار الفرنسيين
على رفع العلم الفرنسي على دار الحكومة (السرايا) باعتبارها تابعة للمنطقة الساحلية التي كانت تحتلها فرنسا، وإصرار أهالي تلكلخ على إلحاق مدينتهم بالريف وريفها بالدولة. وحدثت عدة اشتباكات بين الأهالي والفرنسيين، واستمر النضال حتى أوائل عام 1920 حيث شدد الفرنسيون قبضتهم وأرغموا زعماء الثوار على النزوح إلى حمص ودمشق.
تكاد معظم بيوت تلكلخ لا تخلو من فسحة سماوية تتوسطها الأشجار المثمرة ونباتات الزينة. تبرز من بعيد قصورها المميزة بارتفاعها وجدرانها المبنية بأحجار بازلتية منحوتة، وتتابع بيوتها على التل كأنها مدرجة بدرجات. فيها ثلاث مدارس على طريق حمص وسبع داخل البلدة في وسطها الشمالي والغربي ومنطقة صناعية في الشمال ومشفى قيد الإنشاء في الغرب.
كانت المدينة قديماً تشرب من مياه العيون الكثيرة آنذاك كعين الباشا وعين المطارب (سميت كذلك لأن حفلات الفرح والطرب
كانت تقام إلى جوارها ) وعين الجرب وعين أم علي. وبعد أن ازداد عدد الأهالي ونضبت العيون شربت تلكلخ من مياه نهر العريضة (الكبير الجنوبي) وبعد تلوثه بالمجارير حفرت الدولة عدة آبار ارتوازية وأوصلت المياه لكل بيت.
مدينة تلكلخ مشهورة بتربية وإنتاج سلالة من الخيول العربية الأصيلة المنتشرة في سوريا وأوروبا. حتى أن الفرنسيين سموا خيولها بـ (كراك) نظراً لسرعتها ورشاقتها، ويفخر أهالي تلكلخ بأن صورة الحصان العربي التي تزين العملة الورقية السورية هي لحصان من خيول تلكلخ، وكانت هذه الفرس من أجمل الخيول في تلك المنطقة ومعروفة النسب ولهذا أخذها الفرنسيون معهم إلى فرنسا بعد جلائهم.
سياحيا تتميز مدينة تلكلخ بجمال الطبيعة والمناظر الخلابة وجوها الجميل وتجتذب الزائرين والسياح، تنتشر في المدينة المنشآت السياحية مثل المطاعم والمنتزهات الطبيعية حيث الخضرة
والجمال وترتبط المدينة بطرق حديثة مع محيطها ومع مدينة حمص وبها محطة قطارات حيث تنطلق من المدينة القطارات إلى مناطق سورية، وبها مراكز اجتماعية وصحية وثقافية مثل المركز الثقافي العربي في تلكلخ منذ 1960، ومراكز خدمية وصوامع للحبوب وتقوم في المدينة عدة صناعات وتنتشر المحال التجارية بكافة تخصصاتها.
الروابط المفضلة